الثلاثاء، أبريل 15، 2008

طلق ناري .... قصة قصيرة



بسم الله الرحمن الرحيم

طـــلــــق نــــــاري

دَوَّي طلق ناري يشق سكون الليل ويتغلغل بداخلها مما جعلها تنتفض فزعة من نومها .. وهي لا تدري أأذُنها من ايقظتها ؟ أم عامل داخلي آخر هو ما حثها على الاستيقاظ على هذا النحو ؟ كانت آثار النوم لم تفارقها بعد عندما سمعت الضوضاء الآتية من خارج غرفتها .. فخرجت مسرعةً لتجد جمع كبير من جيرانها داخل الشقة والباب مفتوحًا على مصرعيه ، كانوا متجمعين على شكل دائرة وينظرون إلى شيئًا ما ملقى على الأرض .. وميزت من بين حديثهم بعض الكلمات المتفرقة :-

- حرامي ..
- كان مستيقظًا عند دخوله للسرقة .
- كشفه فأطلق عليه الرصاص وهرب .
- ولكن تم القبض عليه .
- حد طلب الإسعاف ؟؟
- ستكون صدمة عنيفة لابنته .
- ......
لم تميز أي كلمة بعد ذلك وهي تخترق تلك الدائرة البشرية وكل ذهنها يفكر في والدها إنه من تبقى لها في الحياة فهي ابنته الوحيدة وهو كل عائلتها بعد وفاة والدتها وهي صغيرة .. وأباها هو من أعتنى بها منذ ذلك الوقت ونشأت بينهم علاقة قوية متينة .. فكان أبوها وصديقها وسندها في الحياة .. وكانت له تعويضًا عن من فقدهم في حياته وأنيسة جلسته .. كان كل حياتها وكانت حياته التي يحيا من أجلها .. وكانا لا يفترقا إلا سويعات النوم فقط .
رأته من بين الجموع مُلقى على الأرض وتحيطه بركةً صغيرةً من الدماء .. دماءه .. سائل الحياة بداخله وجدته مُصفى بجانبه .. نظرت لوجهه الشاحب في ذهول .. ثم سقطت على ركبتيها بجانبه تتلمسه بيديها وعينيها تناشده أن يستجيب للمساتها ويفتح عينيه وينظر إليها ويقوم ويقبلها على جبهتها - كعادته الدائمة معها - .. ولكنه لم يستجيب لها أبدًا ، ولم يخرج من حالة السكون التي أصبح عليها .. فمالت عليه ووضعت رأسها على صدره وأسبلت جفنيها ولم تفتحهما حتى وقتنا هذا .. وأصبحت نزيلة هذه الغرفة من حينها كما ترى .
هكذا ختمت الممرضة المسؤولة كلماتها للطبيب الجديد بالمستشفى وهي تنظر من خلال الشباك الزجاجي لفتاة في عُمر الزهور زابلة الملامح ، ثم نظرت إليه قائلة :
- لقد إصيبت بصدمة نفسية كبيرة بعد موت والدها ودخلت بغيبوبة لم يجد لها الأطباء أي علاج .. وتعيش على هذا السرير بواسطة أنابيب التغذية والله - سبحانه وتعالى- وحده يعلم متى تخرج منها .
انهت حديثها وتركته وحيدًا ينظر إلى الفتاة وهو يسأل نفسه :
- ترى متى تخرج هذه الفتاة من عالمها الخاص هذا وتعود للواقع مرةً أخرى ؟؟
الواقع الذي لم يعد لها فيه أحد تستند إليه ففضلت أن تتركه وترحل بعيدًا !



***************
" تمت بحمد الله "
***************



هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

السلام عليكم
كيف حالك ؟

نظرا لمستوى كتاباتك الرائع , فأدعوك لمسابقة كتاب رانمارو المجمع الأول للقصة القصيرة ..

لمزيد من التفاصيل أرجو زيارة الجروب الرسمي للمسابقة :

http://www.facebook.com/topic.php?topic=9470&post=44546&uid=109434347617#/group.php?gid=109434347617

تحياتي
إدارة رانمارو ..