مسلسل مصري صعيدي اللهجة تأليف السينارست الكبير محمد صفاء عامر وبطولة عبد الله غيث ، أحمد عبد العزيز ، شريف منير ، سماح أنور ، ومجموعة أخرى كبير من الفنانين المتميزين في مجالهم وإخراج مجدي أبو عميره.
وهذا المسلسل - من وجهة نظري - واحد من أفضل المسلسلات العربية على الإطلاق من بدايته ومن أغنية المقدمة ( غناء علي الحجار وأشعار عبد الرحمن الأبنودي وألحان د . جمال سلامة ) للنهاية والتي تكون بأغنية للمجموعة نفسها .
تدور أحداث المسلسل في الستينات تقريبًا .. وتتمحور الأحداث حول محورين أساسيين ألا وهما :-
- العصبية القبلية والمتمثلة في هواره وتقاليد وعادات هواره المتوارثة من سنوات طوال والبدري بدار " أحمد عبد العزيز " الذي كان من الفترض أن يتولى حكم هواره وحماية تقاليدها خلفا لوالده الشيخ بدار " حمدي غيث " كبير هواره - وهذا في النصف الأول من الحلقات - وكان البدري يمثل العصبية الزائدة لتقاليد وعادات هواره حتى أنه كان على استعداد أن يقتل أخته الوحيدة وردة " سماح أنور " لخروجها عن هذه التقاليد وزواجها من المهندس حاتم " شريف منير " من خارج هواره على الرغم من أنها لم تخرج عن الشرع أو ما أحله الله بزواجها بمن يناسبها وتوافق عليه وتزوجت بعلم والدها وموافقته .. وهذا يثبت أن في مجتمعنا أناس يتعصبون للعادات والتقاليد على حساب تنفيذ شرع الله - سبحانه وتعالى - ويكون التعصب للقبيلة على حساب الحق ، حق البنت في ان تختار شريك حياتها وأن يكون مناسب لها إجتماعيا وثقافيا .
وإن كانت أحداث المسلسل تدور في الستينات إلا أن العصبية القبلية متواجدة يومنا هذا وأن تطورت بعض الشيء حتى هناك تعصب للمحافظات وكل أهل محافظة يتعصب لمحافظته التي ينتمي إليها حتى ولو على حساب البلد ومن المفترض أن تكون الوطنية والعصبية - الغير همجية - للبلد ككل وليس لجزء دون الأخر .
- أما المحور الثاني الذي تدور حوله الأحداث - والذي جاء في النصف الثاني من الحلقات - وهو بعد هروب البدري على الإسكندرية بعد إتهامه بقتل شقيقته التي لم يقتلها - ولم تقتل من الأساس - ويذهب للعمل في الميناء عند الحج حسين " محمد الدفراوي "بواستطة بلدياته حسني " صلاح عبد الله " ويتعرف على نورا أو نرجس " ميرنا وليد " وهو يحمل اسم فاروق القناوي وتنشأ قصة حب بينهما ليتغير بداخله أشياء كثيرة جدًا من أهمها أنه عرف أن أخته لم ترتكب اي خطأ عندما أحبت وتزوجت من تحب بعلم والدها ورضاه .. علم هذا وأمن به لأنه أحب ولم ينكر على أخته ما فعله هو .. أما في هذه الأيام تجد أن البنت غير مسموح لها أن تحمل اي مشاعر نبيلة عفيفة على الأطلاق مع أن الولد يسمح له أن يفعل ما يحلو له حتى لو وقع في الخطأ دون حسيب أو رقيب - من البشر - على الرغم أن الوقوع في الخطأ سواء للبنت أو للولد فلهم نفس العقاب في شرع الله - عز وجل - .
وينتهي المسلسل برجوع وردة لأخيها وأثبات انها على قيد الحياة ولم يقتلها أخيها ويتم لم الشمل من جديد .
وهذا المسلسل به عبر كثيرة موجهة بأسلوب ير مباشر وهو من المسلسلات القليلة جدًا التي يستطيع كل من شارك فيه أن يفتخر عن حق أنه قدم عمل يحمل رسالة دون أن نشعر بإبتزال في كلامه .
وعن نفسي أحب هذا المسلسل جدًا ومنذ عرضه شاهدته بشكل سنوي تقريبًا ولو مرة واحدة على الأقل على واحدة من القنوات الفضائية العديدة التي تعيد عرضه دائمًا .
فتحية مني متواضعة لكل من شارك في إتمام هذا العمل وعرضه بهذا الشكل المميز .