بسم الله الرحمن الرحيم
تـصـنـيـفـات .. تـصـنـيـفـات
أصبحنا الآن في زمن يصنف فيه الناس بعضهم البعض - إلا من رحم ربي - والكل يصنف على حسب أهتماماته وتوجهاته وطبيعة المجتمع الذي يحيا فيه .
فهنالك التصنيفات على حسب الإنتماءات السياسية أو الحزبية ،، وهناك التصنيف على حسب العقيدة وأيضًا أصحاب العقيدة الواحدة لم يسلموا من التصنيف على حسب المذاهب المتبعة .. وهنالك أيضًا التصنيفات الفكرية والإجتماعية وأيضًا التصنيفات القبلية أو التصنيفات حسب البلد بل أن أهل البلد الواحدة تجد يختلف فيها التصنيف إذا ما كانوا من أهل الريف أو الحضر أوتصنيف مناطق سكنية معينة .
وأصبح داخل كل تصنيف هناك تصنيف أقل منه لتجد الإنسان مصنف داخل سلسلة طويلة مع كل إنتماء ينتمي إليه أيًا كان فكري ، ديني ، سياسي ، مجتمعي ، ثقافي فلابد من وجود التصنيفات حتى أصبحنا وكأننا في " سوبر ماركت " كـــــبــــــيـــــــر في كل ركن منه تجد لافتة دالة على الأصناف المباعة وتجد في كل ركن هناك أرفف على حسب " الماركات " ولو توقف التصنيف على التصنيف وكفى لما كان هناك داعي للتحدث في الأمر..ولكن الأمر لم يتوقف عن هذا الحد مع احترام كلصاحب إنتماء لإنتماءه بل تطور الأمر من تصنيف للنقد والتجريح لعدم قبول الإنتماءات المغايرة لإنتماءات الطرف الأخر وعدم القبول قد يكون بالكلام أو الأفعال مما أدى بنا الحال - إلا من رحم ربي - إلى فرق متصارعة ترغب في ظهور الحق لديها وأغتيال كل صوت معارض لها هذا إن كان بحثهم عن الحق من الأساس فمن يبحث عن الحق يريد ظهوره دون تعصب لجهة معينة .
والتصنيفات هذه سواء كانت على مستوى الأفراد أو الجماعات لها سلبيات كثيرة قد تكون أكثر من إيجابياتها إن كان لها إيجابية بهذا الشكل فالأختلاف في الرأي له إيجابيات كثيرة وإثراء للفكر والعقل ولكن التصنيفات على حسب هذا الاختلاف تجعلنا دائمًا ننظر إلى عيوب الآخرين متجاهلين عيوبنا التي قد يكون فيها هلاكنا .
فأصبحنا كمن ينظروا إلى غيرهم فيروا قشة على أعينهم فيحذروا منها غير منتبهين إلى جزع الشجرة الداخل في أعينهم هم .