الأحد، يوليو 27، 2008

تـصـنـيـفـات .. تـصـنـيـفـات


بسم الله الرحمن الرحيم

تـصـنـيـفـات .. تـصـنـيـفـات

أصبحنا الآن في زمن يصنف فيه الناس بعضهم البعض - إلا من رحم ربي - والكل يصنف على حسب أهتماماته وتوجهاته وطبيعة المجتمع الذي يحيا فيه .
فهنالك التصنيفات على حسب الإنتماءات السياسية أو الحزبية ،، وهناك التصنيف على حسب العقيدة وأيضًا أصحاب العقيدة الواحدة لم يسلموا من التصنيف على حسب المذاهب المتبعة .. وهنالك أيضًا التصنيفات الفكرية والإجتماعية وأيضًا التصنيفات القبلية أو التصنيفات حسب البلد بل أن أهل البلد الواحدة تجد يختلف فيها التصنيف إذا ما كانوا من أهل الريف أو الحضر أوتصنيف مناطق سكنية معينة .
وأصبح داخل كل تصنيف هناك تصنيف أقل منه لتجد الإنسان مصنف داخل سلسلة طويلة مع كل إنتماء ينتمي إليه أيًا كان فكري ، ديني ، سياسي ، مجتمعي ، ثقافي فلابد من وجود التصنيفات حتى أصبحنا وكأننا في " سوبر ماركت " كـــــبــــــيـــــــر في كل ركن منه تجد لافتة دالة على الأصناف المباعة وتجد في كل ركن هناك أرفف على حسب " الماركات " ولو توقف التصنيف على التصنيف وكفى لما كان هناك داعي للتحدث في الأمر..ولكن الأمر لم يتوقف عن هذا الحد مع احترام كلصاحب إنتماء لإنتماءه بل تطور الأمر من تصنيف للنقد والتجريح لعدم قبول الإنتماءات المغايرة لإنتماءات الطرف الأخر وعدم القبول قد يكون بالكلام أو الأفعال مما أدى بنا الحال - إلا من رحم ربي - إلى فرق متصارعة ترغب في ظهور الحق لديها وأغتيال كل صوت معارض لها هذا إن كان بحثهم عن الحق من الأساس فمن يبحث عن الحق يريد ظهوره دون تعصب لجهة معينة .
والتصنيفات هذه سواء كانت على مستوى الأفراد أو الجماعات لها سلبيات كثيرة قد تكون أكثر من إيجابياتها إن كان لها إيجابية بهذا الشكل فالأختلاف في الرأي له إيجابيات كثيرة وإثراء للفكر والعقل ولكن التصنيفات على حسب هذا الاختلاف تجعلنا دائمًا ننظر إلى عيوب الآخرين متجاهلين عيوبنا التي قد يكون فيها هلاكنا .
فأصبحنا كمن ينظروا إلى غيرهم فيروا قشة على أعينهم فيحذروا منها غير منتبهين إلى جزع الشجرة الداخل في أعينهم هم .


الأحد، يوليو 20، 2008

خـدعـوك فـقـالـوا !! .. 5


بسم الله الرحمن الرحيم

خـدعـوك فـقـالـوا !! .. 5



استكمالًا لسلسلة " خدعوك فقالوا " اكتب لكم عن مقولة تقال دائمًا لكثير منا خاصة عند محاولة تغيير شيء ما من سلوكياتنا أو خصالنا الغير راضين عنها أو حتى عندما ننصح غيرنا بصفة ما فيه غير مستحبة لنا أو في التعامل بشكل عام ويكون الرد غالبًا ..

" أنا طبيعتي كدة "
وأحيانا نزيد من القول بمعنى أن الصفة طبع أو أمر طبيعي في الشخصية فكيف التغيير في الطبيعة والطبائع لا تتغير .. وبغض النظر عن أن طبيعة الإنسان مخلوقة على الفطرة السليمة ثم بعد ذلك تعمل عوامل التربية والبيئة المحيطة في تشكيل الطبائع والخصال أي أننا لم نخلق بهذا الطبع .. ليأتي السؤال الهام هُنا .. هل هذا التشكيل لا يمكن تغييره على الإطلاق ؟؟
عن نفسي أرى أن الإنسان إذا أخرج الجملة السالفة الذكر من تفكيره وعمل على محاولة تغيير صفاته السيئة أو السلبية فيه سينجح بإذن الله ببعض الإرادة والمجهود .. فعندما يضع الإنسان في تفكيره فكرة إيجابية سيكون إيجابي وينفذها وإذا وضع فكر سلبي فسيظل محتفظ بسلبياته .. وعندما يتوجه تفكيره انه لا يوجد مستحيل أو ما يستحيل تغييره سيستطيع فعل أي شيء وسيرى من نفسه أمورًا لم يكن يتصور أنه قادر على الإتيان بها .
وهذا لأنه لم يستسلم للأمر الواقع وكأنه تنزيل إلهي لا يمكن التصرف فيه .. وأكبر دليل - من وجهة نظري - على صحة هذا الكلام هو نزول الإسلام على مجتمع كانت طبيعته في غاية السوء على كافة المستويات الإجتماعية والأخلاقية .. ومع ذلك ففي مدة قصيرة - وهي مدة بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أي 23 عام - استطاع أن يغير هذه الطبيعة المتواجدة بل المترسخة من سنوات طوال ويترك لنا جيل ننظر له بإنبهار في مجاهدة النفس والأخلاقيات والتعاملات الحسنة .. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الإنسان عندما يتواجد لديه الدافع والإرداة يستطيع تغيير ما تصوره لسنوات طويلة مستحيل التغيير.. ويجاهد نفسه في سبيل أن يكون في صورة محببه لله - سبحانه وتعالى - في المقام الأول ثم لمن يحب الله - عز وجل - أن يرانا نحسن معاملاتهم .. وأن نكون في الصورة التي يرضى الله عنها .


السبت، يوليو 12، 2008

مـفـاهـيـم مـغـلـوطــة


بسم الله الرحمن الرحيم


مـفـاهـيـم مـغـلـوطــة


في حياتنا الكثير من المفاهيم المغلوطة التي ترتبت عليها أفعال كثيرة جدًا وتكوينات شخصية كثيرة جدًا على أساس غلط .. والمفاهيم هذه قد تكون توارثناها من أجدادنا وأباءنا كبعض الأمثال الشعبية والأفكار المترسخة أو عن طريق الوسائل الإعلامية المرئية كانت أو المسموعة المقرؤة أو المصورة .
وسوف أتحدث هُنا عن النوع الثاني الذي ساهم بشكل كبير ولا يستهان به في تثبيت بعض المفاهيم المغلوطة في الأذهان لما لهذا النوع من تأثير خاصة في وقتنا هذا الذي أصبح للإعلام تواجد كبير جدًا في بيوتنا وفي تربية أولادنا .
ومن ضمن هذه المفاهيم المغلوطة - على سبيل المثال وليس الحصر - مفهوم الرجولة .. الرجولة التي أصبحت تعني لدى الكثيرين الغلظة وقسوة القلب .. ولكي تكون رجلًا فلا يجب أن يرق قلبك ولا تدمع عينك .. أن تكون رجلًا فأنت تحل مشاكلك بالقوة أو بسجارة وكأس من الخمر .. وربط الرجولة بالذكورة رغم أن الرجل ليس بالضرورة أن يكون ذكرًا وليس كل ذكر يصلح أن نقول عليه رجل .. فكم من امرأة بها صفات الرجوله الحق ما ليس في الكثير من الذكور .
فالرجولة صفات من نبل وشهامة وشجاعة وإقدام ووفاء وحب وعطاء ورقة قلب في محلها وكرم ومواجهة للصعاب وليس الهروب منها كما يأتي لنا بطل الأفلام المغوار عند أول صدمة عاطفية يتعرض إليها ينكب على الخمر والسجائر يهلك صحته ويغضب ربه . !!
وأنا هُنا لا أتهم الفن ولا الوسائل الإعلامية بشيء ولكني فقط أأخذ عليهم تركيزهم على نماذج معينة حتى وإن كانت موجودة بالفعل في حياتنا وتسليط الضوء عليها حتى يتكون لدينا فكرة عامة أن هذا هو الأمر الطبيعي وأن الحياة أصبحت بهذا الشكل ،، وهذا بشكل عام وليس فيما ذكرته سابقًا فقط .
وأتمنى أن يعبر الفن عن أمور إيجابية نريد نشرها وتثبيتها في حياتنا وتعاملاتنا بدلًا من التركيز الأكبر على سلبيات نريد محوها أو على الأقل عمل موازنة بين إيجابيات نريدها وسلبيات نرفضها مع توضيح الرفض .

الخميس، يوليو 03، 2008

حــــــظ .. صـــدفــــــة


بسم الله الرحمن الرحيم

حــــــظ .. صـــدفــــــة


كلمتين يؤمن بهما الكثير من الناس ويتصورون أن لهما تأثير حقيقي في الحياة وفي رأيي أرى أنهما كلمتين ليس لهما محل من الأعراب في حياتنا بل يؤثرون بشكل سلبي في حياتنا وأعمالنا .. ولنأخذ الكلمة الأولى ونرى ما لها من تأثير .
.. الحظ ..
حظ سيء وحظ جيد !
وما لهذا الحظ من تأثير وفعل لكي يجعل حياتك تسير بشكل جيد أو بشكل سيء ؟
وكيف نربط حياتنا بهذا المنطق ؟
ونجد الكثيرون ينعون حظوظهم ويتكلمون عن فلان الفلاني المحظوظ وتخرج الأمثال على شاكلة
" أعطيني حظ وأرميني في البحر "
هل الحظ من يحميني من الغرق لو أن الله - سبحانه وتعالى كتب لي الغرق ؟ وهل اغرق لو كتب الله لي النجاة ؟
الإجابة لا طبعًا
إذًا فليس للحظ من يد تسير أي شيء في الدنيا وكل أمر إنما هو نصيب ورزق من الله - عزّ وجلّ -
فلا يجب علينا تعليق كل الأمور على الحظ ونجد أن البعض وقر في قلبه أنه صاحب حظ سيء فلا يعمل ولا يجتهد بدلا من أن يجتهد ويسلم امر لله - العلي القدير- يرزقه بما يرى فيه خير له .

.. الصدفة ..
رب صدفة خيرًا من ألف معاد
هل حقًا لقاءاتنا تحدث صدفة ؟
أي بلا سبب ولا حكمة مبطنة بالطبع لا فكل أمر يحدث في حياتنا يحدث لحكمة من الحكيم - سبحانه وتعالى - ولسبب لا يدركه إلا هو وأحيانًا ندرك سبب اللقاء - أو شيء يحدث بما نطلق عليه صدفة - بعد ذلك بفترة فيكون المثل السابق وهذا لأننا غير مدركين من البداية ان كل شيء يحدث لحكمة ولسبب ولإشارة لحياتنا القادمة وخطواتنا المستقبلية .
لذا يجب أن نمحو هاتين الكلمتين من قاموس كلماتنا الداركة ونبدلهما بأن ما يحدث لنا إنما هو نصيبنا ورزقنا من عن الله وأن كل حدث يحدث في حياتنا هو حكمة من عند العليم الحكيم .