الثلاثاء، أبريل 01، 2008

رخـصـة سـيـارة .. قصة قصيرة


بسم الله الرحمن الرحيم


رخـــصـــة ســـيـــارة



- يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كربم .
هكذا بدأت يومي في الصباح الباكر وأنا أعد نفسي للذهاب إلى إدارة المرور لتجديد رخصة سيارتي الملاكي ... منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر وأنا أحمل هم وقت إنتهاء فترة رخصتي وموعد تجديدها ... وبدأت في أصلاح السيارة من كل عيب أشك أن يكون متواجد فيها ومعطل لتجديد الرخصة حتى يتم إستخراج الرخصة الجديدة على خير وفعلاً إنتهيت من السيارة وجاء موعد إنتهاء رخصتي وتجديدها ...
من أول الأسبوع وأنا اذهب إلى إدارة المرور يومياً وفي كل مرة أجد عرقلة جديدة .. وأقوم بعمل كل ما يطلوبنه ... واليوم كل أوراقي سليمة وكل شيء على أكمل وجه - سوف أذهب لإستخراجها سريعا وأعود لتناول الأفطار مع أسرتي - ..
ذهبت إلى الإدارة ودخلت على الموظفين - أو بالأحرى الموظفات - فهم أربع موظفات في غرفة واحدة أثنتين منهن لمراجعة الأوراق والتصديق عليها وأثنتين لإستخراج الرخصة من على جهاز الحاسب الألي ..
- السلام عليكم ..
- وعليكم السلام ..
- أوراق تجديد الرخصة كلها في الملف .
- اسمك أخر الكشف يا حج .
جلست على احد الكراسي أنتظر دوري وإذا بأحدى الموظفات تسألني :
- توصلني في طريقك ياحج .
- أين تسكنين بالضبط .
- في ( ........)
- للأسف ليس في طريقي .
وسألتني أخرى إن كان من الممكن ان أوصلها وكانت على طريقي فلم اجد مانع من الموافقة لأنها على طريقي بالفعل كما أن العرف السائد أن الموظفات يتم توصليهن بسيارات المواطنين عند استخراج الرخصة أو تجديدها - قبلت فأنا أريد الإنتهاء من مراجعة أوراقي سريعا وأستلام رخصتي اليوم فلن أستطيع السير بدون رخصة وإلا فقدت سيارتي -
جلست أنتظر وأنتظر وكان لديهم من يبيع زجاجات المياة المعدنية والمشروبات الغازية الباردة .. وأنا مريض بمرض السكر ولن أستطيع الصبر على العطش في هذا الجو الحار خرجت وأشتريت من الخارج زجاجات المياة وعدت ثانية لأنتظر ... وإذا بموظفتين المراجعة يرحلون وتقول لي من أتفقت معها على توصيلها إنها وجدت من يوصلها ... أجبرت وجهي على رسم ابتسامة مودعة حزينة - وكأني كنت راغب في نيل هذا الشرف العظيم شرف توصيلها - وأنا بداخلي أحمد الله ان رحمني منهن ...
وفترة من الإنتظار اخرى ثم أجد الموظفتين الباقيتين يغلقن أجهزة الحاسوب استعدادا للرحيل !!!
وأين رخصتي ؟؟؟
هكذا ذهبت إلى أحدهن أسألها عن رخصتي فاجابت :
- اسمك يا حج
- عماد حلمي عبد الله
- لم يتم استخراج رخصة بهذا الاسم اليوم ..
- ماذا؟؟؟!!!!!!!!!!!!! الملف كان هنا وتتم مراجعته .
- لا يوجد ملفات هنا بهذا الاسم .. اسال الموظف المسئول عن الملفات
- وأين اجده الآن
- إنه لا يرحل إلا بعد ترتيب الملفات هذه مسئوليته
ذهبت إلى الغرف المجاورة غرفة أضيق ما يكون وبها رجلين تجردوا من ملابسهم العلوية لترتيب غرفة الملفات تلك وسألت عن ملفي وكان الشرر يتطاير من عيني ... ولكنهم والحق يقال تعاملوا معي بصبر وسألني احدهم عن رقم الرخصة واخرج الملف لأذهب به إلى الموظفة المسئولة عن إستخراج الرخصة لتطالع الملف وتقول لي :
- للأسف يا حج لم يتم مراجعة الملف لن أستطيع استخراج الرخصة اليوم ..
لم أجد نفسي إلا وأنا أهتف
- ماذا ؟؟!!!!!!!!!! وكيف أستطيع السير بدون رخصة الآن ؟؟؟
يبدو إنها خافت من ثورتي فقالت بطريقة متعاونة لتهدء من ثورتي :
- والله يا حج لو أن الملف تم مراجعته لكنت أعدت تشغيل الجهاز واستخرجت لك الرخصة ولو جلست لساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ..
هدأت قليلاً وأنا لا أعرف ماذا أفعل لقد جلست في إنتظار الرخصة إلى اخر دوام العمل وكنت أظن إنني أخر اسم فلم أعترض أو اتحدث لأجد ان ملفي انا بالذات لم تتم مراجعته ..
جاء الموظف المسئول عن الملفات واعطاني رخصتي - التي إنتهت فترتها- كي أسير بها فقلت له :
- إن فترة صلاحيتها إنتهت .
- سر برخصة إنتهت صلاحيتها ولم تجدد بعد افضل من أن تسير بلا رخصة من الأساس .
أقتنعت بحديثة واخذت رخصتي وضعتها في جيبي على وعد من الموظف إنه سيضع ملفي في الطليعة كي أنتهي من أمر رخصتي غداً سريعاً ...
وكل هذا بسبب أهمال موظفة لم تراجع عملها جيداً قبل رحيلها ..
فكانت النتيجة تعطيلي ليوم آخر في استخراج الرخصة
وارتفاع الضغط والسكر ..
ولولا ستر الله - عز وجل- لما وصلت بيتي سليما هذا اليوم ...


***************
تمت بحمد الله
***************



ليست هناك تعليقات: