الاثنين، أبريل 28، 2008

ذئــــاب الــجــبــــل


بسم الله الرحمن الرحيم



ذئــــــاب الجـــبــــل





مسلسل مصري صعيدي اللهجة تأليف السينارست الكبير محمد صفاء عامر وبطولة عبد الله غيث ، أحمد عبد العزيز ، شريف منير ، سماح أنور ، ومجموعة أخرى كبير من الفنانين المتميزين في مجالهم وإخراج مجدي أبو عميره.
وهذا المسلسل - من وجهة نظري - واحد من أفضل المسلسلات العربية على الإطلاق من بدايته ومن أغنية المقدمة ( غناء علي الحجار وأشعار عبد الرحمن الأبنودي وألحان د . جمال سلامة ) للنهاية والتي تكون بأغنية للمجموعة نفسها .
تدور أحداث المسلسل في الستينات تقريبًا .. وتتمحور الأحداث حول محورين أساسيين ألا وهما :-

- العصبية القبلية والمتمثلة في هواره وتقاليد وعادات هواره المتوارثة من سنوات طوال والبدري بدار " أحمد عبد العزيز " الذي كان من الفترض أن يتولى حكم هواره وحماية تقاليدها خلفا لوالده الشيخ بدار " حمدي غيث " كبير هواره - وهذا في النصف الأول من الحلقات - وكان البدري يمثل العصبية الزائدة لتقاليد وعادات هواره حتى أنه كان على استعداد أن يقتل أخته الوحيدة وردة " سماح أنور " لخروجها عن هذه التقاليد وزواجها من المهندس حاتم " شريف منير " من خارج هواره على الرغم من أنها لم تخرج عن الشرع أو ما أحله الله بزواجها بمن يناسبها وتوافق عليه وتزوجت بعلم والدها وموافقته .. وهذا يثبت أن في مجتمعنا أناس يتعصبون للعادات والتقاليد على حساب تنفيذ شرع الله - سبحانه وتعالى - ويكون التعصب للقبيلة على حساب الحق ، حق البنت في ان تختار شريك حياتها وأن يكون مناسب لها إجتماعيا وثقافيا .
وإن كانت أحداث المسلسل تدور في الستينات إلا أن العصبية القبلية متواجدة يومنا هذا وأن تطورت بعض الشيء حتى هناك تعصب للمحافظات وكل أهل محافظة يتعصب لمحافظته التي ينتمي إليها حتى ولو على حساب البلد ومن المفترض أن تكون الوطنية والعصبية - الغير همجية - للبلد ككل وليس لجزء دون الأخر .
- أما المحور الثاني الذي تدور حوله الأحداث - والذي جاء في النصف الثاني من الحلقات - وهو بعد هروب البدري على الإسكندرية بعد إتهامه بقتل شقيقته التي لم يقتلها - ولم تقتل من الأساس - ويذهب للعمل في الميناء عند الحج حسين " محمد الدفراوي "بواستطة بلدياته حسني " صلاح عبد الله " ويتعرف على نورا أو نرجس " ميرنا وليد " وهو يحمل اسم فاروق القناوي وتنشأ قصة حب بينهما ليتغير بداخله أشياء كثيرة جدًا من أهمها أنه عرف أن أخته لم ترتكب اي خطأ عندما أحبت وتزوجت من تحب بعلم والدها ورضاه .. علم هذا وأمن به لأنه أحب ولم ينكر على أخته ما فعله هو .. أما في هذه الأيام تجد أن البنت غير مسموح لها أن تحمل اي مشاعر نبيلة عفيفة على الأطلاق مع أن الولد يسمح له أن يفعل ما يحلو له حتى لو وقع في الخطأ دون حسيب أو رقيب - من البشر - على الرغم أن الوقوع في الخطأ سواء للبنت أو للولد فلهم نفس العقاب في شرع الله - عز وجل - .
وينتهي المسلسل برجوع وردة لأخيها وأثبات انها على قيد الحياة ولم يقتلها أخيها ويتم لم الشمل من جديد .
وهذا المسلسل به عبر كثيرة موجهة بأسلوب ير مباشر وهو من المسلسلات القليلة جدًا التي يستطيع كل من شارك فيه أن يفتخر عن حق أنه قدم عمل يحمل رسالة دون أن نشعر بإبتزال في كلامه .
وعن نفسي أحب هذا المسلسل جدًا ومنذ عرضه شاهدته بشكل سنوي تقريبًا ولو مرة واحدة على الأقل على واحدة من القنوات الفضائية العديدة التي تعيد عرضه دائمًا .
فتحية مني متواضعة لكل من شارك في إتمام هذا العمل وعرضه بهذا الشكل المميز .

الجمعة، أبريل 25، 2008

مصادرة الأراء والحريات


بسم الله الرحمن الرحيم

مصادرة الأراء والحريات


مصطلح - أو لنقل تهمة - تُطلق وتوجه دائمًا وبشكل عام إلى الحكومات من مصادرة الحريات والحجر على الأراء والقمع وإلى كل ما هنالك من أمور قد تمارسها الحكومات .
ولكني أرى أن مصادرة الحريات وحجر الأراء يتم وفق منظومة متكاملة ومتسلسلة .. وتأتي الحكومات على قمة السلسلة وليس بشكل منفرد على الرغم من أن لها نصيب الأسد من النقد والأضواء مع أنها لم تأتي على القمة إلا بعد سلسلة طويلة جدًا ترتكز عليها .
تبدأ من داخل الأسرة - المجتمع الصغير - نفسها ومصادرة حريات الأبناء من قبل أولياء الأمور - الأهالي - والحجر على اراءهم ليس هذا فحسب بل ومصادرة الأخ الأكبر لأراء وحريات الأخ الأصغر والأستخفاف به .
ونقس على ذلك كل ما هو أكبر سواء في السن أو في المكانة الإجتماعية أو الأقتصادية وتجد أن في كل منا من يصادر حرية غيره بشكل أو بأخر ويلغي تواجده بالحجر على رأيه لأنه نشأ على هذه التربية منذ الصغر - وقد يكون هذا نابع من رأس السلسلة ولكن استمرارها على الرأس نابع من استمرار واستسلام من أقل منها لهذا الأمر - .
ونجد ذلك حتى في مناقشات الأصدقاء العامة .. وفي أراء الناس حول مشكلة ما .. ولو استطعنا احترام أراء الغير وترك مساحة له كي يعبر عن رأيه ونناقشه فيه دون استخفاف ، سيحترم كل منا رأي غيره ويحرص على أن يعبر عن رأيه طالما غيره هذا يعطيه نفس المساحة والاحترام .
وقتها سنستطيع محو هذا المصطلح على شكل تسلسلي أيضًا يبدأ من هدم قاعدة السلسلة إلى قمتها حتى يصل الأمر إلى إلغاءه من حياتنا ولا تكون هناك جهة تصادر حرية الغير طالما لم تخرب ولم تدمر وتم التعبير عن الرأي وممارسة الحرية بشكل سلمي سليم به احترام للغير وللنفس .


الثلاثاء، أبريل 22، 2008

وأد الحلم جريمة لا يعاقب عليها القانون


بسم الله الرحمن الرحيم

وأد الحلم جريمة لا يعاقب عليها القانون


الإنسان ككائن حي له مقوماتع معينة حتى يواصل الحياة ويشترك في هذه المقومات مع كل الكائنات الحية على الأرض .. ألا وهي التنفس والغذاء وخلافه .. ولأن الإنسان من مخلوقات الله المكرمة والذي من أجله خلق الله - عز وجل- سائر المخلوقات الأخرى وسخرها لخدمته فكان للإنسان عنصر هام لا يستطيع التمتع بنعمة الحياة الفعلية بدونه ألا وهو الأمـــل المتمثل في الحلم .. كل واحد منا له حلمه الخاص فيما هو أتِ ، في المستقبل والمكانة التي يريد أن يصل إليها في يوما ما .
فـالــحــيـــاة بـــلا أمــــل كـــالــــجـــســــد بــــلا روح
وفي حياتنا صور كثير لإناس يحيون بلا أمل في المستقبل وبدون أحلام وطموحات !
منهم من وأد حلمه بيده وهو مازال في مهده ، واقنع نفسه أن الحياة كلها صعوبات وعقبات ومعقوقات تحول بينه وبين تحقيق نجاح في حياته أو بلوغ حلمه .. وهذا النوع في نظري في مثابة من ينتحر لأن يقتل نفسه مع وأد حلمه ويتخلى عن السبب الرئيسي الذي خلقه الله - سبحانه وتعالى - لجله بعد عبادته وهو إعمار الأرض .
فأي إعمار يقوم على جسد بلا روح ؟!
وهناك من يتم قتل الأمل وخنق الحلم بداخلهم بصنع المعوقات أمامهم وزرع العراقبل في طريقهم ومحاولة إقناعهم - أو إرغامهم على الإقتناع - بعدم أهمية حلمهم أو صعوبة الوصول إليه .
وهؤلاء لا يقلوا بشاعة عن من يمسك أداءة قتل ما ويصوبها إلى القلب مباشرة ويستخدمها ... ولكن للأسف الشديد فقتل الأمل ووأد الحلم جريمة لا يعترف بها المجتمع ولا يعاقب عليها القانون !!

الأحد، أبريل 20، 2008

قزم أم قصير قامة


بسم الله الرحمن الرحيم

قزم أم قصير قامة


مؤخرًا كان هناك إنعقاد مؤتمر لرابطة قصار القامة في مصر ولها بعض الطلبات من الدولة منها ضمهم إلى ذوي الإحتياجات الخاصة ليستطيعوا إيجاد عمل يحميهم من البطالة - هذا بالطبع على أساس أن الدولة توفر عمل لذوي الإحتياجات الخاصة أو غيرهم ! - ويطالبون بسكن مخصوص يناسبهم وأيضًا يطالبون بإلغاء كلمة قزم وإستبدالها بقصير القامة وهذا لما يصادفهم يوميا من سخرية وإهانات !
من حقهم بالطبع أن يتوفر لهم عمل وطرق خاصة يراعى فيها أطوالهم ويتم تكييف المرافق العامة لتناسبهم لأنهم بشر مثلهم مثل كافة البشر حتى ولو أختلفوا في القياسات الخارجية .
من حقهم أن يتكيف السكن لظروفهم ولكن المقصود هنا الأثاث وليس البيت أو البناء نفسه لأن أكيد لن يتم عزلهم في مكان واحد مخصص أو أنهم لن يتعاملوا أبدًا مع إناس أطوالهم طبيعية .
ومن حقهم أيضًا أن تتجهز المرافق العامة والمصالح الحكومية وغير الحكومية بإمكانيات تأهلهم للعمل والإنتاج لأنهم لديهم ما يمكن أن يخدموا به مجتمعهم كما أن تجهيز هذه التجهيزات سينتفع بها كل ذوي الإحتياجات الخاصة ويستطيعوا الخروج والعمل دون الحاجة إلى مرافق .
كل هذا حق مشروع يجب العمل على تنفيذه .
ولكن ما يستوقفني حقًا هو تغير المسمى من قزم إلى قصير القامة .. المشكلة ليس في المسمى ولكن في النظر ... نظرة الناس لكل من يختلف عنهم ظاهريا وقد تتفاوت النظرات من شفقة تطعن في القلب وتشعر من توجه له بالعجز - أصعب شعور في الحياة على أي إنسان - إلى سخرية وإهانة من إناس ليس لديهم ذرة عقل واحدة تولد الأحباط والإكتئاب .. المشكلة في ثقافة شعب لم يتعلم أن ذوي الإحتياجات الخاصة في إبتلاء يجب على السليم أن يتعظ منه وأن يمد يد العون لهؤلاء ليحيوا حياة كريمة بعد شكر الله على ما هم فيه من نعمة الصحة الكاملة .. فلن يتم حل مشكلة السخرية والإهانة بتغيير المسمى وإلا لكانت حلت تغيير مسمى أطفال الشوارع إلى أطفال بلا مأوى مشكلتهم .

المشكلة ياسادة ليست في مسمى قزم أم قصير قامة .. المشكلة مشكلة ثقافة ووعي وتعلم من حكمة الله - عز وجل - في خلقه .

الجمعة، أبريل 18، 2008

نقطة تحول

بسم الله الرحمن الرحيم

نقطة تحول


لكل إنسان منا نقطة تحول في حياته تضعه على الطريق الصحيح ..
أو على الأقل الطريق الذي سينهي في مشاوره مع الحياة ..
وشعرت وأنا فى منتصف الطريق ..
بحياتى تمر أمامى وكأننى أراها فى شريط سينمائي يعرضها بكل تفاصيلها ..
وأكتشفت ما بحياتى من فراغ وفضاء ..
وياله من شعور مؤلم ..
حياة كاملة لا تجد بها ما يمكن أن تشعر معه أن لوجودك نفع فى الحياة ..
وجاءت لحظة القرار ..
قرار البناء فى مجتمع هدام ..
بناء ذاتى أولاً ثم المشاركة فى بناء مجتمع بأكمله ..
بناء مجد أمة تركت مجدها وذهبت تبحث عن سراب ..

الخميس، أبريل 17، 2008

قلب حزين


بسم الله الرحمن الرحيم


قلب حزين

-ألن تكف أيها القلب الحزين عن سكب دموعك هكذا؟؟
- إنى لا أسكب دموعي من أجل شخص ..
بل دموعي تنهمر على أماني وأحلام كانت نهايتها التحطم على صخرة الواقع .
- أين الأمل بداخلك ؟؟
- بحثت عنه كثيراً ولكني لم أعد أرى له أثر .
- بل إنه موجود بداخلك ... قد تكون بعض الصدمات طمست ملامحه وأخفت معالمه عنك لكنه موجود فقط يحتاج إلى إعادة أكتشافه من جديد ... يحتاج هدف ليخرج من داخلك .
- الهدف .. قد تكون مشكلتى هى الهدف ..
- ألا يوجد لك هدف في الحياة ؟؟!!
- بحثت عنه كثيراً ولم أجده ،وكلما ظننت بقرب عثوري عليه أجده سراب
- كان الله فى عونك .. تحيا بلا هدف !!!!
فما قيمة الحياة بلا هدف وأمل يعزز هذا الهدف ؟!

الأربعاء، أبريل 16، 2008

خدعوك فقالوا ..!!


بسم الله الرحمن الرحيم

خدعوك فقالوا ..!!


هناك الكثير من الأقاويل التي نرددها دائمًا وفي مواقف مختلفة .. وتكون أقاويل ننظر لها على أنها حقائق مسلم بها تماما على الرغم من خطأها الواضح وتأثيرها السلبي .. وسوف أتناول هنا بإذن بعض هذه الأقاويل وعلى فترات متفرقة فكلما يصادفني مقولة أرى أنها تحمل سلبيات أكثر من الإيجابيات سوف أضعها .. كفاني ثرثرة وابدأ بأول مقولة ألا وهي ::

" اضرب الأرض تطرح فلوس ؟ "

مقولة نرددها عند ضيق ذات اليد وندعي أن لا حيلة لنا في قلة مواردنا ومن شأن هذه المقولة أن تجعلنا في مكاننا لا نتقدم خطوة واحدة مع أننا لو ضربنا الأرض بمعنى العمل وبذل الجهد ستطرح الخير كله .. ولذلك فلنضرب الأرض جميعا في مجالاتنا العملية المختلفة .. ولكل مجتهدا نصيب ..

" صاحب بالين كذاب وصاحب ثالثة منافق "

مقولة أعتقد أن السيدات يرددنها كثيرًا على الرجال والمقصود بها الرجال الذين لهم علاقات نسائية كثيرة أما أن تقال هذه المقولة في العمل فليس لها محل من الإعراب ابدًا فالتاريخ شاهد على الكثير من المشاهير لهم نشاط في أكثر من مجال واستطاعوا تقديم أفضل ما لديهم في كل مجال ويتقدموا به .. فما المانع ان يكون لدي موهبة في مجال وحب لمجال أخر وأعمل في كلا المجالين .. ما الذي يجعلني كذاب أو منافق إذا كان لدي ما استطيع تقديمه في كل منهما ؟

" العقل السليم في الجسم السليم "

قد يكون من شأن هذه المقولة أن تحث الشباب على الأهتمام بصحتهم واللياقة البدينة لهم ولكنها ليست صحيحة على الأطلاق فكم من عالم هزيل الجسم قدم للبشرية بعقله السليم الكثير من الإختراعات والإبتكارات الفريدة ... وكم من شخص لديه إعاقة جسدية ولكنه استطاع بعقل واعي أن يقدم أياء تبهر السليم جسديا وعقليا .. وكم من شاب مفتول العضلات عقله خاوي لا يعرف شيئا ولو قليل من الأحداث الجارية من حوله وليس لديه القدر القليل من الثقافة العامة .


الثلاثاء، أبريل 15، 2008

طلق ناري .... قصة قصيرة



بسم الله الرحمن الرحيم

طـــلــــق نــــــاري

دَوَّي طلق ناري يشق سكون الليل ويتغلغل بداخلها مما جعلها تنتفض فزعة من نومها .. وهي لا تدري أأذُنها من ايقظتها ؟ أم عامل داخلي آخر هو ما حثها على الاستيقاظ على هذا النحو ؟ كانت آثار النوم لم تفارقها بعد عندما سمعت الضوضاء الآتية من خارج غرفتها .. فخرجت مسرعةً لتجد جمع كبير من جيرانها داخل الشقة والباب مفتوحًا على مصرعيه ، كانوا متجمعين على شكل دائرة وينظرون إلى شيئًا ما ملقى على الأرض .. وميزت من بين حديثهم بعض الكلمات المتفرقة :-

- حرامي ..
- كان مستيقظًا عند دخوله للسرقة .
- كشفه فأطلق عليه الرصاص وهرب .
- ولكن تم القبض عليه .
- حد طلب الإسعاف ؟؟
- ستكون صدمة عنيفة لابنته .
- ......
لم تميز أي كلمة بعد ذلك وهي تخترق تلك الدائرة البشرية وكل ذهنها يفكر في والدها إنه من تبقى لها في الحياة فهي ابنته الوحيدة وهو كل عائلتها بعد وفاة والدتها وهي صغيرة .. وأباها هو من أعتنى بها منذ ذلك الوقت ونشأت بينهم علاقة قوية متينة .. فكان أبوها وصديقها وسندها في الحياة .. وكانت له تعويضًا عن من فقدهم في حياته وأنيسة جلسته .. كان كل حياتها وكانت حياته التي يحيا من أجلها .. وكانا لا يفترقا إلا سويعات النوم فقط .
رأته من بين الجموع مُلقى على الأرض وتحيطه بركةً صغيرةً من الدماء .. دماءه .. سائل الحياة بداخله وجدته مُصفى بجانبه .. نظرت لوجهه الشاحب في ذهول .. ثم سقطت على ركبتيها بجانبه تتلمسه بيديها وعينيها تناشده أن يستجيب للمساتها ويفتح عينيه وينظر إليها ويقوم ويقبلها على جبهتها - كعادته الدائمة معها - .. ولكنه لم يستجيب لها أبدًا ، ولم يخرج من حالة السكون التي أصبح عليها .. فمالت عليه ووضعت رأسها على صدره وأسبلت جفنيها ولم تفتحهما حتى وقتنا هذا .. وأصبحت نزيلة هذه الغرفة من حينها كما ترى .
هكذا ختمت الممرضة المسؤولة كلماتها للطبيب الجديد بالمستشفى وهي تنظر من خلال الشباك الزجاجي لفتاة في عُمر الزهور زابلة الملامح ، ثم نظرت إليه قائلة :
- لقد إصيبت بصدمة نفسية كبيرة بعد موت والدها ودخلت بغيبوبة لم يجد لها الأطباء أي علاج .. وتعيش على هذا السرير بواسطة أنابيب التغذية والله - سبحانه وتعالى- وحده يعلم متى تخرج منها .
انهت حديثها وتركته وحيدًا ينظر إلى الفتاة وهو يسأل نفسه :
- ترى متى تخرج هذه الفتاة من عالمها الخاص هذا وتعود للواقع مرةً أخرى ؟؟
الواقع الذي لم يعد لها فيه أحد تستند إليه ففضلت أن تتركه وترحل بعيدًا !



***************
" تمت بحمد الله "
***************



السبت، أبريل 12، 2008

21 سنة بالتمام والكمال


بسم الله الرحمن الرحيم

21 سنة بالتمام والكمال


دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل لكي تعلن للجميع إنتهاء يوم وبدء يوم جديد .. يوم جديد أودع فيه العشرين وأستقبل فيه عامي الواحد والعشرين .. هذا الرقم السحري الذي كنت أتصوره في طفولتي بعيدًا وقد حققت فيه كل أحلامي ووصلت إلى كل طموحاتي بمجرد بلوغه .. ومع الوصول إليه إكتشفت سذاجة الطفولة وبراءتها ، فالأحلام والطموحات ليس لها حد معين تصل إليه وتتوقف أو سن معين تنتهي لديه فكلما في صدرك قلبا ينبض فأنت لديك حلم جديد تسعى إليه .. وأن لم أحقق أحلام الطفولة في هذا السن كما كنت أظن إلا إنني وضعت قدمي على بداية الطريق الذي أتصوره سيحدد الكثير من مستقبلي في الأيام القادمة .
وبالرجوع إلى الطفولة ، فلها ذكريات جميلة جدًا تلح عليا بشدة في هذا الوقت بالذات !
اللعب مع أطفال العائلة ، والعرائس الجميلة .. برامج الأطفال المميزة جدًا التي كنا نتمتع بها في وقتها والتي لم تعد برامج اليوم تقدم نفس المتعة رغم ثراء الفضائيات بقنوات خاصة للأطفال وقد يكون ذلك لأنني كبرت فنظرتي للأمور أختلفت أو لأن برامج ذلك الوقت كان بها شيئًا مختلفا .
بوجي وطمطم في شهر رمضان ..
دنيا الأطفال ، والكلبة لاسي ، وعروستي يوم الجمعة ..
والدولفين ، والفواكه ، وسلاحف النينجا ، والبور رينجرز .. كل هذه البرامج وغيرها وما تحمله من الذكريات الجميلة والبريئة في هذا العمر الجميل .
الحمد لله على هذه الطفولة الهادئة بفضل الله - عزوجل- الذي رزقني أسرتي الحبيبة .
واليوم وبعد مرور 21 عام على تواجدي في هذا العالم بكل ما فيه وبكل ما تعلمته .. أعتقد أن الوقت قد حان - ليس للوداع لا تقلقوا هكذا - ولكن قد حان حتى أسعى لتكبير طموحات الطفولة ولأجعلها طموحات الشباب وقد تطور بعد هذا لتصبح طموحات النضوج إذا كان في العمر بقية .
وأجمل ما في يوم الميلاد هو أن يجعلك تقييم حياتك السابقة بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات وتخطط لأيامك القادمة .. ولا تندم على ما فاتك فيها .. فقط أستغل أيامك القادمة لتحقق ما فاتك وتصحح سلبياتك .

وكل 21 سنة وأنتم طيبين .

جحيم الإختلاف عن الآخرين


بسم الله الرحمن الرحيم

جحيم الإختلاف عن الآخرين



أن تكون مختلفًا عن الآخرين وخاصة عن الوسط الذي تعيش فيه فهذا هو الجحيم الدنيوي بحق .. فأنت مختلف بفكرك وأراءك وكل شيء .. لك نظرة مغايرة عن نظرتهم للأشياء ، تراها من منظور مختلف ليس بدافع الفزلكة أو لأنكلديك شيء زائد عنهم ولكن لأن هذه هي طبيعتك .. وسترى أختلاف في أعينهم جميعًا أو معظمهم على أقل تقدير .
وقتها لن تجد من يفهمك ويتحاور معك بشكل فيه اتفاق بين الطرفين المتحاورين لأن كل طرف يتحدث في جهة عكس الأخرة تمامًا .. ولا يعني هذا أن نكون كلنا لنا طريقة تفكير واحدة ولكن على الأقل هناك ثوابت كمشتركة تسيتطيع بناء حوار على أساسها .
وستجد نفسك مضطرًا إلى إتخاذ أحد الخيارين .. أما أن تظل هكذا على طبيعتك مختلفًا عن الجميع ولك فكرك الخاص وشكلك الخاص ولا تجد من يتعامل معك بشكل طبيعي ، وأما تحاول مجارة من حولك في أراءهم وأفكارهم ووقتها ستفقد نفسك وهويتك .
قد يبدوا أن الخيارين أحلهم مُر ولكن في رأيي لا يوجد أمر من فقدان الذات والهوية الشخصية للإنسان فأن فقد هويته وذاته فلن يبكي على شيء بعد ذلك ولن يكون لديه قيمة لأي شيء في الحياة ..

كن مختلفًا عن الآخرين فاهم نفسك ومتقبل لها وقادر على تفهم وجهات نظرهم والتعايش معهم ولا تنعزل بنفسك عنهم أو تجاريهم في أراءهم دون إقتناع بما تفعله فلن يحقق لك هذا لا سعادة ولا رضى داخلي .

دجــــل على الملأ


بسم الله الرحمن الرحيم

دجــــل على الملأ

في فترة إحتلال البلدان العربية ومع قلة نسبة التعليم الذي فرضه الإحتلال وانتشار الجهل وجد الدجل والشعوذة والخرفات طريقهم الممهد والتربة الخصبة التي يكبر ويترعرعوا فيها بإدعاء البعض أنه طالما الجن مذكور في القرآن الكريم إذًا فيوجد وسائل لمعرفة إتقاء شره .. إلى كل هذا الهراء المتوغل لدى البعض على الرغم أن الدين بريء من كل هذه الخزعبلات .. فالجن فعلًا موجود وهو من مخلوقات الله - عز وجل - التي ذكرها في كتابه الكريم .. ولكنه أيضًا - سبحانه وتعالى - ذكر أنها ليست لها بسلطان على الإنسان ولا يستطيع الجن أن يضر الإنسان أو ينفعه إلا بإذن الله - جل في علاه - .. ولكن مع الجهل وقلة الثقافة الدينية والعلمية أصبح من السهل الدخول إلى عقول الناس والعبث بها لإقناعها بأن كل مشكلة يقعوا فيها انما هي بسبب الجن والأسحار والسحر .. نعم السحر موجود ولكنه لا سلطه له على الإنسان إلا بأمر الله أي أنه كباقي الأمور في حياتنا تسير بيد الله - سبحانه وتعالى - وهو وحده القادر على كشف البلاء وقتما يشاء .. ولأن الإنسان عجول بطبعه مع الجهل فينصاع وراء الخرفات والدجل ويذهب للشيخ الفلاني أو الشيخة العلانية فـ " سرهم باتع " أو " مكشوف عنهم الحجاب " لكي يكشفوا عن العمل والسحر ويسهلوا أمورهم وهذا طبعًا بعد الدفع للأسياد .. على الرغم أن الإنسان الصالح الذي يساعد الناس لا يقوم بإبتزاز أموالهم !
وكل هذا كان يتم بشكل سري في عوالم مظلمة كئيبة تناسب مثل هذه الأفعال المشبوهة ، أما الآن وفي عصر الفضائيات فأنت تستطيع معرفة إذا كان " معمولك عمل " أم لا عن طريق ايًا من هذه القنوات وبأتصال هاتفي تذكر فيه اسمك واسم السيدة الوالدة لتعرف كل شيء حتى أنك تستطيع معرفة طالعك أيضًا !!
وما أأسف عليه حقًا ويجعل الدم يغلي في عروقي هو استخدام الدين الإسلامي والقرآن الكريم في هذه المهزلة الخزعبالية .. حتى أنهم يقرأون القرآن بطريقة خاطئة تمامًا .. ليس هذا فقط ولكني سمعت مرة عن طريق المصادفة أحدهم يبلغ احدى المتصلات أن زوجها هو الذي " عملها عمل " !!
فلم يكتفي بالدجل والشعوذة والإساءة للدين بل يتسبب في خراب بيت أيضًا وكل هذا بشكل علني وعلى مرأة ومسمع من الجميع .
ترى أين نجد العيب بالضبط ؟؟
هل في تلك القنوات التي لا تذيع إلا هذه النوعية من البرامج -أو حتى التي تذيع برنامج واحد له هذا الطابع - ؟؟
أم في من سمحوا لظهور مثل هذه القنوات والبرامج بدون رقابة ولا محاسبة ؟؟
أم في من يشاهدون هذه النوعيات من البرامج ويصدقون هذا الهراء المعروض من خلالها ؟؟

صراحة أرى أن الخطأ على كل هؤلاء فلا ينفرد أحدهم بالخطأ دون الأخر فالخطأ مشترك بداية بفتح هذه القنوات أو عرض برامج بهذا المحتوى .. والخطأ في عدم الرقابة عليها ورفض ما تقدمه .. والخطأ الأكبر على من يتابعون ويشاهدون مثل هذه القنوات دون رفضها أو محاولة منعها من الظهور بأهمالها .




الجمعة، أبريل 11، 2008

نــصــب عــلــنـــــي


بسم الله الرحمن الرحيم

نــصــب عــلــنـــــي



المعروف أن النصب يختلف كثيرًا عن السرقة ، في السرقة يعمل السارق على أن يأخذ منك ما يريده دون رضالك أو موافقتك وغالبًا بدون علمك أيضًا ، أما في النصب فهو يعتمد على أن يأخذ منك ما يريد بعلمك ورضالك موافقتك التامة .. حيث يلعب النصب على وتر حساس دائمًا ألا وهو أطماع الإنسان .. لأن النصاب الجيد هو الذي يعلم أين تواجد مطامعك بالضبط ويدخل لك من هذه الجهة .
وبالطبع يكون هذا العمل في أضيق الحدود ويحرص النصاب على قلة عدد العارفين بالأمر حتى يسهل الفرار ويصبح الأمر في النهاية " القانون لا يحمي المغفلين " .
ولكننا الآن نشهد نوعًا جديدًا من أنواع النصب ، النصب العلني المعلن عنه في وسائل الإعلام وعلى شاشات الفضائيات ويلعب هذه المرة على أحلام الناس وأمراضهم :
- مريض سكر - أو أيًا من الأمراض المنتشرة في الفترة الأخيرة - إليك الحل الأمثل للشفاء من هذا الداء .. بلا .. بلا .. بلا .
- متزوج من 10 سنين ولم تنجب حتى الآن وتتمنى أن ترى طفل لك فأليك العلاج الأكيد ..بلا .. بلا .. بلا .
- وزنك زايد ، جسمك مترهل ويسبب لك مشاكل صحية ونفسية .. لا تقلق لدينا الحل ..بلا .. بلا .. بلا .
هذه عينه بسيطة جدًا من الإعلانات الكاذبة المدمرة لأحلام الكثيرين بعد الإنجراف في تيارها والتي نراها بشكل يومي على القنوات الفضائية والتي تتحدث عن علاجات طبية - غالبها أعشاب - غير ذات نفعًا في شيء .. فالمعلوم أن مرض السكري مثلا ملازم لصاحبه ويحتاج إلى ضبط النظام الغذائي وأخذ الأدوية الازمة والمناسبة على حسبنوع أو حجم المرض ..كما أن كل مريض - وكل مرض - هو حالة مستقلة بذاتها لها النسبة المناسبة من الأدوية .. أيضًا مشاكل الإنجاب كثيرة ومتعددة وبالتأكيد حلها كلها ليس في عقار واحد فقط .. وأنقاص الوزن لن يأتي أبدصا بحزام أو حبة دواء فأن لم يتم معرفة السبب وراء زيادة الوزن وعمل نظام غذائي مناسب مع ممارسة بعض الرياضة فلن يتم الحصول على جسم مقبول وصحي .
إذًا كل هذه الإعلانات والدعاية كذب في كذب ونصب معتمد على أحلام المشاهدين أو المنصوب عليهم ولكن للأسف الشديد يتم النصب بشكل علني ومعروف للجميع ويدخل معظم البيوت دون رادع .
نصب من احقر أنواع النصب لأنه يتلاعب بأحلام الناس وأمالهم .. ولن أعفي الناس - المنصوب عليهم - من المسؤولية فهم أيضًا يبحثون عن الحلول السريعة المريحة للخلاص من مشاكلهم أو أمراضهم .. واتمنى أن يعلم جميع من يصدق مثل هذا الكلام ويجري وراءه أنه لا يوجد حلول من هذا النوع وتكون ذات فائدة تذكر - إن لم ينتج عنها سلبيات - فالحلول المجدية تكون دائمًا بالتعب وبعض المعاناة والصبر .


الخميس، أبريل 10، 2008

نظرة متأنية .. بعد 6 إبريل


بسم الله الرحمن الرحيم

نظرة متأنية .. بعد 6 إبريل


الهدف الأساسي والرئيسي لإضراب 6 إبريل 2008 - على حد علمي - هو أن يصل صوت الشعب وإعتراضه وغضبه من الأسعار والفساد وكل السلبيات الموجودة في البلد - مصر - إلى الحكومة بشكل علني جماعي سـلـمــي على الرغم من أنها من المفترض أن لا تكون في حاجة إلى إضراب حتى تسمع صوت الشعب وتعلم ما يغضبه فهذه هي مهمتها من البداية !.
وقد وصل صوت الشعب بالفعل -أو جزء منه على الأقل- إلى الحكومة حتى قبل اليوم المنشود وتعاملت معه بشكل ظهر للبعض على أنه صارم جدًا ومحبط والبعض الآخر ظهر على أنه شيء طبيعي ..
وعن نفسي أرى الآن أننا شعب ليس لديه فكرة أو ثقافة الإضرابات العامة التي تقام بشكل مرتب متفق عليه وتكون بشكل سلمي - ولنضع تحت سلمي ألف مليار خط - ولا يوجد لدينا الوعي الكامل للقيام بمثل هذا العمل بشكل حضاري جماعي .. خاصة بعد ما حدث في المحلة من أحداث تخريب للبلد دون وعي أو ثقافة ممن فعلوا ذلك بشكل مهين ومحبط .
وبالله عليكم لا يقول لي احدكم أن ما حدث هذا حدث من أناس غير مسؤولين وهم مازالوا أطفالا لا يعوا شيئا فهم تخطوا الطفولة من زمن وهناك من هم في نفس أعمارهم ولكنهم على قدر من المسؤولية والوعي الذي لا يجعلهم يفعلوا مثل هذا الفعل ولكنهم جهلاء ..نعم هم مجموعة من المخربين الجهلاء .. وليس جهل القراءة والكتابة بل جهل الثقافة وهو أشد .. وبالطبع نستبعد نظرية المؤامرة وأن هؤلاء ليسوا بمصريين وكل هذا الهراء فكل من قبض عليهم يحملون بطاقات مصرية أبا عن جد .

فهل بتخريب المدارس وحرقها وسرقة محتوياتها نعبر عن رفضنا وغضبنا ؟
هل بإشعال السيارات وتكسير المحلات - الممتلكات الخاصة - نعبر عن أراءنا وإستياءنا ؟

هؤلاء هم جزء من الشعب المصري بل هم من قلب الشعب الذين يحتاجون إلى مزيد من الثقافة التي أصبحت منقرضة مع إنخفاض المستوى الإقتصادي الذي يجعل التفكير في الثقافة والقراءة والإطلاع نوع من أنواع الترف غير المجدي - ولهذا حديث أخر ليس هذا موضعه -

فـ عفوًا أنا لا أعدم إضراب يتحول إلى تخريب في بلدنا .
عفوًا أنا لا أدعم إضراب غير قائم على ثقافة كافية ووعي كامل .
عفوًا أنا لا أدعم إضراب يعيدنا إلى سنوات مضت ويترك بلدنا في حاجة إلى إعادة بناء من جديد .
عفوًا أنا أرفض أن يقال عن ما حدث تعبير عن غضب وإستياء الشعب فما حدث تخريب .
ونحن نريد تقدم وتحسين وليس تدهور وتخريب .

وأهلًا بكل وسائل التعبير عن الرأي بشكل متحضر قوي سلمي .

الخميس، أبريل 03، 2008

أنا والفيل


بسم الله الرحمن الرحيم





أنا والفيل


الكثير ممن يعرفونني سواء في عالم النت أو في حياتي الخاصة يعلمون حبي الشديد للأفيال .. والكثيرين يعلمون هذا بعد سؤالي عن سر تواجد صور الأفيال في صوري الرمزية في كل مكان خاص بي في الماسنجر والمدونة هُنا وفي اشتراكي في العديد من المنتديات وحتى وجود " دبدوب " على هيئة فيل على سريري .. وكلهم بلا استثناء تعجبوا من هذا الحب .. ويرون أن الطبيعي أن أحب قطة .. عصفور .. سلحفاء بمعنى حيوان أليف مستأنث استطيع إقتناءه وكأن الدليل على الحب هو إمكانية أمتلاك ما أحب !!
وأرى في كلامهم الكثير من التعجب والاستنكار ..
وأقول للجميع هنا تخيلوني مجنونة لا مانع لدي في ذلك ولكن رجاءً كفوا عن الاستنكار والسخرية فأنتم لا تفكرون بعقلي ولا تشعرون بأحساسي حتى تعلموا مقدار حبي لهذا المخلوق فلا تصدروا الأحكام هكذا .. !
فحبي للفيل يعود لأمور كثيرة منها:
وفاءه الشديد وانتماءه للقطيع وحياة القطيع الخاص به لأخر لحظة في حياته .
عينيه وما بها من شجن عجيب يشدني إليه أكثر وأكثر شجن ألاحظه في كل فيديو أراه عن الأفيال .. في كل صورة أرى طيبته في عينيه ..أرى حنانه وحكمته .
فلا تدعوا المظاهر تخدعكم بحجمه الضخم وانظروا لعينيه فهي سر حرصي على معرفة المزيد عنه وحبي له .
حب لا أسعى فيه لإمتلاك ما أحبه - رغم حلمي بالقرب منه - .. حب لا يوجد وراءه دافع أو غرض .. حب لمخلوق من مخلوقات الله - عز وجل - خلقه كما خلقني وخلقنا جميعًا ، أبدع في خلقه كما أبدع في خلق الكون بأكمله بكل ما فيه ..

دعوني أحبه ..فأنا بذلك لا أسبب ضررًا لأحد ..
دعوني أحبه دون سخرية أو استنكار ..
دعوني أحب ما أحب ..
دعوني أنا والفيل ..



كتب × كتب


بسم الله الرحمن الرحيم



لا يمكن عرض الصّورة ”http://www.santaclaracountylib.org/milpitas/stack%20of%20books.jpg“، لأنّها تحتوي أخطاء.




كتب × كيب


علاقة عجيبة هذه التي تربط بيني وبين الكتب علاقة غريبة وجميلة بل رائعة .. فأنا أحب كتبي بشكل جنوني وأتعامل معهم برقة غير متناهية وأحفاظ عليهم وكأني أحافظ على طفل صغير في حاجة إلى رعايتي وأهتمامي .
ليس هذا فقط فأنا أعشق تفاصيل الكتاب من الغلاف للصفحة الخلفية وما يكتب عليها من عبارات مختصرة من شأنها شد القارئ لإقتناء الكتاب للورق والكلمات التي يحملها بين جانبيه وحتى الرائحة الخاصة بالكتب التي أشك إنني أدمنتها .. فأنا لا أقرأ كتاب دون شم رائحته ..!
حتى إنني أشتري الكتب بكميات كبيرة فأنا لا أشتري كتاب أو أثنين بل أشتري دفعة كبيرة كل مرة أشتري فيها حتى أنه لدي كتب مر عليها أكثر من عام عندي ولم تقرأ بعد لشراءي دفعات أخرى قد تشدني لقرأتها قبل غيرها .. كما أن لدي الآن أكثر من 40 كتاب ورواية لم تتم قرائتهم بعد .... ترى هل هذا إدمان شراء الكتب ؟؟ أم ماذا ؟
عن نفسي لا أعتقد ذلك فأنا أحب القراءة في حد ذاتها ولذلك أجد نفسي شغوفة بشراء المزيد والمزيد من الكتب والتعرف على كُتاب جدد عليّ وعلى مكتبتي والتعرف على أفرع كثيرة من فروع المعرفة وكل هذا مع الكتب بشكل خاص لأنها تحقق لي المتعة مع العلم والمعرفة الشيء الذي لا يقدمه النت مثلا ومواقع البحث فكلها قد تحقق المعرفة المنشودة ولكنها لا ولم ولن تعطي متعة القراءة من الورق في الكتب ولذة البحث بنفسك عن المعرفة والمعلومة في العديد من الكتب .

الرومانسية .. واقع أم سراب ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

الرومانسية .. واقع أم سراب ؟


السؤال هنا المقصود به ليس الرومانسية بمعنى الحب .. فالحب واقع موجود ولن تستقيم الحياة بدونه ، ولكن المقصود هنا بالرومانسية هي تلك الصورة المثالية الكبيرة في الحبب والحياة الوردية التي ينسجها خيال معظم الفتيات وبعض الفتيان ولا مجال هنا للإنحياز للفتيات أو إتهام الفتيان بأنهم أقل رومانسية من الفتيات ولكن طبيعة الحياة الآن جعلت معظم الفتيان عمليين بشكل كبير جدًا حتى يستطيعوا الوفاء بكل ما عليهم من إلتزامات .. أما الفتيات فأن ما لديهن من وقت وتركيبة نفسية داخلية تجعلهن ينسجن بخيالهن الكثير حول تلك الصورة الوردية للحب والحياة والعيش في مثالية ورومانسية .
لنعود الآن إلى سؤالنا المطروح منذ البداية ..
الرومانسية واقع أم سراب ؟؟
نحن نرى في حياتنا زيجات كثيرة مستمرة وأسر مستقرة في حياتها من الناحية الظاهرية للجميع ولكن أن اقتربنا منهما بعض الشيء سنجد الكثير من المشاكل التي تواجههمفي حياتهم ، خاصة المشاكل المادية في ظل غلاء المعيشة ولهاث الكثيرين وراء تأمين مستقبل جيد محترم أو حياة حاضرية كريمة على الأقل .
سنجد الحب خاصة في أوقات الشدائد والأزمات ولكن هل سنجد الرومانسية كما نقرأ عنها في الروايات ونسمع عنها ؟ - ولا حظوا نقرأ ونسمع ولا نرى ونعيش ! -
تلك الرومانسية الوردية التي لا تنغصها مصاريف البيت والأولاد وتأمين حياتهم ومستقبلهم وإعداد الطعام وتنظيف المنزل وترتيبه ..
نعم قد نفعل كل هذا بحب ولكن هل نظهر تلك المشاعر بشكل رومانسي وليس عملي فقط ؟؟
وهل الحب الهادئ المستمر في بناء أسرة مستقرة أفضل أم الومانسية الوردية التي نحلم بها بعد كل رواية رومانسية نقرأها ونتخيل أنفسنا أحد أطرافها ؟

الحب واقع نلمسه في بيوتنا والبيوت المحيطة بنا ..
ولكن الرومانسية شيء غير ملموس ولا نعرف حقيقتها..
هل هي أمر واقعي حقيقي ؟
أم سراب نسجه خيال بعضنا ؟


الثلاثاء، أبريل 01، 2008

رخـصـة سـيـارة .. قصة قصيرة


بسم الله الرحمن الرحيم


رخـــصـــة ســـيـــارة



- يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كربم .
هكذا بدأت يومي في الصباح الباكر وأنا أعد نفسي للذهاب إلى إدارة المرور لتجديد رخصة سيارتي الملاكي ... منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر وأنا أحمل هم وقت إنتهاء فترة رخصتي وموعد تجديدها ... وبدأت في أصلاح السيارة من كل عيب أشك أن يكون متواجد فيها ومعطل لتجديد الرخصة حتى يتم إستخراج الرخصة الجديدة على خير وفعلاً إنتهيت من السيارة وجاء موعد إنتهاء رخصتي وتجديدها ...
من أول الأسبوع وأنا اذهب إلى إدارة المرور يومياً وفي كل مرة أجد عرقلة جديدة .. وأقوم بعمل كل ما يطلوبنه ... واليوم كل أوراقي سليمة وكل شيء على أكمل وجه - سوف أذهب لإستخراجها سريعا وأعود لتناول الأفطار مع أسرتي - ..
ذهبت إلى الإدارة ودخلت على الموظفين - أو بالأحرى الموظفات - فهم أربع موظفات في غرفة واحدة أثنتين منهن لمراجعة الأوراق والتصديق عليها وأثنتين لإستخراج الرخصة من على جهاز الحاسب الألي ..
- السلام عليكم ..
- وعليكم السلام ..
- أوراق تجديد الرخصة كلها في الملف .
- اسمك أخر الكشف يا حج .
جلست على احد الكراسي أنتظر دوري وإذا بأحدى الموظفات تسألني :
- توصلني في طريقك ياحج .
- أين تسكنين بالضبط .
- في ( ........)
- للأسف ليس في طريقي .
وسألتني أخرى إن كان من الممكن ان أوصلها وكانت على طريقي فلم اجد مانع من الموافقة لأنها على طريقي بالفعل كما أن العرف السائد أن الموظفات يتم توصليهن بسيارات المواطنين عند استخراج الرخصة أو تجديدها - قبلت فأنا أريد الإنتهاء من مراجعة أوراقي سريعا وأستلام رخصتي اليوم فلن أستطيع السير بدون رخصة وإلا فقدت سيارتي -
جلست أنتظر وأنتظر وكان لديهم من يبيع زجاجات المياة المعدنية والمشروبات الغازية الباردة .. وأنا مريض بمرض السكر ولن أستطيع الصبر على العطش في هذا الجو الحار خرجت وأشتريت من الخارج زجاجات المياة وعدت ثانية لأنتظر ... وإذا بموظفتين المراجعة يرحلون وتقول لي من أتفقت معها على توصيلها إنها وجدت من يوصلها ... أجبرت وجهي على رسم ابتسامة مودعة حزينة - وكأني كنت راغب في نيل هذا الشرف العظيم شرف توصيلها - وأنا بداخلي أحمد الله ان رحمني منهن ...
وفترة من الإنتظار اخرى ثم أجد الموظفتين الباقيتين يغلقن أجهزة الحاسوب استعدادا للرحيل !!!
وأين رخصتي ؟؟؟
هكذا ذهبت إلى أحدهن أسألها عن رخصتي فاجابت :
- اسمك يا حج
- عماد حلمي عبد الله
- لم يتم استخراج رخصة بهذا الاسم اليوم ..
- ماذا؟؟؟!!!!!!!!!!!!! الملف كان هنا وتتم مراجعته .
- لا يوجد ملفات هنا بهذا الاسم .. اسال الموظف المسئول عن الملفات
- وأين اجده الآن
- إنه لا يرحل إلا بعد ترتيب الملفات هذه مسئوليته
ذهبت إلى الغرف المجاورة غرفة أضيق ما يكون وبها رجلين تجردوا من ملابسهم العلوية لترتيب غرفة الملفات تلك وسألت عن ملفي وكان الشرر يتطاير من عيني ... ولكنهم والحق يقال تعاملوا معي بصبر وسألني احدهم عن رقم الرخصة واخرج الملف لأذهب به إلى الموظفة المسئولة عن إستخراج الرخصة لتطالع الملف وتقول لي :
- للأسف يا حج لم يتم مراجعة الملف لن أستطيع استخراج الرخصة اليوم ..
لم أجد نفسي إلا وأنا أهتف
- ماذا ؟؟!!!!!!!!!! وكيف أستطيع السير بدون رخصة الآن ؟؟؟
يبدو إنها خافت من ثورتي فقالت بطريقة متعاونة لتهدء من ثورتي :
- والله يا حج لو أن الملف تم مراجعته لكنت أعدت تشغيل الجهاز واستخرجت لك الرخصة ولو جلست لساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ..
هدأت قليلاً وأنا لا أعرف ماذا أفعل لقد جلست في إنتظار الرخصة إلى اخر دوام العمل وكنت أظن إنني أخر اسم فلم أعترض أو اتحدث لأجد ان ملفي انا بالذات لم تتم مراجعته ..
جاء الموظف المسئول عن الملفات واعطاني رخصتي - التي إنتهت فترتها- كي أسير بها فقلت له :
- إن فترة صلاحيتها إنتهت .
- سر برخصة إنتهت صلاحيتها ولم تجدد بعد افضل من أن تسير بلا رخصة من الأساس .
أقتنعت بحديثة واخذت رخصتي وضعتها في جيبي على وعد من الموظف إنه سيضع ملفي في الطليعة كي أنتهي من أمر رخصتي غداً سريعاً ...
وكل هذا بسبب أهمال موظفة لم تراجع عملها جيداً قبل رحيلها ..
فكانت النتيجة تعطيلي ليوم آخر في استخراج الرخصة
وارتفاع الضغط والسكر ..
ولولا ستر الله - عز وجل- لما وصلت بيتي سليما هذا اليوم ...


***************
تمت بحمد الله
***************