الأربعاء، مايو 19، 2010

أما بلد مسميات صحيح



بسم الله الرحمن الرحيم


أما بلد مسميات صحيح


في بلادي يحلو لهم حل المشكلة من أيسر الأبواب المتاحة لهم ألا وهو تغيير مسمى الشيء الذي يسبب لهم المشكلة أخلاقية كانت أو سياسية أو إجتماعية .. ظنهم بهذا أن المشكلة أنتهت من الوجود بإختفاء اسمها الحقيقي أو لعله مسكن لآلام الضمير ؟! .. ربما .

وهذا ليس على مستوى الأفراد فقط بل على معظم المستويات من أكبرها لأصغرها .. وعلى كل حال كافة المستويات متصلة ببعضها بشكل يجعلك تتسائل هل الأفراد هم السبب في هذا الحالة أم المستويات الأعلى من ذالك .. هذه هي المشكلة المعتادة البيضة والا الفرخة .

وبما إني صاحبة الكلام فسأعبر عن رأيي بشكل أكثر تفصيلًا فيما يلي ..

أن الأمر بدأ من تحت لفوق ومن فوق لتحت - أي أنها علاقة تبادلية إلى حد كبير ولكن قاعدة الهرم تتحمل منها المسئولية الأكبر - حتى تضخم الوضع فهذا الموظف لا ينهي ورقة لمواطن إلا بفتح الدرج ومن أسمها الحقيقي رشوة إلى إكرامية وشاي ! وكأن تغيير المسمى هُنا ينفي حقيقتها وعقوبتها .

وهناك أيضًا مشكلة أطفال الشوارع غيروا المسمى " أصله عيب ولا يصح" إلى أطفال بلا مأوى .. جيد جدًا ولكن هذا للملاحظة لم يغير شيء ولم نتخلص من المشكلة ولازالوا الأطفال في الشوارع بلا حماية بلا مطعم بلا مسكن ويمارسوا الخطأ بلا توعية ولا نصح .

وعلى مستوى أكبر الحزب الحاكم وإطلاقها على جماعة الإخوان المسلمين الجماعة المحظورة .. يا حلاوة .. انكم يا سادة لم تواجهوا تلك الجماعة بتواجدكم في الشارع بإحساسكم بنبض الناس ومشاكلهم هل تلغوون تأثير الجماعة بتغيير اسمها على صفحات الجرائد القومية إلى المحظورة !!

وللعلم هُنا أنا لست مع أو ضد الأخوان ولم أناقش رأيي اصلًا أنا فقط أتناول نقطة محددة هل بتغيير اسم الجماعة وإخفاءه حل الحزب الوطني مشكلته مع جماعة الإخوان المسلمين ؟؟

هذه أمثلة بسيطة لعدة مستويات مختلفة تبين أننا ببساطة لم نفعل شيء عملي لحل المشكلة بل فقط نخفيها بإطار مغاير لنريح أنفسنا من عناء البحث عن حلول .

فلنبقي الأسامي كما هي أو نغيرها لا يهم – ماعدا المثال الأول فالرشوة رشوة لا تقبل اسم أخر - الأهم أن نعمل على تغيير الأوضاع التي نراها ليست على صواب فقد يكون وضع المشكلة أمامنا واضحة عامل من عوامل حلها أي بالتعامل معها وبحثها وليس تغليفها بإطار أخر ।


ليست هناك تعليقات: