الخميس، فبراير 21، 2008

ضياع المثل الأعلى



بسم الله الرحمن الرحيم


ضياع المثل الأعلى .



القدوة أو المثل الأعلى .. هل يوجد له وجود ؟!

للأسف لا يوجد - في زماننا هذا - من يستحق أن يكون قدوة أو مثلًا أعلى .. فكل الرموز تتحطم ، تسقط بمجرد الإقتراب منها وكشفها كأنها نماذج من ورق لا تتحمل الرياح فتتبعثر عند أول ريح خفيفة تهب بها .. أو كالقمر الذي ننظر له من بعيد ننبهر بحسنه وضياءه ولكننا إذا ما إقتربنا منه سنجده قاتم مقفهر لا يوجد به ابسط لمحات الجمال فهو صخور صماء خالية من الحسن والبهاء ... وهناك من تجدهم كالشمس البعيد عنها ينتفع بنورها ودفئها ولكن من يقترب يجد بركان من الحمم ... نار لا تبقى على من يقترب .

وهنا يجب أن نتسائل :
هل العيب في من نعتبره قدوةً ثم يخيب ظننا فيه ؟؟
أم العيب فينا نحن الذين ننظر لشخص ما على أنه ملاكًا لا يُخطأ يحمل من الأخلاق ما لا يحمله سواه ؟؟

سواء هذا أو ذاك فلقد انتهت القدوة بإنتهاء عهد القدوة الأعظم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضوان الله عليهم - .
والرسول بالطبع لا خلاف عليه فهو القدوة الحسنة كما نص القرآن الكريم ووصفه رب العزة .

أما الصحابة فهؤلاء من يستحقون عن حق أن نتخذهم قدوة لنا في حياتنا - بعد الرسل والأنبياء - فكلما اقتربت منهم أكثر وتوغلت في عالمهم تجدهم قدوة على كافة المستويات في علمهم ، أخلاقهم ، دينهم وتعاملاتهم لدرجة أن منهم من وصل لحد الكمال الإنساني .
هؤلاء ليسوا فقط قدوةً بل هم الأساطير الواقعية - إن صح التعبير -في تاريخنا وحياتنا .

هذا أن كنا نبحث عن قدوة متكاملة .. أما عن التخصصات العلمية والعملية - بشكل عام - فقد نجد أمثلة كثيرة نبغت في جانب معين نستطيع أن نتعلم منهم .. نتعلم منهم علمهم ولكن لا نتوغل بداخلهم ! .



ليست هناك تعليقات: