السبت، أبريل 25، 2009

عــلامـــات اســتــفــهـــام

بسم الله الرحمن الرحيم


عــلامـــات اســتــفــهـــام


مواقف كثيرة تمر في حياتنا وتأبى أن تتركنا إلا وقت طبعت في أذهاننا بعض علامات الإستفهام الحائرة وسوف تتناول الكلمات القادمة بعض هذه العلامات التي مرت عليّ وظلت علامة استفهام حائرة بلا جواب شافي .

مع انتشار القنوات الفضائية ذات الطابع الديني كان من المنتظر أن تكون النتيجة انتشار الوعي الديني لدى الناس مما يترتب على ذلك حُسن الأخلاق وتزكية للنفوس .. ولكن للأسف هناك تأخر أخلاقي ملحوظ – إلا من رحم ربي - وحاولت البحث عن سبب لذلك ولم أجد إلا تساؤلات .. ترى هل ينقص هذه القنوات التواصل الحقيقي للناس ومعرفة مداخلهم ؟؟ أم ينقص هذه القنوات الانتشار اللازم لتصل لكل بيت تعرفه على تعاليم دينه بشكل صحيح ؟؟ ام هو التركيز على العبادات فقط والبعد عن التعاملات والأخلاق ؟؟ أم ماذا ؟؟


أمر أخر .. المظلوم كلنا نعلم أن المظلوم له مكانة كبيرة فهو مستجيب الدعاء ولذلك حذرنا رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – من دعاء المظلوم إذًا لماذا أصبح المظلوم يحمل بداخله الكثير من الحقد وحب الإنتقام حتى وإن كان مقدرًا لفضيلة الصبر في الدنيا فهو يريد أن يتعرف على عقاب وعذاب ظالمه حتى ولو في الآخرة لكي يهنئ باله وهذه حاله اتعجبها إذا ما كنت لا تريد الإنتقام في الدنيا لماذا لا تعفو إذا للآخرة وهذا لك به مكانة أكبر عند الله – عز وجل - ؟؟ لماذا كل هذا الحقد الذي يجعلك تتمنى لأحد عذا الآخرة بدلا من أن تطلب له الهداية والتوبة ؟؟

قد يعلق البعض إنني قد لا أكون وضعت في موقف ظلم لذلك أتحدث بهذا المنطق وردي إنني أحاول في كل كلمة أن أكتب بما أنا مؤمنة به وإن لم أكن ظلمت ظلم شديد – ولا أتمنى هذا الموقف – ولكن أكيد لكل منا مواقف تعرض فيها للأذى .. وعن نفسي أشهد الله إنني لا أحمل لأي مخلوق من مخلوقات الله سبب ليّ أي أذى شخصي أي عداء .


الموت .. يقول الله – سبحانه وتعالى : { تبارك الله الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير (1) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملًا وهو العزيز الغفور (2) } - سورة الملك الآيات " 1، 2 " - .

هل للموت في نفوسنا الآن عظة ؟؟

في الفترة الأخيرة كثرة موت الفاجأة خاصة بين الشباب – وهذه من علامات القيامة – غير انه الموت نفسه يحدث مرارًا وتكرارًا في حياتنا ومن المفترض كما في الآيه سالفة الذكر إنه للإبتلاء وأيضًا للعظة فلماذا لا نتعظ – إلا من رحم ربي – من الموت ؟؟ لماذا نتمسك بهذه الدنيا بهذا الشكل المرضي ؟؟

لا اقول التخلي عن العمل في الدنيا فهي جسرنا للآخرة ولكني أتحدث هنا عن التمسك بالدنيا في حد ذاتها وليست كوسيلة للعمل والإجتهاد .. لماذا غاب هذا المفهوم عن عقولنا ؟؟ وأصبحنا نتعامل بمعاير دنيوية فقط ؟؟

وفي المقابل هناك من ينظرون للموت على إنه الخلاص واستسلموا لفكرة الموت وينتظرونه متوهمين أن فيه الراحة ولكن هل يكون هناك راحة بعد الموت دون عمل في الحياة ؟؟

هل تناسينا في كلتا الحالتين " أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدًا " ؟؟


المناقشات .. أمر عجيب يحدث في العديد من المناقشات والحوارات بين أطراف مختلفة الآراء والتوجهات خاصة إذا ما كان أحد هذه التوجهات والآراء آراء ذات طابع ديني .. تجد الأمور تحولت فجأة إلى صدامات وإتهامات متبادلة ما بين التخلف والرجعية – موجهة لأصحاب الرأي الديني - والطرف الأخر يتهم بالعلمانية .. ولا أعرف لماذا لا نتقبل بعضنا وفكرنا دون تعصب أو أي إتهامات ؟؟ لماذا دائمًا هناك هذا التوجس في كل كلمة ؟؟ إذا كان التعصب الديني دون وعي ولا فهم مرفوض فلماذا يقبل التعصب للآراء الشخصية ؟؟


قانون الطفل الجديد في مصر .. منذ أيام في أحد البرامج كانوا يتحدثون عن قانون الطفل الجديد الذي يتم مناقشته وبه إلزام تعليم الأطفال وعلى الأهل دفع غرامة إذا ما تهربوا من تعليم أبناءهم وهذا في حد ذاته شيء رائع فأن التعليم شيء ضروري وهام جدًا على الأقل معرفة القراءة والكتابة وإن كان كان امر التعليم في مصر عليه ملحوظات كثيرة جدًا ولكن نأتي للأهم وهو تغريم الأهل الغرامة وفورًا قفز إلى ذهني مشروع أ. عمرو خالد الذي كان يتضمن الذهاب إلى القرى والمناطق الفقيرة وعمل مشروعات صغيرة مناسبة لهؤلاء الناس مقابل عودة أبناءهم للتعليم وتم وقف هذا المشروع في مصر !!

بالله .. هل توفير مصدر رزق للأسر مع تعليم الابناء مع إنشغال شباب في عمر الزهور بهذا الأمر أفضل أم قانون الطفل الجديد ؟؟

لماذا لم ترعى الحكومة هذا المشروع أو تتركه بمجهود مدني بدلا من الشكوى أن الشعب يترك كل الأمور على الحكومة ؟؟

أم لأن كان هناك تحضير لوزارة جديدة في في الطريق ؟؟

أم انه يروق مع الحكومة أن يحدث الفعل بفاعل ضمير مستتر تقديره الحكومة والحزب الحاكم ؟؟

لم أقتنع أبدًا بنظرية المؤامرة هكذا ولكن ... علامة استفهام كبييييييرة .

وتتوالى علامات الاستفهام الحائرة بلا جواب أو لعل الجواب يحتاج إلى كثير من التدقيق والمعرفة .. فلأبحث إذًا عن جواب داخل البحث عن المعرفة .