بسم الله الرحمن الرحيم
دجــــل على الملأ
في فترة إحتلال البلدان العربية ومع قلة نسبة التعليم الذي فرضه الإحتلال وانتشار الجهل وجد الدجل والشعوذة والخرفات طريقهم الممهد والتربة الخصبة التي يكبر ويترعرعوا فيها بإدعاء البعض أنه طالما الجن مذكور في القرآن الكريم إذًا فيوجد وسائل لمعرفة إتقاء شره .. إلى كل هذا الهراء المتوغل لدى البعض على الرغم أن الدين بريء من كل هذه الخزعبلات .. فالجن فعلًا موجود وهو من مخلوقات الله - عز وجل - التي ذكرها في كتابه الكريم .. ولكنه أيضًا - سبحانه وتعالى - ذكر أنها ليست لها بسلطان على الإنسان ولا يستطيع الجن أن يضر الإنسان أو ينفعه إلا بإذن الله - جل في علاه - .. ولكن مع الجهل وقلة الثقافة الدينية والعلمية أصبح من السهل الدخول إلى عقول الناس والعبث بها لإقناعها بأن كل مشكلة يقعوا فيها انما هي بسبب الجن والأسحار والسحر .. نعم السحر موجود ولكنه لا سلطه له على الإنسان إلا بأمر الله أي أنه كباقي الأمور في حياتنا تسير بيد الله - سبحانه وتعالى - وهو وحده القادر على كشف البلاء وقتما يشاء .. ولأن الإنسان عجول بطبعه مع الجهل فينصاع وراء الخرفات والدجل ويذهب للشيخ الفلاني أو الشيخة العلانية فـ " سرهم باتع " أو " مكشوف عنهم الحجاب " لكي يكشفوا عن العمل والسحر ويسهلوا أمورهم وهذا طبعًا بعد الدفع للأسياد .. على الرغم أن الإنسان الصالح الذي يساعد الناس لا يقوم بإبتزاز أموالهم !
وكل هذا كان يتم بشكل سري في عوالم مظلمة كئيبة تناسب مثل هذه الأفعال المشبوهة ، أما الآن وفي عصر الفضائيات فأنت تستطيع معرفة إذا كان " معمولك عمل " أم لا عن طريق ايًا من هذه القنوات وبأتصال هاتفي تذكر فيه اسمك واسم السيدة الوالدة لتعرف كل شيء حتى أنك تستطيع معرفة طالعك أيضًا !!
وما أأسف عليه حقًا ويجعل الدم يغلي في عروقي هو استخدام الدين الإسلامي والقرآن الكريم في هذه المهزلة الخزعبالية .. حتى أنهم يقرأون القرآن بطريقة خاطئة تمامًا .. ليس هذا فقط ولكني سمعت مرة عن طريق المصادفة أحدهم يبلغ احدى المتصلات أن زوجها هو الذي " عملها عمل " !!
فلم يكتفي بالدجل والشعوذة والإساءة للدين بل يتسبب في خراب بيت أيضًا وكل هذا بشكل علني وعلى مرأة ومسمع من الجميع .
ترى أين نجد العيب بالضبط ؟؟
هل في تلك القنوات التي لا تذيع إلا هذه النوعية من البرامج -أو حتى التي تذيع برنامج واحد له هذا الطابع - ؟؟
أم في من سمحوا لظهور مثل هذه القنوات والبرامج بدون رقابة ولا محاسبة ؟؟
أم في من يشاهدون هذه النوعيات من البرامج ويصدقون هذا الهراء المعروض من خلالها ؟؟
صراحة أرى أن الخطأ على كل هؤلاء فلا ينفرد أحدهم بالخطأ دون الأخر فالخطأ مشترك بداية بفتح هذه القنوات أو عرض برامج بهذا المحتوى .. والخطأ في عدم الرقابة عليها ورفض ما تقدمه .. والخطأ الأكبر على من يتابعون ويشاهدون مثل هذه القنوات دون رفضها أو محاولة منعها من الظهور بأهمالها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق