بسم الله الرحمن الرحيم
الـتـديــن والـفــن
لن أتحدث عن رأي التدين أو الدين بمعنى أدق في الفن فهذا ليس موضوعي الآن ولكني أتكلم هُنا عن الصورة التي أخرجها لنا الفن عن التدين .. فالأعمال الفنية بنسبة 99% التي ذُكر فيها الدين والتدين – بخلاف الأعمال الدينية في الأساس – تُظهر المتدين هو ذا الرداء الأبيض القصير واللحية الطويلة والوجه المتجهم الغاضب الحانق على كل شيء .. الإرهابي ! .
وطبعًا لهذا أصل في الواقع منذ جماعات التكفير والجماعات التي أطلقت على نفسها الجماعات الإسلامية – والإسلام بريء من أفعالها- وأباحت دماء الناس وتكفيرهم لكل شيء وأي شيء فقامت الأعمال الفنية برفض هذه الصورة بإخراج كل من يرتدي الزي السالف ذكره فهو إرهابي مرفوض – رغم إن الزي نفسه ينظر له على إنه تشبه بالرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – حتى إنني أذكر إنني كنت أخشى أصحاب اللحية وأنا صغيرة مما كنت أشاهده من أفعالهم مصورها لنا الأعمال الدرامية .. وأبح الآن ومع موجة التدين الواضحة من كثرة القنوات الفضائية وانتشار الحجاب و .. و .. و.. وكل هذه الظواهر الدينية أصبح – من وجه نظر الكثيرين – أن من يرتدي هذا الزي هم المتشددون وهذه رؤية منتشرة أيضًا .. وأصبح الخطاب الديني الأكثر متابعة ومشاهدة مع الدعاة ذوات الزي الحديث لأن ببساطة اللبس ترك لدى الكثيرين خلفية غير محببة ساعد عليها الفن – وأمن الدولة أيضًا - ما علينا .. المهم .. أنه حدثت حالة إنجذاب لمن يظهروا بأزياء قريبة للعصر وبلغة قريبة للعصر وبمفاهيم قريبة للعصر وحتى إن وجدت ممن يرددون الجلباب القصير ويدعوا إلى الله ويعظ بنفس الأسلوب المتسامح الغير متشدد لن تجد عليه إقبال مماثل في البداية كما يحدث مع صاحب البدلة .
وفي المقابل تجد النموذج المناهض للإرهاب – في الأعمال الدرامية - لا علاقة له بأي مظهر من مظاهر الدين بل هو فقط يتكلم عن أنه دين التسامح وهو متأثر جدًا بأفعال الإرهابيين هؤلاء .. إلى أن ترسخ في الأذهان أنه لا يشترط أن أقوم بأي من مظاهر الدين او العبادات الظاهرة فأنا يكفي أن أعرف أننا دين تسامح و " الدين المعاملة " التي تساق دائمًا في غير محلها .. نعم من الدين أن تعامل الأخرين معاملة جيدة وهناك باب خاص بالمعاملات مستقل بذاته في منهجية حياة المسلم .. ولكن ..
هل محاربة الإرهاب بإظهار صورة المتدين على أنه إرهابي وفقط ؟؟ أم بتوضيح معنى الدين والتدين بشكل صحيح ؟؟
ليس فقط بذكر التسامح و التراحم في ديننا فهذا جانب ولكن توضيح كل الجوانب بما فيها الجهاد ومعناه ودوافعه وأهميته .
فممارسة الدين الحقيقي ومناهضة الإرهاب ورفضه ليس بمنعه من المناهج الدراسية أو عرضه في الدرامية بالإرهاب ولكن بمعرفته معرفة صحيحة عميقة .