الخميس، فبراير 21، 2008

تساؤلات


بسم الله الرحمن الرحيم



تأملت أحوال البشر من صراعات وحروب وخراب ودمار .. وتسألت :-
لماذا لا نعيش فى سلام والله -عز وجل - اسمه السلام ؟
لماذا الظلم وقد حرم الله الظلم على نفسه وعلى عباده؟
لما العنف والعدوان والأحتلال؟
ولماذا هناك قتله وجرحا من الأطفال والنساء والشيوخ ممن لا يقدرون على حمل السلاح؟
لماذا تهدم المساجد والكنائس ؟ وما هى إلا دور لعباده الرحمن...

ألا نستطيع العيش فى سلام ؟
هناك رأي "لابد من الحروب كى يعم السلام"
فهل هذا صحيح ؟ لا أعلم ولكنى لا أرى
سوى الحروب ......الدمار ..........الخراب ..
لا أرى غير
أشلاء الاطفال
ودموع النساء
وعجز الرجال
وهناك من يتحدث عن السلام ويصفوا أنفسهم رعاة السلام ولا نرى منهم
سوى القتل والدمار فى البلاد .
وهناك من يشجب ويستنكر وهم على كراسيهم خائفون
ولكن أين أنا......... أين نحن من كل هؤلاء ؟
وما هو مصيرنا ؟
يالله رحماك ياربى .
رحماك يا آله العالمين .....

لقاء الحبيب


بسم الله الرحمن الرحيم


لــقــاء الـحـبـيـب


أغمضت عيني قليلاً وأخذت أستحضر في ذهني لقاءي مع الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - هناك عند الحوض تخيلت هول هذا اليوم وهذا الموقف والزحام الشديد - والكل في حاله لا يسأل عن غيره - ...تخيلته هالة من نور يقف عند الحوض ينتظر أمته ليقابل الصالحين المؤمنين منهم بالبشر والسرور ويسقيهم بيده الشريفة شربة ماء لا ظمأ بعدها ... أرتعش جسدي فأنا أقف أمامه !!! ... بماذا سيقابلني ؟؟ هل فرح بي؟؟ أم غضب مني؟؟ وقتها شعرت بلساني لا يستطيع النطق و أخذت أدعي الله -العلي القدير - مجيب الدعاء بقلبي .." ياارب أحسن خاتمتي ...ياارب أجعلني من اماتك الصالحات ...ياارب أستخدمني لنصرة دينك وفي سبيل الحق دوماً ولا تستبدلني " .

لم أستطع تخيل المقابلة فأنا لا أستطيع أن أجزم بأمر كهذا ،ولكني أتمنى من الله أن يحسن خاتمتي حتى يفرح بي الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ... وفكرت بماذا أقول للحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ؟؟؟
إني أحبه جداً جداً جداً وحبه يملاء قلبي وسأقر له بذلك.. بحبي له .... وأشتاق إليه كثيراً وهو أغلى عندي حتى من نفسي .. وكثيراً ما تمنيت لقاءه ورؤيته .. وتذكرت ما فعله رسول الله الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لكي يصل لنا هذا الدين العظيم هكذا دون شقاء منا ولاعناء .. تذكرت غزواته وجهاده تذكرت دعوته ورسالته .. تذكرت ما ناله في سبيل أعلاء كلمة الحق ... تذكرت أخلاقه فكان خلقه القرآن -صلى الله عليه وسلم - ... تذكرت حلقات على خطى الحبيب - ولم تكن الحلقات أول معرفتي بسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم بالطبع ولكن لتلك الحلقات واقع خاص في قلبي لانها المرة الأولى التي أتعرف بها على سيرة الحبيب المصطفى بطريقة مختلفة وبمنظور وفكر مختلف أيضاً - وسماعي لسيرة الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وكنت فى كل حلقة أشتاق اكثر للقاء ويزداد حبه في قلبي اكثر وأكثر ... تذكرت كم بكيت فى الحلقة الأخيرة وكأن الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فارقني الآن فقط ... يا الله هل استحق الشربة الهنيئة التي لا ظمأ بعدها ؟؟؟

وهنا وجدتني أتنقل بتساؤلاتي لأمر آخر ..
ماذا فعلت استعداداً لمثل هذا اليوم ؟؟؟
صراحة وجدت نفسي في غاية الحرج !!
نعم ... في غاية الحرج ... ماذا فعلت؟؟؟
هل يكفي اقامة الفروض وبعض السنن ؟؟؟
هل الاستعداد لهذا اليوم بالإيمانيات والروحانيات فقط ؟؟؟
لا أنكر طبعاً أهمية الإيمانيات والروحانيات وعبادة الله والمحافظة على أوامره والبعد عن نواهيه ... ولكن دائماً عند قرأتي للقرآن الكريم أجد ملازمة العمل للإيمان ... { والذين امنوا وعملوا الصالحات } ...
أي لا يكفي اقامة شعائر إيمانية فقط بل يجب جمع العمل بالإيمان خاصة في وقتنا هذا ومع هوان الإمة الإسلامية في نظر سائر الأمم ...
وهنا وجدت ما عزمت على عمله استعداداً للقاء الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حتى تتحقق أمنيتي ويسقيني بيده الشريفة شربة ماء لا أظمأ بعدها أبداً ...إنني سأقرن الإيمان بالعمل سأستغل ما وهبني الله في نصرة دينه وأعلاء أمة نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ...
سأحسن من عبادتي وأحافظ على سنن الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - سأحاول جاهدة أخلاص النية في كل عمل أقوم به لله وحده
وعدت إلى تخيلي ووجدتني في مقابلة الحبيب - صلى الله عليه وسلم - عند الحوض ... وزادتني تلك الصورة التي أرتسمت في مخيلتي عزيمة وأصرار لكي أجاهد لاستحق أن يسقينى بيده الشريف شربة ماء لا ظمأ بعدها .

يااارب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المدينة الفاضلة


بسم الله الرحمن الرحيم


المدينة الفاضلة

هل تتسألون عن المدينة الفاضلة التي أرغب في بناءها ؟؟

سوف أكتب لكم تخيلي الخاص عن المدينة الفاضلة التي أحلم بها دوماً ... التي طالما تخيلتها وشرد ذهني إليها كثيرًا ... إنها لم تكن أبداً مدينة أفلاطون الفاضلة ليست هي ما حلمت بها - وتمنيت تحقيقها على أرض الواقع - .. بل هي أفضل بكثير وليست درب من دروب الخيال أو المستحيل .
إنها مدينة النبوة ...المدينة المنورة في عصر خير الخلق أجمعين - صلى الله عليه وسلم - مدينة من الأخلاق ، الصدق والأمانة والوفاء والحق والعدل والحب الذي شمل الجميع ...
هل من الصعب أن نبني مدينة قوامها الأخلاق ؟؟؟
ليس هذا فقط ...هذا ما يتعلق بالأخلاقيات ولكن لدي حلم عملي أيضاً
نعم لنا فى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة ...أليس كذلك ؟؟
فلِمَ نسير على دربه في الأخلاق فقط ؟؟؟؟ - هذا إذا كنا فعلًا نسير على أخلاقيته بحق -
لقد كان -صلى الله عليه وسلم- يحث على العمل وزرع ذلك في كل الصحابة رضوان الله عليهم ..

لنسير على خطى المصطفى - صلى الله عليه وسلم- إذًا .
نغير من أخلاقنا لتناسب أمة أشرف الخلق -صلى الله عليه وسلم -
نعمل لنرفع اسم أمة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-
نضعها في مكانها ومكانتها الصحيحة ...

هل نستطيع أن نبني المدينة الفاضلة على تلك الأسس وبهذه النية ؟؟
تخيلوا معى لوعملنا من هذا المنطلق كم من الحسنات تصيبنا ؟؟
نعمل لرفعة الإسلام ودين المصطفى - عليه السلام -

أحلم في المدينة بفن هادف راقي يعلمنى ما لا أعلمه يعرفني الجديد يناقش قضايانا بحق ...
أحلم بأدب راقي يغذي عقلي لا يقترب من إثارة الشهوات ...
أحلم بأرتفاع شأن الأدب والثقافة في مدينتنا الفاضلة ...
أحلم أن نربي أطفالنا على قيمة العلم ويتعرف على الكتاب من صغره - بما يناسب سنه بالطبع-
أتمنى أن أجد أدب الطفل في تطور ليخاطب عقول أطفال وعت في زمن قياسي تكنولوجيا رهيبة بدأت تغزو عالمنا ونستخدمها في كل شئوننا ..
ياالله هل أجد في يوم من الأيام تجمعنا سواء على المستوى العائلي أو الأصدقاء بها ذكر الله بدلاً من النميمة والغيبة ؟؟؟
هل أجد تلك الجلسات بها مناقشات ثقافية ويتحاور الجميع حول أخر الإصدارات الأدبية والثقافية ؟؟
هل أجد الكاتب الذي يراعي ربه في كل حرف يكتبه ويعلم إنه محاسب عليه ؟؟

هل أجد مجتمع خالي من المشاحنات والسباب و و و و ؟؟؟
هل أجد أناس يعيشون في سلام يعون حقاً معنى العفو والتسامح ؟؟
يا الله مجتمع كامل مسالم متسامح يعفو عن زلات غيره ...
لا تفهموا من كلامي الأخير هذا إنني أطالب بالتسامع عن من يسيئ إلينا ويغتصب أراضينا لا والله إنني أطالب بالتسامح فيما بيننا أن نكون رحماء على أنفسنا أشداء على الكافرين المعتدين ... لكننا للأسف نفعل العكس !!!!!






صراع بين الذات



بسم الله الرحمن الرحيم

صراع بين الذات .



أصعب صراع قد يمر به إنسان ما هو أن يكون الصراع بين ذاته و ... ذاته وكأنه أصبح مصاب بإنفصام في الشخصية وبداخله أفكار ورغبات وتوجيهات متناقضة تمامًا تتصارع بداخله إلى حد يتمزق بين هذا وذاك .. وأن يضطرهو نفسه أن يقف موقفًا حياديًا خارجيًا وكأن ليس له دخل بما يدور داخل عقله من صراعات وأفكار وأراء بين أقصى اليمين وأقصى اليسار وكل طرف يرى أنه على صواب .. والكفتين متعادلتين الحمولة والتحمل ، فهما في الأساس ذات واحدة منقسمة .

وقد تتمنى وقتها لو كنت مصاب حقًا بإنفصام الشخصية فأنت في هذه الحالة عندما تكون احدى الشخصيتين فأنت لا تردي شيئًا عن الأخرى وتُشفى عندما تكتشف الأمر وتعالج مسبباته .. لكنك في هذه الحالة هُنا تعلم علم اليقين بالصراع الدائر بين ذاتك و.. ذاتك ولا تدري كيفية المصالحة بينهن فكل واحدة ترى أن الصواب لديها وأن في هذا صالحك وعندها ما يثبت ذلك وما يقرب لإقناعك بصحة منطقها وتتدخل الأخرى في اللحظة الأخيرة لتفعل ما فعلته الأخرى ولديهن القوة نفسها عليك فتجد نفسك حائر في الأمر غير قادر على إتخاذ قرار حازم أو سبيل لتخلص من هذا الصراع المرهق وتقف الموقف الحيادي الذي يزيد الأمر إرهاقًا وصراعًا .

فلا سبيل لتخلص من هذا الصراع طالما مازلت تتخذ هذا الموقف الحيادي الذي يصح أن نطلق عليه أيضًا موقف سلبي متخاذل من الدرجة الأول .. وتجد نفسك شيئًا في شيء تتحول لشخصية مهزوزة غير قادرة على إتخاذ قرار في حياتها غير نافعة في شيء حتى في أبسط الأمور ... وقد يصل الأمر للجنون .. ما لم تتدخل بشكل إيجابي وتحسم أمرك وتتخذ قراراتك دون بطء وتحاول الموازنة بين الأمور في عقلك والمصالحة مع نفسك .



ضياع المثل الأعلى



بسم الله الرحمن الرحيم


ضياع المثل الأعلى .



القدوة أو المثل الأعلى .. هل يوجد له وجود ؟!

للأسف لا يوجد - في زماننا هذا - من يستحق أن يكون قدوة أو مثلًا أعلى .. فكل الرموز تتحطم ، تسقط بمجرد الإقتراب منها وكشفها كأنها نماذج من ورق لا تتحمل الرياح فتتبعثر عند أول ريح خفيفة تهب بها .. أو كالقمر الذي ننظر له من بعيد ننبهر بحسنه وضياءه ولكننا إذا ما إقتربنا منه سنجده قاتم مقفهر لا يوجد به ابسط لمحات الجمال فهو صخور صماء خالية من الحسن والبهاء ... وهناك من تجدهم كالشمس البعيد عنها ينتفع بنورها ودفئها ولكن من يقترب يجد بركان من الحمم ... نار لا تبقى على من يقترب .

وهنا يجب أن نتسائل :
هل العيب في من نعتبره قدوةً ثم يخيب ظننا فيه ؟؟
أم العيب فينا نحن الذين ننظر لشخص ما على أنه ملاكًا لا يُخطأ يحمل من الأخلاق ما لا يحمله سواه ؟؟

سواء هذا أو ذاك فلقد انتهت القدوة بإنتهاء عهد القدوة الأعظم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضوان الله عليهم - .
والرسول بالطبع لا خلاف عليه فهو القدوة الحسنة كما نص القرآن الكريم ووصفه رب العزة .

أما الصحابة فهؤلاء من يستحقون عن حق أن نتخذهم قدوة لنا في حياتنا - بعد الرسل والأنبياء - فكلما اقتربت منهم أكثر وتوغلت في عالمهم تجدهم قدوة على كافة المستويات في علمهم ، أخلاقهم ، دينهم وتعاملاتهم لدرجة أن منهم من وصل لحد الكمال الإنساني .
هؤلاء ليسوا فقط قدوةً بل هم الأساطير الواقعية - إن صح التعبير -في تاريخنا وحياتنا .

هذا أن كنا نبحث عن قدوة متكاملة .. أما عن التخصصات العلمية والعملية - بشكل عام - فقد نجد أمثلة كثيرة نبغت في جانب معين نستطيع أن نتعلم منهم .. نتعلم منهم علمهم ولكن لا نتوغل بداخلهم ! .



" بعبع " المصريين


بسم الله الرحمن الرحيم


" بعبع " المصريين

في الفترة الأخيرة تعيش مصر في حالة توتر غريبة بين المواطنيين ورجال الشرطة .. فالمواطنيين منهم من يعيش في حالة من الخوف والفزع من رجاله الشرطة أو كيان الشرطة بشكل عام .. ومنهم من يعيش حالة من الغضب والسخط الشديد من تصرفات رجال الشرطة التي يسمعون عنها حاليًا في مختلف القنوات الفضائية والبرامج الأخبارية والنقاشية - تلك القنوات التي تسلط الضوء دائمًا على الفضائح وتهمش الإيجابيات حتى إنها تتحدث عنها على إستحياء - .
لا أنكر بالطبع وجود تصرفات شاذة وعدائية من بعض رجال الشرطة .. ولكن لا يعني هذا التعميم بأي حال من الأحوال .. حتى أننا نجد أن النظرة السائدة في حق كيان بأكمله مهمته حماية الشعب وتطبيق قوانينه نظرة خوف ورعب وغضب في أكثر الأحيان .. حتى تحولت الشرطة إلى " بعبع " العصر الحديث للمصريين .
لكننا لو نظرنا نظرة محايدة عادلة سنستيطع الحكم على الأمور بمنظور آخر .. أن كل فئة منفئات المجتمع بها الجيد كما بها السيئ فليس من الحكمة ان نطلق حكم مطلق معمم وإلا سنفقد الثقة بكيان يفترض به حمايتنا وتعاونا معه لصالحنا في المقام الأول .. حتى وأن خرج من هذا الكيان بعض الحالات الشاذة عن المألوف فيجب أن تكون نظرتنا فردية غير معممة .. ولكننا للأسف نغلب سوء الظن دائمًا في وقتنا الحالي وقد يكون لهذا حديث آخر ..
ولا اقول هذا الكلام تنظيرًا أو من فوق برج عالي فأنا أتكلم من خلال أحتكاكات بعض المقربين لي من رجال الشرطة ووصفهم بأنهم على مستوى عالي من الأحترام وتقدير للمواطنين .. ولهذا كانت كلمة إحقاقًا للحق أقولها ..
نحن من زرع كل " بعبع " بداخلنا ونحن الوحيدون القادرون على قتله .





إلى أين نسير ؟؟!


بسم الله الرحمن الرحيم


إلى أين نسير ؟!



عندما نجلس ونتأمل حالنا الآن وبشكل خاص مجتماعتنا العربية تجد أنه شب فيه انقسام غريب جدًا - والغرابة هُنا سببها التناقض الكبير بين القسمين - فتجد قسم يلعب فيه الدين والتدين دور كبير لدرجة تصل إلى حد الهوس الديني .. هوس لم يسبق له مثيل في تاريخنا على مر العصور رغم أن الدين جزء من تاريخنا الطويل .
وأصبح لدى هذا القسم هلع في كل تصرف وفي كل حرف.. ورغم أن هناك قاعدة فقهية شهيرة " أن الأصل في الأشياء الإباحة " - مالم يرد نص يُحرم فعل شيء معين .. كما أن الحلال بين والحرام بين .. إلا أن الأمور إختلفت تمامًا وأصبح الآن من السهل أن نُحرم كل الأفعال في حياتنا إلى أن يثبت العكس - من الواضح أننا في زمن أختلفت فيه كل الثوابت !! - ولكن لهذا حديث آخر - .

أما القسم الثاني فهو القسم الذي تلعب فيه الشهوات و الإنجراف وراء الملذات المادية دور البطولة ، فتجد أن الكل فيه يسعى لتلبية شهواته المادية والجسدية دون النظر إلى شيء من القيم والأخلاقيات ولا حتى النظر إلى إنسانية الإنسان التي جعلته يختلف عن سائر المخلوقات .
فأصبح شيئًا في شيء يتحول إلى حيوان ، عبد لشهواته ورغباته الخاصة فقط لا غير .

والعجيب في الأمر أن كل من ينظر إلى أحد القسمين يصعب عليه تصديق وجود القسم الأخر أو حتى وجود قسم وسط .. فمن ينظر إلى القسم الأول لن يعتقد أن ذات المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء يحيا فيه أصحاب القسم الثاني والعكس صحيح أيضًا !

ليس هذا فقط بل أن الانقسام المتباين هذا أصبح متواجد في كل شيء في الأراء والتوجهات ، في القيم والأخلاق ، في العلم والجهل ، تجد المجتمع منقسم لقسمين يتنافران كقطبي المغناطيس متشابهين الأقطاب .

ويوم بعد يوم تختفي الوسطية في حياتنا ونصبح أطراف متنازعة متنافرة متعصبة لجهتها وأفكارها دون النظرللجانب الأخر أو محاولة التعقل .

وهذا هو حالنا الذي نسير إليه بأنفسنا ...
فإلى أين نسير ؟؟
وأي مصير ينتظرنا في الغد ؟

*************

الأربعاء، فبراير 20، 2008

الـــخـــوف


بسم الله الرحمن الرحيم


الــخـــوف



الخوف إنه ذاك الشعوراللعين الذي يتغلل داخل الإنسان ليسيطر على عقله ومشاهره ، ويصيبه بحالة من الشلل الفكري فلا يستطيع إتخهاذ القرارات الصائبة - أو على الأقل لا يستطيع فعل ذلك في الوقت المناسب - ولا يقوى على الحركة .. يتحول من كائن حي إلى شبه جماد يتحكم فيه شعور واحد فقط .. الخوف !

الخوف من الغد.
الخوف من المجهول .
الخوف من المواجهة .
الخوف من الغير .
الخوف من الخوف نفسه !

ولا يتوقف الأمر على الخوف مِن فقط .. بل وعلى أيضًا .

الخوف على أشياء نحبها .
الخوف على أشخاص نحبهم .
الخوف على أوقات حلوة قد تنتهي .


الخوف ... الخوف ... الخوف ..

والقوي الحقيقي الذي يتسم بالشجاعة هو من لا يترك نفسه لهذا الشعور- يسيطر عليه ويتملكه ليحوله إلى شخص مهزوز جبان - بل من يستطيع هو أن يتحكم في مخاوفه ويخمدها ولا يدعها تسيره كيفما تشاء في عكس الإتجاه الذي يريده ويضعه لنفسه .

***************



التهمة عانس ... قصة قصيرة


بسم الله الرحمن الرحيم


@@ .. الــتــهــمـــة عــــانـــــس !!! .. @@


دلفت سيدة في أوائل العقد الخامس من عمرها إلى غرفة نوم مظلمة وألقت نظرة حنونة مشفقة على الفتاة النائمة على السرير ثم ذهبت إلى النافذة وجذبت الستائر من عليها لتفتحها سامحة لأشعة الشمس بالمرور وإلقاء نورها ودفئها بالغرفة .
استيقظت الفتاة وقالت ومازال أثر النوم واضح في صوتها :
- أمي .. يا أمي .. كم من مرة قلت لكِ إنني لا أحب فتح نافذة الغرفة خاصة لو كنت نائمة ؟!
إلتفتت إليها الأم قائلة :
- إنكِ لا تفتحي النافذة مطلقاً سواء كنتِ نائمة أو مستيقظة .. وكأنه صار بينكِ وبين الضوء والهواء الطبيعي عداء .
ثم أقتربت من باب الغرفة قائلة :
- هيا استيقظي أصبحنا الظهر .
جلست الفتاة على السرير ، وقالت بمرارة خفية - لم تخفى على الأم - :
- وما الجديد في هذا .
تركتها الأم وأغلقت باب الغرفة خلفها .. وهي ماتزال جالسة على السرير .. وهي تعلم أن ابنتها لن تغادر غرفتها وستظل بداخلها كما هو حالها منذ أشهر .. ولم تجدي أي محاولة منها لتجعلها تعود كسابق عهدها وتكسر هذا الحاجز الذي صنعته بنفسها بينها وبين الجميع .
قامت " سهام " إلى نافذة الغرفة وأغلقتها وأسدلت عليها الستائر كما كانت ، وذهبت متجهة إلى الحاسب الآلي الخاص بها ، لتجهزه للعمل ، وجلست أمامه في انتظار بدء العمل وهي تفكر في والدتها وما تحاول فعله لإخراجها من غرفتها وإندماجها في المجتمع ومع الجميع .. لكن كل محاولاتها لم تجدي لتثنيها عن عزلتها .. لقد قررت أن تبقى بغرفتها مدى الحياة لا تخرج ولا تتعامل مع أحد .
إنها لم تعد ترى في نظرات من حولها سوى الإشفاق تارة والتشفي تارة أخرى ..
وكأن بها علة لا علاج لها وكل هذا لأنها في الثلاثين من عمرها ولم تتزوج بعد .. كل الأقارب والمعارف لاتجتمع بهم إلا ويكون محور الحوار عنها وعن تأخر زواجها .
هل هناك عريس في الطريق ؟؟
من هن في مثل عمرك تزوجن ولهن ابناء يشارفون دخول المدارس !!
وكأن الذنب ذنبها في عدم تزوجها إلى الآن .
لم يقتصر الأمر على هذا وإلا كانت تحملته وصبرت ولكن تعاملات الناس معها تغيرت .. زميلاتها في العمل أصبحن يخافونها وكأنها قنبلة موقتة توشك على الإنفجار في بيوتهن وخطف أزواجهن منهن .. وعلى أساس مخاوفهن التي لا معنى ولا مبرر لها تغيرت معاملتهن لها يخشين الحديث معها خاصة في أمورهن الخاصة كالسابق .. وشيء في شيء أقتصرن معها في كل شيء .. والعلاقة معهن أصبحت جافة شديدة تقتصر على كليمات صغيرة خاصة بالعمل .
أما زملائها - الرجال - يتعاملون معها وكأنها سارت فريسة سهلة المنال بما إنها في الثلاثين من العمر ولم تتزوج فهي ستقبل بما يعرضونه عليها من أمور مهينة فهذا يريد الزواج منها عرفياً في السر ، وهذا يريد يريد الخروج معها .
هل بلوغ الفتاة الثلاثين دون زواج يجعل منها فتاة رخيصة لا كرامة لها ؟!
والطامة الكبرى - القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون - زوجة أخيها التي أصبحت تفتعل معها المشاجرات والمشاحنات وتستفزها باستمرار بكلمات كثيرة جارحة .. ثم تلقي اللوم عليها وتعدي إنها تغار منها لأنها أصغر سناً ومع ذلك فهي زوجة وأم .. والكل يصدق كذبها حتى أخيها صدق زوجته وكأنه ما عاد يعرف اخته التي تربت معه .. فهل أصبحت هي الحقودة الغيورة هكذا فجأة ؟!
كل هذه العوامل جعلتها تعتزل الحياة تقبع بداخل غرفتها تقضي وقتها كله بين اللعب على الحاسب الآلي أو هاتفها المحمول .. أو قراءة بعض القصص والروايات التي تتخذها منفذ للهروب من واقعها المرير إلى عالم الخيال .. سجنت نفسها بنفسها وكل تهمتها في الحياة إنها عانس .. تلك الكلمة البغيضة كم تكرهها ..
نفضت كل هذه الأفكار والذكريات - التي تهرب منها بشتى الطرق- عن ذهنها .. فهي تغرق نفسها في ممارسة الألعاب الإلكترونية وعالم الروايات والخيال حتى لا تتذكر حالها ولا تفكر فيه مطلقاً ، حتى يغلبها النوم أخر اليوم فتلقي جسدها على السرير وتذهب في نوم عميق لات فكير قبله يؤرق مضجعها .. وتستغرق أكبر وقت ممكن من الوقت في النوم ..
للمرة الثانية تبعد ذهنها عن التفكير في حالها وتضع فكرها كله في شاشة الحاسب الآلي والألعاب الإلكترونية .
مازلت على حالتها هذه من إنطواء وبُعد تام ..
إلى أن جاء يوم دخلت عليها والدتها وهي جالسة أمام الحاسب الآلي .. لتخبرها بوجود من يرغب في مقابلتها .. وعلى وجهها إمارات سعادة واضحة .
تعجبت وسألت والدتها :
- من يرغب في مقابلتي ؟!
- اخرجي لتري بنفسك .
هكذا ردت الأم وتركتها في حيرتها وغادرت الغرفة سريعًا - كي لا تترك لها فرصة لمزيد من التساؤلات أو رفض الخروج من الغرفة .
غادرت غرفتها لرؤية ضيفها وهي تتسأل في نفسها عن شخصية هذا الضيف المجهول والذي جعل أمها سعيدة هكذا بوجوده ؟!
دخلت غرفة استقبال الضيوف ووقع بصرها على أخر من توقعت رؤيته - أو رؤيتها إن شئنا الدقة - في هذا الوقت وهذا المكان إنها صديقتها الصدوقة .. صديقة الطفولة والصبا والشباب .. رفيقة سنين طوال وأحلام وردية ..لم يفترقا منذ طفولتهن قط إلا بعد زواج صديقتها وسفرها مع زوجها للخارج . وقفت كل منهن تحدق في الأخرى وبداخل كل واحدة منهن فيض من الذكريات بحلوها ومرها وفجأة أنقطع الصمت وأرتمت كل واحدة في حضن صاحبتها .
وبعد الاستقبال الحار ..و الإطمئنان على بعضهن البعض .. جلسن سويًا في غرفة " سهام " كالأيام الخوالي وفاضت كل واحدة منهن للأخرى بمكنونات صدرها وأخبار حياتها .. علمت " سهام" أخبار صديقتها وأنه اصبخ لديها طفلان الآن وأنها أخير ستعود لتستقر على أرض الوطن .. وأخبرت " سهام" صديقتها عن حياتها وما سارت إليه أحوالها . .
ساد الصمت بينهن قليلاً لتقطعه الصديقة ، قائلة :
- أنا في حاجة إليكِ يا " سهام " .
نظرت لها " سهام " في تعجب ورددت :
- في حاجة لي أنا ؟!!
قالت صديقتها في حماس شديد :
- نعم .. في حاجة إليكِ أنتِ .. ألا تذكرين حلمنا القديم أن نشترك معاً في عمل مشروع وحددنا معاً مجال الملابس الجاهزة ؟ ألا تذكرين أننا حددنا المهام أيضًا ، أنتِ عليكِ الأمور الفنية من تصميمات وتفصيلات وأنا مسئولة التوزيع والأمور المادية وما شابه ؟؟ ألا تذكرين كل هذا ؟؟
قالت " سهام " في يأس واضح :
- كان هذا فيما مضى .. فلم يعد للحلم مكان لدي .
- لا أصدق ما اسمعه ؟، ومن يقول هذا ؟؟ " سهام " التي كانت شعلة من الحماس والنشاط ، التي كانت تبث التفائل والأمل في كل من حولها ، التي كانت تردد دائمًا أن الحلم أساس لكل عمل ناجح .
تتخلى عن حلمها بهذه البساطة .. حلمها في أن تفرض على العالم كله تصميمات شرقية عربية من تصميمها .. حلمها في ان تقول للعالم كله أن الذوق والرقي لا يعني العري والإبتزال .. من كانت خبيرة الأزياء بيننا ونستشيرها في كل كبيرة وصغيرة في هذا الأمر .. تدع نفسها سجينة غرفة مظلمة .. !!
وهل تأخرك في الزواج يجعلك بهذا اليأس والأحباط ؟؟
نظرت لها " سهام " ولسان حالها يقول - إنكِ لا تشعرين بما أنا فيه -
تكمل صديقتها حديثها غير ملتفتة لنظرتها قائلة :
-أنا لا أنكر أن الزواج أمر ضروري في حياة كل إنسان وأنه حلم الفتاة الأعظم .. لكن هو في الأخر رزق ونصيب .. إن لم يكن من نصيب فتاة ما هذا الرزق أيعني هذا أن تتخلى عن باقي احلامها .. لايعني ان تترك الحياة وتسجن نفسها بين جدران أربعة تؤدي بها للجنون .. أنت لديكِ موهبة لا تتركيها هكذا تخنق وتموت وتحرمي نفسكِ وغيركِ من جني ثمارها .
راجعي نفسك وان وجدتِ أن تلك الموهبة أختفت وأن الحلم القديم لم يعد لديه مكان في حياتك .. فتركِ نفسك سجينة هذه الجدران .. أما إذا كان مازال لديك القدرة على الحلم والعطاء فلا تحجبي تلك القدرة ابدًا ..
تركتها وذهبت بعد ان تركت لها بطاقة صغيرة تحتوي على أرقام هواتفها .
وظلت " سهام" بغرفتها وكلام صديقتها تردد بداخلها وييقظ حلم قديم كان في سبات عميق ، ووقع عينيها على ورقة وقلم ، أمسكت بهم وظلت ممسكة بهم لا تفعل شيئاً بعض الوقت ثم اخذت تخط على الورقة بعض الخطوط وإنهمكت في عملها لبعض الوقت لتخرج في النهاية تصميم لزي نسائي في غاية الروعة .
أخذت تنظر له ودموعها تغرق وجنتيها لقتد استيقظ الحلم وأخذ يطالب بالخروج إلى الشمس .. أمسكت هاتفها المحمول واجرت مكالمة لأول مرة منذ أشهر وما أن سمعت صوت محدثتها حتى قالت :
- أنا معكِ .. لتحقيق الحلم القديم .


