بسم الله الرحمن الرحيم
الشعب يريد تغيير النظام
كنت و لا زلت أرى أن مشكلة مصر لا تكمن في أشخاص بعينعهم تحكمنا وفقط .. ولا أن الحل السحري في تغيير هؤلاء الأشخاص بداية من الرئيس وحتى أصغر مسؤول في هذا البلد ..و كنت ولا زلت أرى أن التغيير يجب أن يأتي من القاعدة .. يجب أن نصلح من أنفسنا حتى ينصلح حاكمنا – أيًا كان - .. وأن التغيير السياسي وفقط لن يصلح شيء فعلي إن لم يصاحبه إصلاحات على كافة المستويات .
حتى جاء الدعوة إلى بوم 25 يناير يوم ما سمي بيوم الغضب المصري في البداية تعاملت مع الأمر بإستخفاف وفقدان أمل من وجود نتائج حقيقية لا أنكره .
وأتى اليوم وبدأت مشاعر أخرى وأفكار أخرى تبدل بداخلي " الشباب خرج فعلًا !! "
أعلن عن غضبنا بقوة وشجاعة !!
ومع إعلان هتافهم الأشهر في كل مكان " الشعب يريد (( تغيير )) النظام " وجدتني أرى الأمور من زاوية أخرى مختلفة بعض الشيء .. نعم العيب ليس في الأشخاص بل في النظام نظام بلد ككل سمح بإنتشار الظلم والفساد وأثبت فشله وإخفقاته على مستويات عدة سأحاول إعطاء أمثلة على سبيل التوضيح للأمور المعلنة والتي أثارت الغضب بشكل تراكمي متزايد .. مع التأكيد أن الإصلاح الشامل هو المطلوب وهو ما سأبينه بعد هذه النقطة ..
لقد فشل في وضع خطط تنمية إقتصادبة محسوسة لدى المواطن العادي .
فشل في إيجاد تأمين صحي يشمل مصر بكافة مستوياتها .
فشل في النهوض بالعملية التعليمة بل وتفنن في جعل حياة معظم الأسر المصرية قطعة من العذاب تسمى " في بيتي طالب " !
فشل في توزيع الخدمات العامة على كافة أنحاء البلد بشكل عادل .
فشل في إعطاء أي حلول مستقبلية في مشاكل عدة كالبطالة والعشوائيات .
فشل في أهم شيء وهو مد جسور الثقة بينه وبين المواطن الذي من المفترض أنه يعمل على خدمته .
هذا بخلاف تعامله مع إدارة أي أزمة مزمنة أو طارئة نمر على الوطن بسوء تدبير .
ولم يكتفي بكل هذا بل ساهم على مدار فترات طويلة وتراكمات عدة في فقدان أشياء جميلة بداخلنا .. حبنا للوطن وإحساسنا بالإنتماء له الذي تزعزع في قلوبنا في بعض اللحظات .. لماذا نتكلم عن الوطن بهذا الشجن والأسى لا بالحب والفخر ؟
لماذا لا يجد المواطن كرامته في بلده وخارجها ؟؟
لماذا يشعر أنه مواطن درجة ثالثة داخل بلده ودرجة عاشرة خارجها ؟!
ولكن كل هذا تغير وسيتغير دائمًا للأفضل بإذن الله .
ولكي يتغير نعم نريد تغيير النظام وليس فقط الأشخاص فمن الظلم أن يتحمل بعض الأشخاص فقط ما حدث في هذا الوطن على مدار عدة عقود ..
نعم أصبح لدي إيمان أن هؤلاء الأشخاص – وكرموز للنظام – فقدوا أي ثقة لكي يحاولوا وضع أي وعود للتهدئة حتى لو كانوا صادقين فيها فلقد فات الأوان .
لكن غضبنا من أشخاص لا يجعلنا ننسى أن خطوة تغييرهم ليس النهاية ولا يجب أن يتم بهذه العشوائية بلا ضمانات تحفظ لهذا البلد أمنه وسلامته وأن يكون التغيير بشكل يحفظ استقرار مصر في المنطقة والعالم ككل لا يجب أن نفقد ربان السفينة هكذا بلا تعديلات دستورية وتشريعية تأتي بربان أخر بشكل شرعي آمن وهذا ما على النظام الحالي أخذ خطوات عملية لضمان حدوثه على أرض الواقع .
وهذه هي البداية بداية لمشوار طويل في طريق الإصلاح ووضع خطط لكي يتغير النظام بصدق إلى نظام مؤسسي حقيقي ثابت مهما تغير الأشخاص وتعاقبوا موضع التنفيذ .
على كل ابن حقيقي لهذا الوطن من أبناء مصر الشرفاء أن يعد نفسه ويجعلها موضع الاستعداد ليصلح على كافة المستويات وليس على المستوى السياسي فقط فالسياسة وحدها لن تحل كل المساوئ التي نراها .
على كل صاحب مشروع إصلاحي أن ينهض فهذا وقتك مصر في حاجة إليك .. لقد حان الأوان ومصر بإذن الله لن يتراجع شباب مصر الواعي المحب لها لن يتراجع عن رفعها وحمايتها .
فليتم تغيير النظام الحالي وليتم بناء نظام مؤسسي يعي ويستوعب غالبية الشعب المصري وليكن تغيير على كافة النواحي لإصلاح هذا البلد .. لغد أفضل لي ولك والأهم لهذا الوطن وأبناءه من الأجيال القادمة .
وفي الختام ::
ثورة على النفس + ثورة على الخوف + ثورة على الظلم + ثورة على الفساد = أمل في غد أفضل ومصر أجمل
--
ليلة الجمعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق