السبت، نوفمبر 01، 2008

الـديــن والــتــديــــن



بسم الله الرحمن الرحيم


الـديــن والــتــديــــن


الدين
-
عبادة
-
تزكية النفس
-
عمارة الأرض

عبادة - ظاهر - " صلاة - صوم - حجاب " شعائر العبادات عامة

تؤدي إلى تزكية نفس تسبب نهضة وإعمار الأرض
لكن نحن وقفنا عند العبادة الظاهرة فقط ولم تصل للباطن
الصلاة --> ذكر لله بالقلب
الصوم --> تقوى
الحج --> عودة للفطرة النقية على بدايتها
الزكاة --> تطهير للنفس من البخل والشح
الحجاب -- > حياء وعفاف
أي أن كل عبادة ظاهرة لها آثر في الباطن لتزكية النفس
وعندما نصل لمرحلة من تزكية النفس سنتعرف على مراد الله منا وسيعمر كل واحد الأرض بما وهبه الله به .
ولأننا نركز بشكل كبير على العبادات بشكلها الظاهري دون محاولة توصيل الغاية منها من تزكية النفس إلى قلوبنا
نشأ مجتمع ظاهره التدين وباطنه - إلا ما رحم ربي - فساد وبعد عن معنى الدين الحقيقي كما بلغنا به الله - سبحانه وتعالى - عن طريق رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
أصبحنا نرى المصلي الذي يقوم من على سجادة الصلاة لكي يأخذ رشوة في عمله أو مهمل فيه والكذب والخيانة ووووو ...
أصبحنا نرى الصائم الذي لا يكف لسانه عن السباب طول الليل أو حتى في ساعات النهار وهو صائم والمشاجرات والمشاحنات والغضب على أتفه الأسباب وووو...
أصبحنا نرى الحاج يعود من الحج ليمارس ما كان يفعله من محرمات كما كان من قبل وكأنه شيء لم .
أصبحنا نرى المحجبات حجابهن أبعد ما يكون عن مراد الله من الحجاب لا ظاهرا ولا باطنا
-
إلا من رحم ربي - فتجد فتيات محجبات ومع ذلك ليس لديهن الغاية التي من أجلها فرض الحجاب من صيانة لنفسها وعفاف فقد تجد فتيات ظاهرهن محجبات ولكنهن لا يتحرجن من معاكسة الشباب في الشوارع بشكل منفر مستفز .

فهذا يوضح الفجوة بين إنتشار مظاهر التدين في مجتمعاتنا وبين كمية الإنهيار الأخلاقي والفساد التي نراها بشكل كبير جدًا .

وما أدى إلى التناقض العجيب هذا عدة أسباب منها بداية الإنتشار الديني والذي كان قائم في أساسه على عبادات فقط وأنا لا أقلل من شأن العبادات ولكن فقط أقول أن من خطب في الناس بضرورة إقامة عبادات الدين وشعائره لم يبين أن العبادات هذه غرضها في الأساس هو أن نطهر قلوبنا ونزكي نفوسنا لتكون على إتصال بأروحنا فنكون مع الله دائمًا في كل مواقف حياتنا بل كل ما فعلوه هم أنهم رهبوا الناس للقيام بالشعائر والعبادات فكان رد الفعل غير المعلن عنه بشكل صريح طبعا فليكن سنقوم بالشعائر لكي لا ننال عقاب الله – عز وجل – مجرد أداء ظاهري بالجسد فقط دون أن يصل الأمر للقلب – إلا من رحم ربي - .

ومن الأسباب أيضًا الحياة المادية بل الإغراق في المادية الذي نعيشه الآن فأصبح لدى الإنسان صراع بين متطلبات النفس المادية والشهوانية وبين رغبته الفطرية في القرب من الله – سبحانه وتعالى – فانقسم إلى شخصية متناقضة حريص على أداء العبادات المفروضة بشكل كبير جدا ولكن في نفس الوقت لا يتصرف بالدين والتدين الحقيقي في باقي حياته عمله معاملاته أخلاقه .. إلخ .

وهناك أمر أخر مرتبط بالدين والتدين وهو أن الكثيرين يتسائلون سؤال غير ارتفاع نسبة التدين وإنخفاض المستوى الأخلاقي والذي تحدثت عنه والخاص بالعبادة الظاهرة بدون أن تصل للباطن ألا وهو لماذا لا ينصرنا الله رغم ارتفاع نسبة التدين ؟؟

بغض النظر عن أن معظم التدين ظاهري في الأساس فلا نحقق التدين الباطن فلا نعمر الأرض وهُنا يحضرني مقولة سمعتها من قبل ولا أذكر لمن للأسف - :- " إن الله ينصر الأمة الكافر إذا كان لها مبدأ .. وتخسر الدولة المسلمة لإختفاء المبدأ " – أو شيء من هذا القبيل - .

خلاصة القول إنه لكي نصل إلى لب الدين الحقيقي ونصبح متدينين عن حق يجب أن نحقق العناصر الأساسية للدين سالفة الذكر .

هناك 6 تعليقات:

شيماء زايد يقول...

اد ايه انت عميقه وجميله يا جيهان
لازم نبطل نبص من بره
لازم نبص من جوه
تحياتي

غير معرف يقول...

اختى العزيزة جيهان

بداية أعتذر عن قلة زيارتى وتقصيرى

طامعا فى رحابة صدرك

ثانيا

هذا الموضوع للأسف انتشر بصورة كبيرة

جدااا وهذا ما أعطى العالم الآخر هذه

الصورة السيئة عن الاسلام لأعتقادهم الخاطئ بأن الاسلام دين يقتل الهمة فى النفس ولا يقوم الا على ظواهر فقط

وذلك مما لم يأمر به الله تعالى ولم يقله الشارع محمد صلى الله عليه وسلم

والحل فى أن يوجد دعاه ومفكرين يحاولون الوصول لجوهر الدين الحنيف الذى جعل العمل عبادة والاخلاص فى العمل شرط قبوله

رحم الله الامام الشعراوى ومن هم مثله

تحياتى على موضوعك الراقى

Unknown يقول...

جميله هذه الكلمات
التدين اخلاق وتخلق
وواقع يطبق ليس فقط كلام
تحياتى

جيهان علي يقول...

شيماء زايد

قد أيه انتِ رقيقة
وتعليقك رقيك مثلك
:)


تحياتي

جيهان علي يقول...

المحارب المتيم

لو هناك من يجب أن يعتذر فهي أنا أخي الفاضل
ولكنها بعض مشغولات الحياة

نعم عندك حق
تطبيق جانب فقط من جوانب الدين هو ما أدى إلى صورة مشوهة تنسب للدين وهو بريء منها .

ولم يخلوا رجال العلم الديني أخي الفاضل فهناك علم الشعراوي مازال موجود
وغير الشعراوي رحمه الله كثيرون
ولكن فقط ننتقي من نتعلم على أيديهم
وننفذ ما نتعلمه


تحياتي

جيهان علي يقول...

احمد بدر الدين

نعم الدين ليس فقط كلام
أو عبادات ظاهرة
هو ظاهر وباطن
هو اخلاق ومعاملات
عبادات

كل شيء

هو منهج حياة


تحياتي