*******************
" تمت بحمد الله "
*******************

إنها الأمومة ... قصة قصيرة


بسم الله الرحمن الرحيم


&&&.. إنها الأمومة.. &&&


عادت إلى بيتها وكلها فرحة .. فرحة جعلتها كالطير المُحلق فى السماء ،كل من يراها يُجزم إنها عثرت على كنز الكنوز.
دخلت إلى غرفة نومها و أرتدت أفضل ثيابها وجلست في إنتظار عودة زوجها ..وعندما عاد أستقبلته بإشراقة بوجه كالقمر..وزفت إليه الخبر بأفضل الكلمات وأعذبها ...خبر حملها .

صدمه الخبر بشدة وتحولت الصدمة إلى غضب تحول إلى هتاف :
-مستحيل..مستحيل أن يستمر هذا الحمل مستحيل .
ردت عليه وهى تغالب دموعها الحزينه وهى تجاهد لتنحدر على خدها :
- لماذا ؟؟
رقت نبرة صوته أمام حزنها وألمها الواضح وهو يقول :
- إنكِ تعلمين جيداً لماذا ..إنكِ تعلمين ان صحتك لن تتحمل مجهود الحمل وخاصة الولادة ..ولقد إتفقنا من البداية على منع حدوث هذا الأمر ..أليس كذلك ؟
- بلى .. ولكن أقسم لك إنني لم أخالف ما إتفقنا عليه مطلقاَ ..ولكنها مشيئة الله -عزوجل- ولن اتنازل عن إتمام الحمل مهما كانت النتائج.
-ماذا؟؟!!!
أغرقت الدموع وجهها وهى تقول :
- أرجوك ..لقد حدث الحمل لحكمة لا يعلمها سوى الله -سبحانه وتعالى- هناك سبب ما لا أعلمه ..وإن كانت حياتى ستنتهى بعد أشهر -وهذا شيء لا يعلمه إلا المولى -عز وجل- فلن أتنازل عن الطفل لن أتنازل عن الأحساس الرائع الذى غمرني ما أن علمت بوجود الطفل بداخلى وسكونه بجانب قلبى ينمو ويكبر يوم بعد يوم ..لن أتنازل حتى وأن كان أخر عمل أقوم به في عمري .
- وماذا عني ؟ ألم تفكري في ولو قليلاً ؟؟
- أرجوك أفهمني ..لو حياتي ستنتهي بعد أشهر -أي كانت الأسباب - أليس من الأفضل أن أترك لك جزء مني بجانبك ؟

لم يجب على سؤالها مما جعلها تتابع :
- إن هذا الطفل هو جزء منك ينمو بداخلي فلا تحرمني من تلك المتعة ولا تحرم نفسك من الأبوة ..لقد عشت معك أجمل سنوات عمري جربت معك كل مباهج ومتع الحياة مما أحله الله -عز وجل- ولكن متعة حمل طفل بداخلي هو جزء منك أنت زوجى وحبيبي متعة لا مثيل لها لأي امرأة في كل زمان ومكان ..ان وجود هذا الطفل بداخلي يجعلني أقوى يجعلني أنظر للحياة بنظرة جديدة كلها حب وسعادة وتفاؤل وجمال ..
انهارت وهى تقول :
- أرجوك ..لا تجعلني أتخلى عن هذا الحمل .

ضمها إلى صدره بحنان لا حد له ، وقلبه يتمزق من خوفه عليها ..ولكنه أمام تمسكها الشديد بالطفل لم يستطع إلا الموافقة على أن تتابع حملها عند طبيبها الخاص والمتابع لحالتها مع الإتفاق مع طبيبة لأمراض النساء .

طوال أشهر الحمل وهو يدعو الله -عز وجل -أن يكتب لها النجاة .. وهي أيضاً كانت دائمة الدعاء لله .. لطالما قاموا الليل معاً مع الدعاء لله -عز وجل - أن يكتب لها السلامة ويرزقهم الولد الصالح .

كانت طوال فترة الحمل وهي تحيا فى عالم أخر .. كانت تحيا في سعادة وصفاء وهدوء نفسي .. وتجهز كل شيء لقدوم وليدها ..كانت تقول لنفسها إن لم يكتب الله لها النجاة فهي على الأقل من إختارت كل شيء لحياة طفلها.
وحان موعود خروج المولود للحياة ..وبداخل المستشفى -وتحت إشراف طبيبها المعالج والطبيبة المشرفة على حملها -تمت الولادة ومرت عليه لحظات الولادة كأنها سنوات وهو فى إنتظار إنتهاء عملية الوضع والأطمئنان على زوجته الغاليه التى كان قد حرم نفسه من الإنجاب كي ينعم بقربها منه ..وأخيراً خرج الطبيب من غرفة العمليات ..وتحقق ما كانوا يدعون الله به ليل نهار .. زوجته قد مرت بالولادة ولم يحدث لها مكروه فقط تنتظر فى العنايه فترة قصيرة تمر بسلام -بإذن الله - وتخرج لزوجها وطفلها ..غمره شعوراً بالارتياح غاب عنه طويلاً ... وذهب كي يرى ابنه ....لأول مرة يشعر معنى أن يكون أب كانت عندما وقع بصره عليه ..وياله من شعور ..لا تستطيع أبلغ الكلمات على وصفه ..
ويا سبحان الله -العلي القدير - الرجل لا يشعر بمعنى الأبوة إلا عندما يرى إبنه أمام عينه ويصبح واقع ملموس .. أما المرأة تشعر إنها أم ما أن تعلم بوجود الطفل بين أحشاءها .. تشعر به وبنبض قلبه بجانب قلبها .. تشعر بروحه داخلها ..سبحانه مخرج الروح من روح ..
أفاقت من تلك الذكريات على رنين الهاتف :
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..مرحباً يا أمي ..لقد ظهرت النتيجة ..نجحت وبتقدير جيد جداً .
-ألف مبارك لك يا ولدي .
- أمي لقد إتصلت كي إخبرك بنجاحي ..وإنني وبعض أصدقاءي سنحتفل معاً ..هل لديكِ مانع ؟؟
- لا تمتع بوقتك. لا إله إلا الله
-سيدنا محمد رسول الله .
أغلق الخط معها ورددت هي :
- في رعاية الله وحفظه يا ولدي .
ثم توجهت بنظرها إلى صورة لزوجها وفي أعلى الصورة شريط رفيع أسود اللون كئيب المعنى ..وإستغرقت في باقى ذكرياتها ..
لقد توفى زوجها بعد سنوات قليلة من مولد إبنهم ..هو من تركها وحدها وفارق الحياة ..ولكنه ترك لها جزء منه وكما راعته بداخلها وبين أحشاءها راعته بعد رحيل زوجها وتحملت مسئوليته كاملة إلى أن تخرج الآن ويستطيع تحمل مسئولية نفسه بنفسه ويراعي ما تركه والده له ..
لقد علمت الآن حكمة المولى - عز وجل - من حملها وإنجاب طفلها بسلام .. إنه كان الدافع لها فى الحياة بعد رحيل زوجها ، هو من جعلها تتمسك بالحياة جعل لحياتها هدف تحيا من أجله .
إنها الأمومة التي جعلتها تمر من محنة فقدان الزوج الحبيب هي ما جعلتها تقاوم في الحياة ..إن تلك العاطفة لقادرة على المستحيل بحق ... جعلتها تواصل المشوار وتتحدى الصعاب إلى أن وصلت بواليدها إلى بر الأمان .. ووصلت معه إلى المرحلة التي يستطيع أن يتحمل كل المشاق عنها .. الآن تستطيع أن ترتاح ..والآن فقط

**************
تمت بحمد الله
**************