الثلاثاء، ديسمبر 30، 2008

لك الله يا غزة .. وبعد ؟؟



بسم الله الرحمن الرحيم


لك الله يا غزة .. وبعد ؟؟


بداية الأسبوع الجاري كانت بداية أليمة جدًا على نفس كل إنسان عربي تابع وشاهد ما حدث ويحدث حتى هذه اللحظة في غزة من دمار وقتل للأبرياء والأطفال والدماء التي تهدر بلا حساب على أيدي الصهاينة خاصة مع الموقف السياسي الدولي بشكل عام والعربي بشكل خاص ومخجل وهذه هي أقل كلمة تحمل شيء من التهذيب يمكن أن تطلق على مواقف الساسة العرب فبدلا من توحيد الصف والكلمة تحول الأمر بدلا من صراع عربي إسرائيلي لرفض ما يحدث هناك في غزة أصبح الصراع عربي عربي ..!!

أيعقل أن نترك أخواننا تراق دماءهم الطاهرة ونقف نتنازع من قدم ماذا ؟؟

أيعقل أن نترك اخواننا يحدث لهم يحدث ونحن لا نفكر إلا في مصالح سياسية ومن له السبق في العون والمساعدة ؟

وياليت هناك مساعدة وعون حقيقيين فعالين بل كله مجرد كلام في كلام بلا أي فعل حقيقي يكون من شأنه عمل شيء حقيقي لأخواننا في غزة أو حتى في كل أرض يقع عليها ظلم عدوان مستعمر مستبد منتهك للأعراض والأرواح .

الكل يزايد سياسيًا لإظاهر نفسه ومحو الكل بجانبه وأصبح لفترة لا يستهان بها ما يحدث من ردة فعل على الشاشات الإخبارية والفضائية ماهو إلا سب لبعضنا وتناسينا ما يحدث فعليا من إبادة وحشية لشعب بأكمله .

وأصبح الصراع سياسي سياسي وفقط دون النظر لأرواح وأشلاء لأطفال لم يعرفوا من حياتهم بعد طاعة ولا معصية .. مما دفعني أن أصب جل غضبي على السياسية وعلينا جميعًا كعرب

ألا لعنة الله على هذه السياسة وعلى كل سياسي يتبع سياسة المصالح والماديات دون أي إعتبارات إنسانية أو أخلاقية .. ألا لعنة الله عليهم .

ووجدت نفسي في ظل كل هذا أردد لكِ الله ياغزة .. لك الله يا المسجد الأقصى وكل أراضينا المقدسة .

لك الله ..؟؟!

رنت في أُذني رنة ألم وحسرة

نعم لا حول ولا قوة لنا إلا بالله

نعم توكلنا على الله أمر مأمورين به .. ولكن من قال أن تلك الجملة توكل ؟؟

إنها تواكل بل هي قمة التواكل .. لقد خلقنا الله مخيرين وليس مسيرين وخلق الكون بأكمله مسخر طوع إختياراتنا .. فلماذا تركنا مبدأ الأخذ بالأسباب ؟؟

لماذا نحيل كل شيء في حياتنا على تصرف إلهي يقضي بما نريد وأكتفينا بالانتظار دون عمل ؟؟

نعم النصر من عند الله ولكن { يا أيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم } (سورة محمد - الآية 7 ) .

فهل نصرنا الله وأدينا ما علينا أم فقط نطلب النصر بمعجزة ونحن لا نستحق معجزة بأي حال من الأحوال .

نطالب بحرب الأعداء ؟؟ وهل لنا كلمة واحد وهدف واحد وسياسية موحدة حتى نستطيع أن نحارب عدو ؟؟

وأقصى ما أخافه حقًا إن قالوا حرب أن نقول { إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } – ( سورة المائدة – الآية 24 ) .

وحتى لا يفهم كلامي على إنه استسلام وتخاذل فهذا ما لم يخطر لي على بال .. بل أخشى أن أفكر فيه حتى .

كل ما في الأمر إنني أريد ان ننظر للأمر ببعض الواقعية العملية حتى نستطيع عمل شيء حقيقي مؤثر بدلا من أفعال نستنكرها على حكامنا ولا نفعل أكثر منها من – إستنكار وشجب وتنديد – وزيادة من الشعب الغضب على ما تفعله حكوماتنا ولكن هلا فكرنا بتوجيه هذا الغضب لخدمة قضيتنا ولكي نوجه غضبنا هذا التوجيه الصحيح المثمر يجب أن نسأل أنفسنا سؤال هام

ما سبب غضبنا الحقيقي وما الدافع وراءه ؟؟

هل هو غضب لله أم للنفس والقومية ؟؟

إن كان الغضب للنفس والقومية فنحن مازلنا بعيدًا جدًا عن تحقيق شيء ذا قيمة فنحن قوم لا نغضب للنفس ولكنا نغضب لله ولأننا نغضب لله نغضب من إنتهاك روح إنسان من مخلوقات الله وتدنيس مقدس من مقدساتنا التي قدسها الله – عز وجل – في كتابه الكريم وسنة نبيه – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

والغضب لله يتوفر فيه التوكل عليه مع الأخذ بالأسباب واستخدام ما سخره الله لنا في خدمة أخواننا في غزة في الوقت الحالي ومساعدة كل مظلوم في أي بقاع الأرض مستقبلا .

ولكي يحدث هذا يجب التفكير في عمل شيء فعلي بدلا من التنفيس عن الغضب في أصوات عالية ساخطة أو هتافات رنانة لن تخرج العدو من الأراضي المحتلة أو تساعد من تلقى عليه الصواريخ ليل نهار .

لماذا لا نحارب عدونا بسلاح من أقوى أسلحته ألا وهو الإعلام ؟؟

لماذا نترك له الساحة فارغة يعلن ما يود إعلانه ويحجب صوتنا أن يصل ؟؟

ولا يعني كلامي أن ننتظر الإعلام العربي ليفعل شيء بل نحن .. نحن شباب الإنترنت كما يطلق علينا ونتهم بهذه التهمة لماذا لا نفعل عمل يبين أن شباب الإنترنت العربي استطاع أن يفعل ما لم يفعله الأخرون ووصل صوت غزة الحقيقي إلى الرأي العام العالمي ألا يضغط هذا إسرائيل ويضعف موقفها الدولي ويسحب من تحت أيديها التأييد لما تفعله في فلسطين بحجة محاربة الإرهاب .

لا نقل أن كل الغرب ضدنا نحن لم نستطع أن نوصل قضيتنا بشكل سليم وحقيقي دون غضب أهوج بل غضب يعرف كيفية تفريغه بشكل يوضح للعالم أجمع حقيقتنا وحقيقة الصهاينة .

لن يكون كلامنا باللغة العربية –ليس لضعف بها أو عيب ولكن لنخاطب القوم بلسانهم - . نترجم ما يحدث الآن في غزة ونعرضه على المواقع الأجنبية في الفيس بوك .

لماذ لا يكون هناك مجموعة على الفيس بوك مساندة لغزة باللغة الإنجليزية مبينة ما يحدث للعالم الغربي ؟

كفانا توجيه الأحاديث لأنفسنا وفقط لكن عرفنا عدونا تمام المعرفة نعرف حقارته ونذالته ألا بينا هذه الحقائق للعالم أجمع .

لنستغل ما يحدث الآن ونفجر قضايانا ونخرج عن ضعفنا واستسلامنا لعل الله أراد ما حدث يحدث لنفيق للنتبه لنعمل بشكل حقيقي وفعلي .

كل إنسان في مجاله يستطيع أن يبتكر ما يفيدنا ونوجه كلامنا للجهة الأخرى قليلا بدلا من اللف في دائرة مقفلة دون الوصول لنقطة نعبر من خلالها .

لنعمل شيء غير المظاهرات فلن تخرج عدو من أرض ولن تعين أخواننا هناك ولن تحرك في حكامنا شعرة واحدة لفعل أقصى ما يفعلونه الآن .

لنأخذ مواقف عملية أكثر تأثيرًا .. ليس بالتكسير والتدمير كما يقول البعض ولكن بأسأليب أخرى أكثر عقلانية لا تؤكد للرأي العام العالمي إننا ما نحن إلا شعوب همجية إرهابية نتناحر حتى فيما بيننا .

فالجرحه يحتاجون الدماء أكثر من أصوات غاضبة بلا توجيه والجوعه يحتاجون إلا الطعام والخائفون يحتاجون إلى الأمان قد نستطيع المساهمة في توصيله بالتحرك وعدم السكون المقيت هذا وأخراج شحنات غضبنا في غير محلها .

ولا يعني دعوتي هذه لمخاطبة الغرب أو الرأي العام الدولي بإقتناعي أن النصر من عندهم فالنصر من عند الله إذا توكلنا عليه التوكل الصحيح وأخذنا بالأسباب وقد يكون هذا من ضمن الأخذ بالأسباب .

فنحن نحارب عدونا بسلاح من أسلحته على الأقل ما دمنا لا نستطيع محاربته بكل أسلحته .

بالله كفانا كلمات جوفاء .

بالله كفانا إتهام بعضنا بعض وتحليلات سياسية لن تنفع في الوقت الحالي فلنجعلها بعد إنكشاف الغمة بإذن الله .

بالله كفانا فرقة لو لم يكن على المستوى السياسي ليكن على المستوى الشعبي .

الثلاثاء، ديسمبر 16، 2008

حذاء بالملايين !!



بسم الله الرحمن الرحيم


حذاء بالملايين !!


تابع معظمنا ما حدث من المراسل الصحفي العراقي لإحدى القنوات الفضائية العراقية ( منتظر الزيدي ) موجهًا حذاءه إلى وجه الرئيس الأمريكي ( جورج بوش ) على سبيل قبلة الوداع من العراقيين للرئيس الأمريكي في أخر زيارة له إلى العراق – بصفته رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على الأقل – كما قال المراسل العراقي عند إلقاءه بحذاءه في وجه الرئيس الأمريكي .. كما تابعنا رد الفعل الإعلامي لما حدث منذ إذاعة الأمر من بدايته ثم تداوله على معظم وسائل الإعلام والقنوات الفضائية خاصة البرامج الحوارية الإخبارية .. وبغض النظر عن الاتفاق مع الفعل من عدمه وتباين الأراء في الأمر ، وبغض النظر عن الاتفاق مع رد الفعل العربي خاصة الرد الفعل الشعبي ومبررات الفرحة الغامرة من هذا الموقف من عدمه .

ولا أتوقف عند كل هذا قدر توقفي عند هوس البعض بالحذاء إلى الحد الذي يجعل مواطن عراقي يعرض 100 ألف دولار لشراءه وآخر سعودي يعرض 10 ملايين دولار لشراءه أيضًا ويخرج احد أشقاء المراسل الصحفي العراقي ( منتظر الزيدي ) ليعلن أن سعر الحذاء وصل إلى 75 مليون دولار !!

لا أعرف ما مدى مصداقية هذه الأرقام من المبالغة الإعلامية فيها مع التركيز الإعلامي على أن الحذاء لم يتم العثور عليه ولم يجدوا له أثر من الأساس وكأن هذه هي المشكلة .. ولا استطيع فهم وجهة النظر التي تجعل أحد الأشخاص يدفع ملايين الدولارات في حذاء حتى وأن كان ألقي في وهج رئيس أكبر دولة في العالم في الوقت الحالي .

هل يستحق الحذاء هذا المبلغ ؟

وهل هذا التصرف تصرف سليم في ظل أزمة إقتصادية عالمية بشكل عام وأزمة عربية تقدمية بشكل خاص ؟

هل ننفق ملايين في حذاء ولوحات سيارة بأرقام مميزة ونحن أمة في ذيل الأمم تهان كل يوم ليس من فقر مادي بل عن فقر في جوانب أخرى ألقت بنا في ذيل الحسابات العالمية .. جعلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يعتذر لشعبه عن خطأ مخابرات دولته الذي أدى به لإحتلال العراق ولم يعتذر لبلد قام على تدميرها ،، بل جاء بلسان عربي ملتوي يشكر بلد وشعب دمرهم .

ترى أيشكر العراقيين لصبرهم على ما فعله بهم ؟؟

أم يشكر كل العرب بلسانهم ولغتهم على تهاونهم في حقوقهم وسعيهم وراء توافه الأمور وقشورها وتركهم لب الأمور ؟؟

حقًا أمر مستفز للغاية إن كان حقيقي أن نوجه عقولنا حول الحذاء وأين ذهب الحذاء ونصرف أعيننا عن ما هو الأهم .

يا إخواني العرب بدلًا من دفع أموالكم بالملايين لشراء حذاء ( الزيدي ) دافعوا عنه ليخرج حرًا من سجنه والمحافظة على كرامته التي دهسها أحذية الحرس في المؤتمر الصحفي .

يا إخواني العرب بدلًا من دفع أموالكم لشراء حذاء ادفعوا لإعلاء شأن بلادكم وساهموا في تقدم شبابنا في مختلف العلوم .

يا إخواني العرب كفانا سعي وراء الأحذية وهيا نسعى على العقول ومن أجلها .

السبت، ديسمبر 06، 2008

لا يرون ولا يسمعون ولكنهم يثرثرون



بسم الله الرحمن الرحيم

لا يرون ولا يسمعون ولكنهم يثرثرون

كلما كانت هناك جلسة نقاشية بين مجموعة وجاء الحديث عن أحوال البلاد والعباد في مختلف الجوانب الاقتصادية والإجتماعية والسياسية لمحاولة إيجاد حلول لمشاكل حالية تجد مناقشات كثيرة وأراء أكثر .. وهذا على كافة المستويات المختلفة من حوارات في الجلسات العادية أو الإعلامية وحتى على شبكات الإنترنت .. ومن ضمن هذه الأراء يوجد أراء ومقترحات جيدة وقد يؤدي تطبيقها إلى تطوير كبير في أحوال المجتمع .

ومن بعض عيوب هذه الأراء والمقترحات أن بعضها تنصب على عاتق الحكومة بشكل كبير جدًا وليس على الأفراد ..ويعيب هذه الأراء واعتمادها على الحكومة – في رأيي – ليس فقط لأنها ألقت المسئولية عن كاهلها وفقط ولكن السبب الأهم أن هذه الأراء تظل حبيسة أفواه تثرثر ولكنها تجد أذان تعي وعيون تتفهم من المسئولين عن تنفيذ هذه الاقتراحات .. أو أنها تصل لكن دون نقطة وصل بين ما في هذه الاقتراحات من صعوبات أو ما يعيق تنفيذها لعدم التواصل بين من يقترح هذه الاقتراحات وبين من بأيديهم تنفيد هذه الاقتراحات فتجد فجوة كبيرة بين الطرفين فهم لا يسمعون بعضهم البعض ولا يرون بعضهم البعض ولكنهم يثرثرون بما لديهم كل منهم على حدا دون نقطة تماس .

حتى الاقتراحات القائمة على استغلال فئات الشعب المختلفة بكل فئاته خاصة جهود الشباب تجد أننا نضع أيدينا بشكل جيد جدًا على المشكلات المترسخة في مجتمعاتنا والكل يعرف أن توضيح المرض واكتشاف مكمنه هو أول الطريق لاكتشاف العلاج فالشفاء بعد ذلك – بتوفيق وإذن الله – .

ولكن للأسف نحن نقف على اكتشاف المرض ووضع بعض النظريات دون محاولة لتطبيق هذه النظريات وتحويلها لعلاج عملي على المرض والمريض للخلاص من الآفة والعيش حياة صحية سليمة .

فتجد من يشتكي المرض ومن يسعى لاكتشاف سبب المرض ومن يضع بعض الحلول لهذا المرض ولكن كل طرف يعمل في إتجاه معاكس للأخر فكل طرف منعزل عن الآخر لا يسمعه ولا يراه .. ولكنه مازال يثرثر إما بالشكوى واما بوضع نظريات لحل المشكلة .

مجرد ثرثرة لا تتحرك على أرض الواقع ننتفع بها ونحولها من ثرثرة بلا فائدة إلى حلول واقعية تطبق على أرض الحياة .

فنحن بحاجة إلى مد جسور التواصل بكل الأطراف لعلنا نتماثل الشفاء سريعًا .

وقد تكون هذه الكلمات أيضًا مجرد ثرثرة .

كل سنة وأنتم بخير

بسم الله الرحمن الرحيم

كــل ســنـــة وأنــتـــم طــيــبــيــن
ومــــــن الله قــــريــــــبــــيـــــن
وعـلـى طــاعــتـــه مــن الـــدائـــمـــيـــن

أذكركم ونفسي بصيام وقفة عرفات

تـــحيـــاتــــي

الجمعة، نوفمبر 14، 2008

الـمـرأة والإسـلام وواقـع حـيـاة



بسم الله الرحمن الرحيم


الـمـرأة والإسـلام وواقـع حـيـاة


لا أحد ينكر فضل الإسلام على المرأة لحفظ كرامتها ومكانتها في الحياة .. ومن ينكر هذا فأما أنه لا يعلم شيء عن حال المرأة وتاريخها قبل الإسلام وبعده أو إنه أنبهر بما حققته المرأة في بلاد غير الإسلام بعد فترة طويلة من العيش في عصور مظلمة بالنسبة للمرأة وحتى فترة قصيرة قبل إثارة حقوق المرأة والمساواة وما شابه ذلك .

وبغض النظر عن إتفاقي مع من ينادون بالمساواة من عدمه فهذا موضوع أخر قد يكون له موضع آخر – إن شاء الله - .. ولكني الآن أردي طرح موضوع هام جدًا – بالنسبة لي على الأقل – يلح على عقلي كثيرًا ولذلك قررت مناقشته ... المرأة والإسلام وواقعنا الحالي ...

كل من يتكلمون باسم الدين ويتحدثون عن دور المرأة في الحياة يقصرون دورها في بيتها وزوجها وأبناءها وإنها " إن كانت نصف المجتمع فهي من تقوم بتربية وإخراج النصف الآخر " .. وأن للرجل العناء والتعب والسعي على الرزق وعليها هي رعاية شئون بيتها .. جميل ولا إختلاف على ذلك فأنا أرى أن عظمة المرأة الحقيقية عظمة أمومتها ولكن وفي ظل واقع الحياة الحالي وارتفاع سن الزواج هذا إن حدث في الأساس .. هل نظل على أن المرأة دورها في بيتها ؟؟

وأين بيتها هذا من الأساس حتى تؤدي دورها فيه ؟؟

الجميع يتكلم عن فئة وينسى فئة أخرى .. ومع تكرار هذا المفهوم ترسخ في الأذهان فالكل لا يجد للمرأة دور إلا زوجة وأم ويضغط المجتمع حتى أن معظم الفتيات أصبحن يصلون كل ليلة تقريبا ويدعون أن يرزقهن الله – سبحانه وتعالى – بالزوج ليستطعن ممارسة دورهن الذي خلقن من أجله – كما تم التصوير لهن - في الحياة من خلاله .

وإن لم يأتي هذا الزوج المنتظر تبدأ المشاكل النفسية والإجتماعية وهذا عائد أن الفتاة والمجتمع ككل تصرف على أن الأنثى ليس لها دور في الحياة أو هدف إلا هذا .

فهو الهدف الذي تم تعريفها عليه على الرغم أنها ليس لها أدنى دخل في تحقيقه .

ورغم ذلك تتحمل هي مسئولية عدم حدوثه وتشعر بالضياع وان حياتها بلا قيمة مع أن الله - سبحانه وتعالى – لم يخلق مخلوق مهما كان ضئيل إلا بحكمة وفائدة .. فكيف لو كان هذا المخلوق هو أكرم المخلوقات جميعها ألا وهو الإنسان سواء كان ذكرًا أو أنثى ؟!

وهذا أيضًا ينطبق إلى حد كبير لمن لم يرزقهن الله – عز وجل – بالذرية وبغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذا أو ذاك فأن هذا أمر واقع نحيا فيه ويجب معالجته .

فيجب أن يتغير الخطاب الديني للمرأة أو الفتيات اللاتي لم يتزوجن بعد فلا يعقل أن يكون الكلام الموجه للمرأة كله ينصب في جهة واحدة فقط .. لا اقول أن تتخلى المرأة عن فطرتها في ان تصبح زوجة وأم ولكن فقط ان لا نساعد الفترة أن تصبح هوس لدى الفتيات فينتج عن هذا الهوس أما بيوت عنكبوتية ضعيفة نتيجة للتسرع وسوء الاختيار فالمهم أن تصبح زوجة وأم فقط أو عقد نفسية تتولد لدى الفتيات بعد ذلك .

يجب أن يتم تغذية عقل الفتاة لتعدد أهدافها في الحياة تجعل حيز من حياتها لفطرتها سالفة الذكر فلن ننزعها ولكن أيضًا بجانب هذا يجب ان يكون لديها أهداف أخرى .. تبحث بداخلها عن مواهب وهبها الله – سبحانه وتعالى – لها وتنميها وتعمل عليها لتستغل وقتها وجهدها في عمل مفيد تستفيد هي منه ويستفيد المجتمع المحيط بها أيضًا من جهدها وتواجدها في الحياة .

وهذا لا ينطبق على الفتيات اللاتي لم يتزوجن فقط بل على من لم يوفقن في زواجهن أيضًا فالحياة لم تنتهي وعلى الزوجات والأمهات أيضًا اللاتي كبر أبناءهن وليدهن من الوقت والجهد الذي لا يعرفن كيفية استغلاله لأنها لم تعرف لها هدف سوى أبناءها .

نعم دور المرأة في بيتها عظيم لا خلاف على ذلك ..

نعم تنشأت جيل جديد برعاية الأم واهتمامها وحنانها شيء لا يمكن الاستغناء عنه أبدًا ..

ولكن للنظر إلى واقعنا الحالى وإلى فتياتنا قليلًا ..

لنولد لديهن أهداف أخرى ليعشن حياة مستقرة نفسيا وليستفيد منهم المجتمع في طرق مختلفة فهن طاقة معطلة ..

واتمنى أن لا نحصر المرأة في دور واحد فقط وهدف واحد فقط إن لم يتحقق كأننا نقول لها " لا يوجد لكِ فائدة في الحياة .!! "

فالله – سبحانه وتعالى – لم يخلقها عبثا ..

فهناك من خلقت لتكون أم عظيمة تخرج جيل منير متميز .. وهناك من خلقهن لأهداف أخرى .

فلنشجها لمعرفة الهدف بدلًا من فرض هدف واحد يولد اليأس بعد فترة لعدم تحقيقه .

فلا أعتقد أن هناك في الإسلام ما يمنع المرأة أن يكون لها دور فعال في الحياة بخلاف بيتها كما يتم تصوير الأمر دائمًا وبشكل مبالغ فيه بل بالعكس الإسلام يشجع كل إنسان أن يكون له عمل يفيد به الأخرين ويفيد به نفسه أيضًا .



السبت، نوفمبر 01، 2008

الـديــن والــتــديــــن



بسم الله الرحمن الرحيم


الـديــن والــتــديــــن


الدين
-
عبادة
-
تزكية النفس
-
عمارة الأرض

عبادة - ظاهر - " صلاة - صوم - حجاب " شعائر العبادات عامة

تؤدي إلى تزكية نفس تسبب نهضة وإعمار الأرض
لكن نحن وقفنا عند العبادة الظاهرة فقط ولم تصل للباطن
الصلاة --> ذكر لله بالقلب
الصوم --> تقوى
الحج --> عودة للفطرة النقية على بدايتها
الزكاة --> تطهير للنفس من البخل والشح
الحجاب -- > حياء وعفاف
أي أن كل عبادة ظاهرة لها آثر في الباطن لتزكية النفس
وعندما نصل لمرحلة من تزكية النفس سنتعرف على مراد الله منا وسيعمر كل واحد الأرض بما وهبه الله به .
ولأننا نركز بشكل كبير على العبادات بشكلها الظاهري دون محاولة توصيل الغاية منها من تزكية النفس إلى قلوبنا
نشأ مجتمع ظاهره التدين وباطنه - إلا ما رحم ربي - فساد وبعد عن معنى الدين الحقيقي كما بلغنا به الله - سبحانه وتعالى - عن طريق رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
أصبحنا نرى المصلي الذي يقوم من على سجادة الصلاة لكي يأخذ رشوة في عمله أو مهمل فيه والكذب والخيانة ووووو ...
أصبحنا نرى الصائم الذي لا يكف لسانه عن السباب طول الليل أو حتى في ساعات النهار وهو صائم والمشاجرات والمشاحنات والغضب على أتفه الأسباب وووو...
أصبحنا نرى الحاج يعود من الحج ليمارس ما كان يفعله من محرمات كما كان من قبل وكأنه شيء لم .
أصبحنا نرى المحجبات حجابهن أبعد ما يكون عن مراد الله من الحجاب لا ظاهرا ولا باطنا
-
إلا من رحم ربي - فتجد فتيات محجبات ومع ذلك ليس لديهن الغاية التي من أجلها فرض الحجاب من صيانة لنفسها وعفاف فقد تجد فتيات ظاهرهن محجبات ولكنهن لا يتحرجن من معاكسة الشباب في الشوارع بشكل منفر مستفز .

فهذا يوضح الفجوة بين إنتشار مظاهر التدين في مجتمعاتنا وبين كمية الإنهيار الأخلاقي والفساد التي نراها بشكل كبير جدًا .

وما أدى إلى التناقض العجيب هذا عدة أسباب منها بداية الإنتشار الديني والذي كان قائم في أساسه على عبادات فقط وأنا لا أقلل من شأن العبادات ولكن فقط أقول أن من خطب في الناس بضرورة إقامة عبادات الدين وشعائره لم يبين أن العبادات هذه غرضها في الأساس هو أن نطهر قلوبنا ونزكي نفوسنا لتكون على إتصال بأروحنا فنكون مع الله دائمًا في كل مواقف حياتنا بل كل ما فعلوه هم أنهم رهبوا الناس للقيام بالشعائر والعبادات فكان رد الفعل غير المعلن عنه بشكل صريح طبعا فليكن سنقوم بالشعائر لكي لا ننال عقاب الله – عز وجل – مجرد أداء ظاهري بالجسد فقط دون أن يصل الأمر للقلب – إلا من رحم ربي - .

ومن الأسباب أيضًا الحياة المادية بل الإغراق في المادية الذي نعيشه الآن فأصبح لدى الإنسان صراع بين متطلبات النفس المادية والشهوانية وبين رغبته الفطرية في القرب من الله – سبحانه وتعالى – فانقسم إلى شخصية متناقضة حريص على أداء العبادات المفروضة بشكل كبير جدا ولكن في نفس الوقت لا يتصرف بالدين والتدين الحقيقي في باقي حياته عمله معاملاته أخلاقه .. إلخ .

وهناك أمر أخر مرتبط بالدين والتدين وهو أن الكثيرين يتسائلون سؤال غير ارتفاع نسبة التدين وإنخفاض المستوى الأخلاقي والذي تحدثت عنه والخاص بالعبادة الظاهرة بدون أن تصل للباطن ألا وهو لماذا لا ينصرنا الله رغم ارتفاع نسبة التدين ؟؟

بغض النظر عن أن معظم التدين ظاهري في الأساس فلا نحقق التدين الباطن فلا نعمر الأرض وهُنا يحضرني مقولة سمعتها من قبل ولا أذكر لمن للأسف - :- " إن الله ينصر الأمة الكافر إذا كان لها مبدأ .. وتخسر الدولة المسلمة لإختفاء المبدأ " – أو شيء من هذا القبيل - .

خلاصة القول إنه لكي نصل إلى لب الدين الحقيقي ونصبح متدينين عن حق يجب أن نحقق العناصر الأساسية للدين سالفة الذكر .

الثلاثاء، أكتوبر 28، 2008

حــلــــــــــم وهــــم

بسم الله الرحمن الرحيم


حــلــــــــــم وهــــم


الحلم .. تلك الحياة الوردية التي تقتحم عقولنا في أوقات النوم وأحيانًا كثيرة في أوقات اليقظة .

هل نحن نعيش في زمن الحلم فيه غير مباح ؟؟

أم أننا في عصر إغتيال الأحلام في مهدها ؟؟

إغتيال إن لم يكن بأيدي غيرنا فبأنفسنا .

وهل يحل لنا وأد الحلم إن كان مستحيلا ؟؟

عذرًا حتى وإن أُحل ليّ واد حلمي فلم أعد أستطيع ..

عذرًا أيها القلب المحترق بحلمي ..

عذرًا أيها العقل المتمزق بين حلمي وواقعي ..

فلم تعد ليّ أدنى قوة على وأده فلقد أمسى أقوى مني بل تغلغل بداخلي يجري فيّ مجرى الدم في عروقي .. يمر كل لحظة أمام عيني ..

يصارعني ..

ولم يعد لدي قدرة ولا رغبة في مصارعته

فلقد هزمني من أمد طويل ..

فسامحوني - قلبي وعقلي - على ضعفي أمام ..

حلم وهم ..

الجمعة، أكتوبر 24، 2008

خــدعــوك فـقـالــوا .. !! 6




بسم الله الرحمن الرحيم


خــدعــوك فـقـالــوا .. !! 6


عودة من جديد إلى سلسلتي الحبيبة " خدعوك فقالوا " وأمثال شعبية جديدة نرددها في مجالسنا ومجتمعاتنا رغم ما بها من سلبيات وأخطاء .. ومثل هذا اليوم ::

" بعد ما شاب ودوه الكُتاب "

يُطلق كثيرًا وفي معظم الأحيان للسخرية من اناس كبار في السن أو تجاوزوا مرحلة الطفولة وبدء التعليم – كما يعتقدون مطلقوا هذا المثل – وذهبوا لطلب العلم .

وهذا أمر جد خطير فنحن أحفاد أجيال كانت لديها قناعة تامة أن طلب العلم لا يقيدوا سن أو مكان بل أن العلم " من المهد إلى اللحد " وأن حياتهم " من المحبرة إلى المقبرة " .

فنحن أمة طلب العلم أمة " اقرأ " ..

أمة طلب العلم فيها فريضة كما قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :- " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " .

كما أنه هناك أحاديث كثيرة قالها – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في فضل العلم والعلماء وتحدثوا عن أن العلم لا يقتصر على العلم الشرعي فقط – طبعًا لكنا مطالبون بمعرفة ما يجعلنا ناتي بالمأمور به ونجتنب المنهي عنه – بل كل علم ينفع الناس أنت مثاب عليه عليه كل علم تبرع فيه كل مهارة تظهر مجال إبداعك وتستطيع بها خدمة الناس فأنت مثاب عنه .

ولا يقتصر طلب العلم على عُمر معين بل نظل نتعلم حتى آخر يوم في عمرنا فمهما علمنا نحن جهلاء فلن نستطيع مهما بلغ علمنا أن ندعي إننا نعلم كل شيء بل القليل جدًا من العلم .

فلا نسخر ممن يطلبون العلم –أيًا كان – طالما علم مفيد للإنسان أو لمن يحيطون به .

ولا تتكبر عن طلب العلم مهما كان سنك أو مكانتك .

فــطــلـــب الــعـــلـــم فـــــــريـــــضــــــــــــــــــــــة .

السبت، أكتوبر 18، 2008

أنــا إنــســـان

بسم الله الرحمن الرحيم


أنا إنسان ..
بكل صفاته وعيوبه ..
إيجابياته وسلبياته ..
تقلباته وثباته ..
حيرته وهداه ..
إنسان وكفى .
---------
لكي تكون إنسان
يجب عليك أن تقوم بالدور الذي خلقت لأجله

فعليك أن تبحث عن إنسانيتك
عن دورك في الحياة .

الأربعاء، أكتوبر 01، 2008

تــهــنــئــة الــعــيــد

بسم الله الرحمن الرحيم

كــل عـــام وأنــتــم بــخــيــر
وتــقــبــل الله مـنـا ومـنـكـم صــالــح الأعــمــال

الأحد، أغسطس 24، 2008

الـمـعـايـيـر الـمـزدوجــة


بسم الله الرحمن الرحيم

الـمـعـايـيـر الـمـزدوجــة


نعيش الآن في زمن يتعامل فيه الناس بمعايير مزدوجة - إلا من رحم ربي - فتجد من يتكلم عن قيم معينة واخلاقيات فاضلة وتجد مناظرات عن القيم التي يجب اتباعها في المجتمع وفي نفس الوقت لا يتم تطبيق هذا الكلام ممن يتكلمون به وتطبيقه في الحياة والتعاملات .. ففي نفس الوقت الذي نستنكر فيه أخطاء غيرنا نجد أنفسنا نأتي نفس الأخطاء او أخطاء مشابهة ولا تقل استنكارًا مما ننتقده في غيرنا .. دون أن نوجه نفس الاستنكار واللوم لأنفسنا ولتصرفاتنا .
وقد نصدر حكم على غيرنا خاصة ما لا يهمنا أمرهم أو من نتعامل معهم ونتضرر من أفعالهم ويكون حكمنا عظيم وكبير وعندما يصدر نفس الأخطاء من إناس اقارب لنا أو من أنفسنا لا تكون نفس الأحكام ضدهم بل قد نبحث عن مبررات لتبرير هذا الخطأ وقلب الحقائق وإن لم نجد ما يبرر الخطأ نصغره أو لا نلتفت له من الأساس .
ومثال على ذلك - وليس الحصر - قد يقترف الابن خطأ لا يتم معاقبته عليه أو لا نهتم حتى بتوجيه عتاب ولوم له خاصة لو خطأه هذا في حق الأخرين في نفس الوقت الذي إذا ما ارتكب غيره نفس الخطأ لا نترك له عذر واحد على فعلته ونقول فيه قصائد من زم وهجاء له وللخطأ الذي وقع فيه . وعلى نفس المثال لو وقعنا نحن في الخطأ كما قلت من قبل .
فهذه معايير مزدوجة حيث تحكم على نفسك وتصرفاتك أو تصرفات من يهمك أمره بحكم وعلى غيرك ومن لا يهمك أمره بحكم اخر وفي أغلب الأحيان يكون حكمك على غيرك من منطلق الاخلاقيات والحق والعدل ولكن عندما يقترب منك الخطأ لا ترى حق ولا عدل ولا أخلاقيات حميدة تحكمك في تصرفاتك . فبهذا نكيل بمكيالين ولا عدل أحكامنا وفي الوقت الذي نحكم فيه بمعيار واحد لا يختلف على الجميع بنفس الميزان - هذا إذا ما كان لنا الحكم على غيرنا - سيسود العدل فيما بيننا وإنا ساد العدل سيتغير من حياتنا أمور كثيرة للأفضل وسنكون أكثر تطهيرًا لأنفسنا لأننا نرى أخطاءنا أخطاء يتوجب التوبة والندم عليها ومعاقبة النفس على الوقوع فيها .

الثلاثاء، أغسطس 19، 2008

مـفـاهـيـم مـغـلـوطـة ..3

بسم الله الرحمن الرحيم

مـفـاهـيـم مـغـلـوطـة ..3

عدنا من جديد إلى سلسلة " المفاهيم المغلوطة " ومفهوم جديد ترسخ في أذهاننا أو أذهان شريحة عريضة منا وهذا المفهوم تم ترسيخه نتيجة تصويره في الأعمال الإعلامية بشكل سلبي جدًا متكرر مع وجود نماذج بهذا الشكل في الحقيقة ولكنها ليست الأغلبية كما وقر في نفوسنا بل قد تكون نماذج أقلية فردية .
واتكلم هنا عن نموذج " الحماه" المقدمة لنا بشكل ساخر على انها حفيدة در اكولا ولكنها أكثر تخصصًا فهي لا تمتص إلا دماء زوجة الابن أو زوج الابنة ،، حتى أن بعض الفتيات بشكل خاص يتمنين أن يتزوجن برجل توفت أمه متصورات أنهن بهذا الوضع سيعشن حياة سعيدة هنيئة لا ينغصها شيء .
ويعود هذا كما قلت من قبل إلى الصورة السلبية التي تم تقديم بها شخصية " الحماه " في العديد من الأعمال الفنية مثل " حماتي قنبلة ذرية " على سبيل المثال والحصر - وأشهر من قدمت هذه الشخصية " ماري منيب " والتي اشتهرت بالحماه المفترية حتى انه يتم تشبيه الحموات في الواقع بها- ومن اسم العمل نفسه يعطيك إنطباع حتى قبل المشاهدة إلى شخصية الحماه وللأسف مع تكرار تقديم هذه الصورة حتى ولو بشكل ساخر أدى إلى ترسيخ هذا المفهوم السلبي عن الحماه كغيره من المفاهيم الأخرى المغلوطة على الرغم أنها من المفترض أنها صاحبة فضل على زوج/ة الابن/ة فقد انجبت وربت شريك حياتك الذي وفقت إليه ثم أهدته إليك بعد تعب سنوات طوال .. ألا تستحق بعد كل هذا أن يتم معاملاتها معاملة حسنة حتى لو كانت سيدة كبيرة ولها بعض التصرفات والطلبات التي قد نراها غريبة على الرغم ان هذا المثل غير منتشر من حولنا فقد تجد نسبة الحموات الطيبات اللاتي لا يفرقن عن الامهات من قريب أو بعيد إلى نسبة النوع الثاني الذي قد يكون له تصرفات غريبة ولكنها لا تصل إلى الصورة المصورة لنا حوالي 6: 1 .
وتصورنا المسبق عن الحماه هو ما يجعلنا في وضع التحفز الدائم لكل تصرف يصدر منها حتى لو كان طبيعي وعادي حتى نرضي تخيلاتنا وتصوراتنا المسبقة ونكون امام انفسنا على صواب في تصورنا هذا وغير ظالمين .
والحماه قد تكون أم ثانية وسند وعون وحمى هذا إذا ما تم محو كل تفكيرات مسبقة نها وتم التعامل معها على هذا الأساس وعلى أنها صاحبة فضل وليست قنبلة ذرية ستنفجر في اي لحظة لتدمر حياتي .
وعلى الجانب الأخر فكل أم لديها زوج/ة ابن/ة فهي قد أودعت ابناءها لديهم فأصبحوا أيضًا ابناءهم وإلا ما كانت اودعتهم لديهم من الأساس فلا تستمعي للمفهوم القائل زوج/ة الابن/ة أعداء لكِ جاءوا لينزعوا منكِ ابناءك بل هم تكملة لحياة أولادك وسعادة لهم فعامليهم كابناءك حتى تضمني سعادة ابناءك وهناءهم وحبهم لكِ وودهم ولتسعدي أنتِ أيضًا بذرية ابناءك .

الخميس، أغسطس 14، 2008

إبــراء ذمــــــة

بسم الله الرحمن الرحيم

إبــراء ذمــــــة

اللهم إني أشهد أنك الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأشهد أن محمد عبدك ورسولك
واشهدك إنني رافضة لكل ما يغضبك من أعمال مخلوقاتك
اللهم إني اشهدك إنني رافضة للعري المنتشر في وسائل إعلامنا العربية والإسلامية
وفي كل وسائل الإعلام أيا كان إنتماءها
اللهم إني اشهدك إنني رافضة لكل فعل يغضبك ايا كان
اللهم إني اشهدك رافضة لكل مفهوم خطأ يساهم في غضبك
اللهم إني اشهدك إنني رافضة لكل مقولة خدعونا بها وهي تغضبك
اللهم إني اشهدك إنني رافضة لكل من يستعد لإستقبال رمضان بأفعال تغضبك وتلهي عن ذكرك وحُسن عبادتك
اللهم إني اشهدك إنني رافضة لتواكل المتواكلين ولكسل الكسلانين
اللهم إني اشهدك إنني رافضة لتخاذلنا وذلنا وبعدنا عن ديننا
وطلبنا للعزة في غير دينك يارب العالمين
اللهم إني اشهدك إنني ابرء ذمتي أمامك من كل عمل يغضبك
اللهم إني استغفرك وأتوب إليه
اللهم ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا أمتك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
وهذا إبراء لذمتي أمام الواحد القاهر يوم لا ينفع مال ولا بنون .


لا تُُــفـــســد رمــضـــانــك

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تُــفــســد رمــضــانـــك


على موقع الأستاذ // مصطفى حسني
بداية من 14/8/2008 إلى 26/8/2008

اللهم بــلــغــنــا رمـــضـــان

الجمعة، أغسطس 01، 2008

مفاهيم مغلوطة .. 2

بسم الله الرحمن الرحيم

مفاهيم مغلوطة .. 2

فتح الله - عزّ وجلّ - عليّ من قبل وتحدثت عن المفاهيم المغلوطة لدينا وفي فكرنا وتحدثت في السابق عن مفهوم واحد من هذه المفاهيم على وعد أن أجعل للمفاهيم المغلوطة سلسلة أتحدث فيها في كل مرة عن مفهوم مغلوط ولذلك أتحدث اليوم اليوم عن مفهوم ثاني من هذه المفاهيم المغلوطة والتي تؤثر علينا بالسلب ومفهوم اليوم هو جملة أو مقولة دائمًا ما تقال ونقنع أنفسنا بها أو يقنعنا بها الشيطان بها خاصة عندما نبدأ من الأقتراب من الله - سبحانه وتعالى - أو ينصحنا أحد بضرورة الإقتداء بالأنبياء والرسل - عليهم السلام - والصحابة - رضي الله عنهم - نجد الأجابة التي تنبع من داخلنا وتجري على ألسنتنا ونقول " أين نحن من الأنبياء والصحابة ؟!! " .
وبالطبع للأنبياء - عليهم السلام - والصحابة - رضي الله عنهم - مكانة كبيرة عند الله - سبحانه وتعالى - وفق قلوبنا أكيد فقد أصطفى الله - عزّ وجلّ - الأنبياء وكرمهم بهذه المكانة الكبيرة وأصطفى الصحابة - رضي الله عنهم - ليكونوا ممن يصاحبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته ويتعلمون على يديه بشكل مباشر ويتحملون عبء نشر الدين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوات وفتوحات وإزاء من المشركين على مستويات عديدة .
ولكن هل فكرنا ان الله اصطفانا نحن أيضًا بأن جعلنا من أمة نبي الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وأن جعلنا من المسلمين ؟؟
وهل فكرنا أن هذا الوقت الذي خلقنا فيه هو أنسب وقت لوجودنا في الدنيا رغم الفتن الموجودة فيه ؟؟
فمن الممكن أن نكون من عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن ليس من اتباعه بل ممن حاربوه وأخرجوه من بلده ألا يكون بخلقنا الآن ونحن مسلمين مصطفيين من عند الله - سبحانه وتعالى - من كل البشر في العالمين ؟؟
ولنعود إلى مفهومنا المغلوط لهذه المرة .. " أين نحن من الأنبياء والصحابة ؟!!"
ألم يجعل الله - عزّ وجلّ - الأنبياء بشر حتى لا ينظر لهم ولأفعالهم على أنها أفعال خارقة لا يقدر عليها بشر فلم يجعلهم ملائكة ليسوا لديهم خواص البشر وغرائزهم حتى يكونوا أكثر تصديقًا وإتباع لتعاليمهم و نهجهم في الحياة .. فكيف لنا أن نغفل حكم الله - عزّ وجلّ - من جعل أنبياءه من البشر حتى يكونوا لنا قدوة .
فكل رسول من الرسل - عليهم السلام - علمنا من قصته قدوة في جانب أو عدة جوانب في التعامل مع الله والتعامل في الحياة كما يحب الله -سبحانه وتعالى - ونجد في الختام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدوة في كل الجوانب وجاءت سيرته مفصلة واضحة لنا لكي نتعلم منه ومن سيرته ونتبعه في كل شيء .
وبالطبع كما قلت من قبل ان للأنبياء والرسل - عليهم السلام - مكانة محفوظة عند الله وقد لا نتساوى في المكانة فهم صفوة صفوة البشر في العلمين ولكن هذا لا يمنع أن نحاول قدر استطاعتنا أننجتهد ونتخذهم قدوة لا في كل تصرفاتنا وتعاملاتنا .
فلنتعرف ونتفهم أن الأنبياء بعثوا من أجلنا ومن أجل أن نتعلم منهم ونتعرف من خلالهم على الله - سبحانه وتعالى - وعلى ما يريده منا وأيضًا على كيفية التعامل في الحياة .
فمكانتهم العليا هذه لا تجعلنا أن نمتنع أن نسير على هداهم في تعاملاتنا مع الله ثم مع خلقه لإرضاءه - سبحانه وتعالى - .
ونعم قد يكون الصحابة والتابعني أيضًا أثقلوا علينا بشدة ورعهم ولكنهم ما فعلوا ذلك إلا محبة لله - عزّ وجل - - ويجب ان نتعلم منهم ان الطريق إلى الله - سبحانه وتعالى - قد يكون صعب على النفس خاصة وسط الفتن ولكن الله صحابه النعم يستحق أن نعبده حق عبادته ونتحرى ما يرضيه في جميع تصرفاتنا حتى لو على حساب أهواءنا .


الأحد، يوليو 27، 2008

تـصـنـيـفـات .. تـصـنـيـفـات


بسم الله الرحمن الرحيم

تـصـنـيـفـات .. تـصـنـيـفـات

أصبحنا الآن في زمن يصنف فيه الناس بعضهم البعض - إلا من رحم ربي - والكل يصنف على حسب أهتماماته وتوجهاته وطبيعة المجتمع الذي يحيا فيه .
فهنالك التصنيفات على حسب الإنتماءات السياسية أو الحزبية ،، وهناك التصنيف على حسب العقيدة وأيضًا أصحاب العقيدة الواحدة لم يسلموا من التصنيف على حسب المذاهب المتبعة .. وهنالك أيضًا التصنيفات الفكرية والإجتماعية وأيضًا التصنيفات القبلية أو التصنيفات حسب البلد بل أن أهل البلد الواحدة تجد يختلف فيها التصنيف إذا ما كانوا من أهل الريف أو الحضر أوتصنيف مناطق سكنية معينة .
وأصبح داخل كل تصنيف هناك تصنيف أقل منه لتجد الإنسان مصنف داخل سلسلة طويلة مع كل إنتماء ينتمي إليه أيًا كان فكري ، ديني ، سياسي ، مجتمعي ، ثقافي فلابد من وجود التصنيفات حتى أصبحنا وكأننا في " سوبر ماركت " كـــــبــــــيـــــــر في كل ركن منه تجد لافتة دالة على الأصناف المباعة وتجد في كل ركن هناك أرفف على حسب " الماركات " ولو توقف التصنيف على التصنيف وكفى لما كان هناك داعي للتحدث في الأمر..ولكن الأمر لم يتوقف عن هذا الحد مع احترام كلصاحب إنتماء لإنتماءه بل تطور الأمر من تصنيف للنقد والتجريح لعدم قبول الإنتماءات المغايرة لإنتماءات الطرف الأخر وعدم القبول قد يكون بالكلام أو الأفعال مما أدى بنا الحال - إلا من رحم ربي - إلى فرق متصارعة ترغب في ظهور الحق لديها وأغتيال كل صوت معارض لها هذا إن كان بحثهم عن الحق من الأساس فمن يبحث عن الحق يريد ظهوره دون تعصب لجهة معينة .
والتصنيفات هذه سواء كانت على مستوى الأفراد أو الجماعات لها سلبيات كثيرة قد تكون أكثر من إيجابياتها إن كان لها إيجابية بهذا الشكل فالأختلاف في الرأي له إيجابيات كثيرة وإثراء للفكر والعقل ولكن التصنيفات على حسب هذا الاختلاف تجعلنا دائمًا ننظر إلى عيوب الآخرين متجاهلين عيوبنا التي قد يكون فيها هلاكنا .
فأصبحنا كمن ينظروا إلى غيرهم فيروا قشة على أعينهم فيحذروا منها غير منتبهين إلى جزع الشجرة الداخل في أعينهم هم .


الأحد، يوليو 20، 2008

خـدعـوك فـقـالـوا !! .. 5


بسم الله الرحمن الرحيم

خـدعـوك فـقـالـوا !! .. 5



استكمالًا لسلسلة " خدعوك فقالوا " اكتب لكم عن مقولة تقال دائمًا لكثير منا خاصة عند محاولة تغيير شيء ما من سلوكياتنا أو خصالنا الغير راضين عنها أو حتى عندما ننصح غيرنا بصفة ما فيه غير مستحبة لنا أو في التعامل بشكل عام ويكون الرد غالبًا ..

" أنا طبيعتي كدة "
وأحيانا نزيد من القول بمعنى أن الصفة طبع أو أمر طبيعي في الشخصية فكيف التغيير في الطبيعة والطبائع لا تتغير .. وبغض النظر عن أن طبيعة الإنسان مخلوقة على الفطرة السليمة ثم بعد ذلك تعمل عوامل التربية والبيئة المحيطة في تشكيل الطبائع والخصال أي أننا لم نخلق بهذا الطبع .. ليأتي السؤال الهام هُنا .. هل هذا التشكيل لا يمكن تغييره على الإطلاق ؟؟
عن نفسي أرى أن الإنسان إذا أخرج الجملة السالفة الذكر من تفكيره وعمل على محاولة تغيير صفاته السيئة أو السلبية فيه سينجح بإذن الله ببعض الإرادة والمجهود .. فعندما يضع الإنسان في تفكيره فكرة إيجابية سيكون إيجابي وينفذها وإذا وضع فكر سلبي فسيظل محتفظ بسلبياته .. وعندما يتوجه تفكيره انه لا يوجد مستحيل أو ما يستحيل تغييره سيستطيع فعل أي شيء وسيرى من نفسه أمورًا لم يكن يتصور أنه قادر على الإتيان بها .
وهذا لأنه لم يستسلم للأمر الواقع وكأنه تنزيل إلهي لا يمكن التصرف فيه .. وأكبر دليل - من وجهة نظري - على صحة هذا الكلام هو نزول الإسلام على مجتمع كانت طبيعته في غاية السوء على كافة المستويات الإجتماعية والأخلاقية .. ومع ذلك ففي مدة قصيرة - وهي مدة بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أي 23 عام - استطاع أن يغير هذه الطبيعة المتواجدة بل المترسخة من سنوات طوال ويترك لنا جيل ننظر له بإنبهار في مجاهدة النفس والأخلاقيات والتعاملات الحسنة .. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الإنسان عندما يتواجد لديه الدافع والإرداة يستطيع تغيير ما تصوره لسنوات طويلة مستحيل التغيير.. ويجاهد نفسه في سبيل أن يكون في صورة محببه لله - سبحانه وتعالى - في المقام الأول ثم لمن يحب الله - عز وجل - أن يرانا نحسن معاملاتهم .. وأن نكون في الصورة التي يرضى الله عنها .


السبت، يوليو 12، 2008

مـفـاهـيـم مـغـلـوطــة


بسم الله الرحمن الرحيم


مـفـاهـيـم مـغـلـوطــة


في حياتنا الكثير من المفاهيم المغلوطة التي ترتبت عليها أفعال كثيرة جدًا وتكوينات شخصية كثيرة جدًا على أساس غلط .. والمفاهيم هذه قد تكون توارثناها من أجدادنا وأباءنا كبعض الأمثال الشعبية والأفكار المترسخة أو عن طريق الوسائل الإعلامية المرئية كانت أو المسموعة المقرؤة أو المصورة .
وسوف أتحدث هُنا عن النوع الثاني الذي ساهم بشكل كبير ولا يستهان به في تثبيت بعض المفاهيم المغلوطة في الأذهان لما لهذا النوع من تأثير خاصة في وقتنا هذا الذي أصبح للإعلام تواجد كبير جدًا في بيوتنا وفي تربية أولادنا .
ومن ضمن هذه المفاهيم المغلوطة - على سبيل المثال وليس الحصر - مفهوم الرجولة .. الرجولة التي أصبحت تعني لدى الكثيرين الغلظة وقسوة القلب .. ولكي تكون رجلًا فلا يجب أن يرق قلبك ولا تدمع عينك .. أن تكون رجلًا فأنت تحل مشاكلك بالقوة أو بسجارة وكأس من الخمر .. وربط الرجولة بالذكورة رغم أن الرجل ليس بالضرورة أن يكون ذكرًا وليس كل ذكر يصلح أن نقول عليه رجل .. فكم من امرأة بها صفات الرجوله الحق ما ليس في الكثير من الذكور .
فالرجولة صفات من نبل وشهامة وشجاعة وإقدام ووفاء وحب وعطاء ورقة قلب في محلها وكرم ومواجهة للصعاب وليس الهروب منها كما يأتي لنا بطل الأفلام المغوار عند أول صدمة عاطفية يتعرض إليها ينكب على الخمر والسجائر يهلك صحته ويغضب ربه . !!
وأنا هُنا لا أتهم الفن ولا الوسائل الإعلامية بشيء ولكني فقط أأخذ عليهم تركيزهم على نماذج معينة حتى وإن كانت موجودة بالفعل في حياتنا وتسليط الضوء عليها حتى يتكون لدينا فكرة عامة أن هذا هو الأمر الطبيعي وأن الحياة أصبحت بهذا الشكل ،، وهذا بشكل عام وليس فيما ذكرته سابقًا فقط .
وأتمنى أن يعبر الفن عن أمور إيجابية نريد نشرها وتثبيتها في حياتنا وتعاملاتنا بدلًا من التركيز الأكبر على سلبيات نريد محوها أو على الأقل عمل موازنة بين إيجابيات نريدها وسلبيات نرفضها مع توضيح الرفض .

الخميس، يوليو 03، 2008

حــــــظ .. صـــدفــــــة


بسم الله الرحمن الرحيم

حــــــظ .. صـــدفــــــة


كلمتين يؤمن بهما الكثير من الناس ويتصورون أن لهما تأثير حقيقي في الحياة وفي رأيي أرى أنهما كلمتين ليس لهما محل من الأعراب في حياتنا بل يؤثرون بشكل سلبي في حياتنا وأعمالنا .. ولنأخذ الكلمة الأولى ونرى ما لها من تأثير .
.. الحظ ..
حظ سيء وحظ جيد !
وما لهذا الحظ من تأثير وفعل لكي يجعل حياتك تسير بشكل جيد أو بشكل سيء ؟
وكيف نربط حياتنا بهذا المنطق ؟
ونجد الكثيرون ينعون حظوظهم ويتكلمون عن فلان الفلاني المحظوظ وتخرج الأمثال على شاكلة
" أعطيني حظ وأرميني في البحر "
هل الحظ من يحميني من الغرق لو أن الله - سبحانه وتعالى كتب لي الغرق ؟ وهل اغرق لو كتب الله لي النجاة ؟
الإجابة لا طبعًا
إذًا فليس للحظ من يد تسير أي شيء في الدنيا وكل أمر إنما هو نصيب ورزق من الله - عزّ وجلّ -
فلا يجب علينا تعليق كل الأمور على الحظ ونجد أن البعض وقر في قلبه أنه صاحب حظ سيء فلا يعمل ولا يجتهد بدلا من أن يجتهد ويسلم امر لله - العلي القدير- يرزقه بما يرى فيه خير له .

.. الصدفة ..
رب صدفة خيرًا من ألف معاد
هل حقًا لقاءاتنا تحدث صدفة ؟
أي بلا سبب ولا حكمة مبطنة بالطبع لا فكل أمر يحدث في حياتنا يحدث لحكمة من الحكيم - سبحانه وتعالى - ولسبب لا يدركه إلا هو وأحيانًا ندرك سبب اللقاء - أو شيء يحدث بما نطلق عليه صدفة - بعد ذلك بفترة فيكون المثل السابق وهذا لأننا غير مدركين من البداية ان كل شيء يحدث لحكمة ولسبب ولإشارة لحياتنا القادمة وخطواتنا المستقبلية .
لذا يجب أن نمحو هاتين الكلمتين من قاموس كلماتنا الداركة ونبدلهما بأن ما يحدث لنا إنما هو نصيبنا ورزقنا من عن الله وأن كل حدث يحدث في حياتنا هو حكمة من عند العليم الحكيم .

الأحد، يونيو 29، 2008

الـدنـيـا سـجـن الـمـؤمـن


بسم الله الرحمن الرحيم

الـدنـيـا سـجـن الـمـؤمـن


جلست على سريري قبيل الفجر أحدق في سقف الغرفة وجدرانها .. ثم اغمضت عيناي وتركت لخيالي العنان يسبح حيث يريد .. لأجدني تارة أطير في السماء الواسعة محلقة أرى الأرض بعيدة صغيرة، وتارة أرى نفسي أجلس شاردة أمام شاطئ البحر لا تجد عيناي له نهاية .. فكم هو كبير هذا البحر الهادئ الساكن سكون الليل الجميل .. ومرة أخرى يتغير المشهد في ذهني لأجدني أغوص في أعماق البحر وأرى كائنات غاية في الروعة والجمال تسبح من حولي في هدوء وإطمئنان .. ياللروعة !!
وفجأة يتغير المشهد مرة أخرى وإذا بي واقفة في مكان واسع خالي .. واقفة تحت المطر ، مطر غزير وأنا وحدي في هذه المساحة الواسعة من الأرض أمد ذراعيّ على أقصى إمتداد لهما وأخذت أدور وادور وكأني راقصة بالية تؤدي رقصتها على المسرح .. وكم كان المطر مريح منعش ممتع يغسل النفس من همومها .
ثم تغير المشهد مرة أخرى لأجد نفسي في حديقة واسعة خضراء على إمتداد البصر بها ورود تسر الناظرين إليها ، وبها شلالات الماء يتلألأ فيها كحبات اللؤلؤ .. يالله .. كم كان المنظر بديع لم أرى مثله في حياتي قط ومهما وصفت لن أستطيع وصف جماله .. وهنا تذكرت .. تذكرت التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. يالله .. الجنة .. جنة رب العالمين فيها ما هو اروع مما تصوره خيالي بكثير جزاء للمؤمنين .
وهنا تفتح عقلي على أمر هام كما أن غرفتي هذه بجدرانها تسجني بداخلها أحيانًا وتمنعني من الخروج ورؤية مشاهد تصورها خيال فأن الدنيا تسجنا عن ما أعده الله لنا في الآخرة -إذا ما اتبعنا أوامره وابتعدنا عن نواهيه - الدنيا تسجنا بعيدًا عن الجنة التي كان فيها أصل وجودنا وهنا فهمت واستوعب عقلي معنى " الدنيا سجن المؤمن " التي سمعتها كثيرًا واراد الله الله سبحانه وتعالى أن تملأ قلبي الآن وفي هذه اللحظة مع ارتفاع أذان الفجر لأعلم أن كل متع الدنيا لا تسوى شيء في مقابل ما عند الله .