الخميس، أبريل 10، 2008

نظرة متأنية .. بعد 6 إبريل


بسم الله الرحمن الرحيم

نظرة متأنية .. بعد 6 إبريل


الهدف الأساسي والرئيسي لإضراب 6 إبريل 2008 - على حد علمي - هو أن يصل صوت الشعب وإعتراضه وغضبه من الأسعار والفساد وكل السلبيات الموجودة في البلد - مصر - إلى الحكومة بشكل علني جماعي سـلـمــي على الرغم من أنها من المفترض أن لا تكون في حاجة إلى إضراب حتى تسمع صوت الشعب وتعلم ما يغضبه فهذه هي مهمتها من البداية !.
وقد وصل صوت الشعب بالفعل -أو جزء منه على الأقل- إلى الحكومة حتى قبل اليوم المنشود وتعاملت معه بشكل ظهر للبعض على أنه صارم جدًا ومحبط والبعض الآخر ظهر على أنه شيء طبيعي ..
وعن نفسي أرى الآن أننا شعب ليس لديه فكرة أو ثقافة الإضرابات العامة التي تقام بشكل مرتب متفق عليه وتكون بشكل سلمي - ولنضع تحت سلمي ألف مليار خط - ولا يوجد لدينا الوعي الكامل للقيام بمثل هذا العمل بشكل حضاري جماعي .. خاصة بعد ما حدث في المحلة من أحداث تخريب للبلد دون وعي أو ثقافة ممن فعلوا ذلك بشكل مهين ومحبط .
وبالله عليكم لا يقول لي احدكم أن ما حدث هذا حدث من أناس غير مسؤولين وهم مازالوا أطفالا لا يعوا شيئا فهم تخطوا الطفولة من زمن وهناك من هم في نفس أعمارهم ولكنهم على قدر من المسؤولية والوعي الذي لا يجعلهم يفعلوا مثل هذا الفعل ولكنهم جهلاء ..نعم هم مجموعة من المخربين الجهلاء .. وليس جهل القراءة والكتابة بل جهل الثقافة وهو أشد .. وبالطبع نستبعد نظرية المؤامرة وأن هؤلاء ليسوا بمصريين وكل هذا الهراء فكل من قبض عليهم يحملون بطاقات مصرية أبا عن جد .

فهل بتخريب المدارس وحرقها وسرقة محتوياتها نعبر عن رفضنا وغضبنا ؟
هل بإشعال السيارات وتكسير المحلات - الممتلكات الخاصة - نعبر عن أراءنا وإستياءنا ؟

هؤلاء هم جزء من الشعب المصري بل هم من قلب الشعب الذين يحتاجون إلى مزيد من الثقافة التي أصبحت منقرضة مع إنخفاض المستوى الإقتصادي الذي يجعل التفكير في الثقافة والقراءة والإطلاع نوع من أنواع الترف غير المجدي - ولهذا حديث أخر ليس هذا موضعه -

فـ عفوًا أنا لا أعدم إضراب يتحول إلى تخريب في بلدنا .
عفوًا أنا لا أدعم إضراب غير قائم على ثقافة كافية ووعي كامل .
عفوًا أنا لا أدعم إضراب يعيدنا إلى سنوات مضت ويترك بلدنا في حاجة إلى إعادة بناء من جديد .
عفوًا أنا أرفض أن يقال عن ما حدث تعبير عن غضب وإستياء الشعب فما حدث تخريب .
ونحن نريد تقدم وتحسين وليس تدهور وتخريب .

وأهلًا بكل وسائل التعبير عن الرأي بشكل متحضر قوي سلمي .

ليست هناك تعليقات: