الثلاثاء، ديسمبر 30، 2008

لك الله يا غزة .. وبعد ؟؟



بسم الله الرحمن الرحيم


لك الله يا غزة .. وبعد ؟؟


بداية الأسبوع الجاري كانت بداية أليمة جدًا على نفس كل إنسان عربي تابع وشاهد ما حدث ويحدث حتى هذه اللحظة في غزة من دمار وقتل للأبرياء والأطفال والدماء التي تهدر بلا حساب على أيدي الصهاينة خاصة مع الموقف السياسي الدولي بشكل عام والعربي بشكل خاص ومخجل وهذه هي أقل كلمة تحمل شيء من التهذيب يمكن أن تطلق على مواقف الساسة العرب فبدلا من توحيد الصف والكلمة تحول الأمر بدلا من صراع عربي إسرائيلي لرفض ما يحدث هناك في غزة أصبح الصراع عربي عربي ..!!

أيعقل أن نترك أخواننا تراق دماءهم الطاهرة ونقف نتنازع من قدم ماذا ؟؟

أيعقل أن نترك اخواننا يحدث لهم يحدث ونحن لا نفكر إلا في مصالح سياسية ومن له السبق في العون والمساعدة ؟

وياليت هناك مساعدة وعون حقيقيين فعالين بل كله مجرد كلام في كلام بلا أي فعل حقيقي يكون من شأنه عمل شيء حقيقي لأخواننا في غزة أو حتى في كل أرض يقع عليها ظلم عدوان مستعمر مستبد منتهك للأعراض والأرواح .

الكل يزايد سياسيًا لإظاهر نفسه ومحو الكل بجانبه وأصبح لفترة لا يستهان بها ما يحدث من ردة فعل على الشاشات الإخبارية والفضائية ماهو إلا سب لبعضنا وتناسينا ما يحدث فعليا من إبادة وحشية لشعب بأكمله .

وأصبح الصراع سياسي سياسي وفقط دون النظر لأرواح وأشلاء لأطفال لم يعرفوا من حياتهم بعد طاعة ولا معصية .. مما دفعني أن أصب جل غضبي على السياسية وعلينا جميعًا كعرب

ألا لعنة الله على هذه السياسة وعلى كل سياسي يتبع سياسة المصالح والماديات دون أي إعتبارات إنسانية أو أخلاقية .. ألا لعنة الله عليهم .

ووجدت نفسي في ظل كل هذا أردد لكِ الله ياغزة .. لك الله يا المسجد الأقصى وكل أراضينا المقدسة .

لك الله ..؟؟!

رنت في أُذني رنة ألم وحسرة

نعم لا حول ولا قوة لنا إلا بالله

نعم توكلنا على الله أمر مأمورين به .. ولكن من قال أن تلك الجملة توكل ؟؟

إنها تواكل بل هي قمة التواكل .. لقد خلقنا الله مخيرين وليس مسيرين وخلق الكون بأكمله مسخر طوع إختياراتنا .. فلماذا تركنا مبدأ الأخذ بالأسباب ؟؟

لماذا نحيل كل شيء في حياتنا على تصرف إلهي يقضي بما نريد وأكتفينا بالانتظار دون عمل ؟؟

نعم النصر من عند الله ولكن { يا أيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم } (سورة محمد - الآية 7 ) .

فهل نصرنا الله وأدينا ما علينا أم فقط نطلب النصر بمعجزة ونحن لا نستحق معجزة بأي حال من الأحوال .

نطالب بحرب الأعداء ؟؟ وهل لنا كلمة واحد وهدف واحد وسياسية موحدة حتى نستطيع أن نحارب عدو ؟؟

وأقصى ما أخافه حقًا إن قالوا حرب أن نقول { إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } – ( سورة المائدة – الآية 24 ) .

وحتى لا يفهم كلامي على إنه استسلام وتخاذل فهذا ما لم يخطر لي على بال .. بل أخشى أن أفكر فيه حتى .

كل ما في الأمر إنني أريد ان ننظر للأمر ببعض الواقعية العملية حتى نستطيع عمل شيء حقيقي مؤثر بدلا من أفعال نستنكرها على حكامنا ولا نفعل أكثر منها من – إستنكار وشجب وتنديد – وزيادة من الشعب الغضب على ما تفعله حكوماتنا ولكن هلا فكرنا بتوجيه هذا الغضب لخدمة قضيتنا ولكي نوجه غضبنا هذا التوجيه الصحيح المثمر يجب أن نسأل أنفسنا سؤال هام

ما سبب غضبنا الحقيقي وما الدافع وراءه ؟؟

هل هو غضب لله أم للنفس والقومية ؟؟

إن كان الغضب للنفس والقومية فنحن مازلنا بعيدًا جدًا عن تحقيق شيء ذا قيمة فنحن قوم لا نغضب للنفس ولكنا نغضب لله ولأننا نغضب لله نغضب من إنتهاك روح إنسان من مخلوقات الله وتدنيس مقدس من مقدساتنا التي قدسها الله – عز وجل – في كتابه الكريم وسنة نبيه – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

والغضب لله يتوفر فيه التوكل عليه مع الأخذ بالأسباب واستخدام ما سخره الله لنا في خدمة أخواننا في غزة في الوقت الحالي ومساعدة كل مظلوم في أي بقاع الأرض مستقبلا .

ولكي يحدث هذا يجب التفكير في عمل شيء فعلي بدلا من التنفيس عن الغضب في أصوات عالية ساخطة أو هتافات رنانة لن تخرج العدو من الأراضي المحتلة أو تساعد من تلقى عليه الصواريخ ليل نهار .

لماذا لا نحارب عدونا بسلاح من أقوى أسلحته ألا وهو الإعلام ؟؟

لماذا نترك له الساحة فارغة يعلن ما يود إعلانه ويحجب صوتنا أن يصل ؟؟

ولا يعني كلامي أن ننتظر الإعلام العربي ليفعل شيء بل نحن .. نحن شباب الإنترنت كما يطلق علينا ونتهم بهذه التهمة لماذا لا نفعل عمل يبين أن شباب الإنترنت العربي استطاع أن يفعل ما لم يفعله الأخرون ووصل صوت غزة الحقيقي إلى الرأي العام العالمي ألا يضغط هذا إسرائيل ويضعف موقفها الدولي ويسحب من تحت أيديها التأييد لما تفعله في فلسطين بحجة محاربة الإرهاب .

لا نقل أن كل الغرب ضدنا نحن لم نستطع أن نوصل قضيتنا بشكل سليم وحقيقي دون غضب أهوج بل غضب يعرف كيفية تفريغه بشكل يوضح للعالم أجمع حقيقتنا وحقيقة الصهاينة .

لن يكون كلامنا باللغة العربية –ليس لضعف بها أو عيب ولكن لنخاطب القوم بلسانهم - . نترجم ما يحدث الآن في غزة ونعرضه على المواقع الأجنبية في الفيس بوك .

لماذ لا يكون هناك مجموعة على الفيس بوك مساندة لغزة باللغة الإنجليزية مبينة ما يحدث للعالم الغربي ؟

كفانا توجيه الأحاديث لأنفسنا وفقط لكن عرفنا عدونا تمام المعرفة نعرف حقارته ونذالته ألا بينا هذه الحقائق للعالم أجمع .

لنستغل ما يحدث الآن ونفجر قضايانا ونخرج عن ضعفنا واستسلامنا لعل الله أراد ما حدث يحدث لنفيق للنتبه لنعمل بشكل حقيقي وفعلي .

كل إنسان في مجاله يستطيع أن يبتكر ما يفيدنا ونوجه كلامنا للجهة الأخرى قليلا بدلا من اللف في دائرة مقفلة دون الوصول لنقطة نعبر من خلالها .

لنعمل شيء غير المظاهرات فلن تخرج عدو من أرض ولن تعين أخواننا هناك ولن تحرك في حكامنا شعرة واحدة لفعل أقصى ما يفعلونه الآن .

لنأخذ مواقف عملية أكثر تأثيرًا .. ليس بالتكسير والتدمير كما يقول البعض ولكن بأسأليب أخرى أكثر عقلانية لا تؤكد للرأي العام العالمي إننا ما نحن إلا شعوب همجية إرهابية نتناحر حتى فيما بيننا .

فالجرحه يحتاجون الدماء أكثر من أصوات غاضبة بلا توجيه والجوعه يحتاجون إلا الطعام والخائفون يحتاجون إلى الأمان قد نستطيع المساهمة في توصيله بالتحرك وعدم السكون المقيت هذا وأخراج شحنات غضبنا في غير محلها .

ولا يعني دعوتي هذه لمخاطبة الغرب أو الرأي العام الدولي بإقتناعي أن النصر من عندهم فالنصر من عند الله إذا توكلنا عليه التوكل الصحيح وأخذنا بالأسباب وقد يكون هذا من ضمن الأخذ بالأسباب .

فنحن نحارب عدونا بسلاح من أسلحته على الأقل ما دمنا لا نستطيع محاربته بكل أسلحته .

بالله كفانا كلمات جوفاء .

بالله كفانا إتهام بعضنا بعض وتحليلات سياسية لن تنفع في الوقت الحالي فلنجعلها بعد إنكشاف الغمة بإذن الله .

بالله كفانا فرقة لو لم يكن على المستوى السياسي ليكن على المستوى الشعبي .

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم اختى الفاضله نعم لك الله ياغزه فنحن اليوم يااختى فى عالم يسير وفق سياسات ولكن لن نرضي ان نسير وفق سياسات ظالمه يضربون العراق بحجة انها تمتلك نووى واسرائيل تقتل الاطفال والشيوخ والنساء والمجنيين الابرياء فى غزه بحجة الدفاع عن نفسها كما يقول مجلس الامن الدولى من حماس ليس لدينا الا قول حسبى الله ونعم الوكيل فلقد قمنا بعمل مظاهرات وقولنا لا لحصار غزه لا لضرب غزه ولم يستجب لنا احد فليس لدينا الا الدعاء لاخواننا بالنصره وان يهلك اليهود ومن عاونهم مع تحياتى صبره الاسيوطى

جيهان علي يقول...

أخي الفاضل // صبره الاسيوطى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نعم حسبنا الله ونعم الوكيل
ولكن هل توكلنا على الله حقًا كما يحبنا أن نتوكل عليه وهو حسبنا في الأول والأخر أم اننا تواكلنا في الأمر
أخي
ليس بالمظاهرات تنحل الأمور
نعم هي وسيلة لتفريغ ما بداخلنا من غضب لكن تفيدنا نحن في التنفيس عن أنفسنا ولن تفيد من يقتلون يوميا ومن يظلم في كل بقاع الأرض وبشكل خاص حاليا في غزة
أن كنا نريد المساعد فعلا فلنأخذ بالاسباب ونتوكل على الله في التوفيق في ما نسعى إليه
وسيكون النصر والتمكين لنا بإذن الله


تحياتي