الثلاثاء، فبراير 10، 2009

حوار مع قلمي




بسم الله الرحمن الرحيم


حوار مع قلمي


إنه حوار مع قلمي لا أدعي أنه باهظ الثمن ماديًا ولكنه باهظ من الجانب المعنوي لدي على الأقل ولذلك قررت محاورته أو محاكمته– أو لعلها محاورة مع النفس – لتكن ما تكون المهم أن أفهم عن نفسي بعض الأشياء من خلال قلمي كالعادة .

أنا :: هل ليّ أن أعرف لماذا هذا الإصرار الغبي على عصياني وهروبك مني ؟؟

قلمي :: لعليّ لست أنا من يجب أن يوصف بالغباء .

أنا ( بدهشة ) :: ماذا ؟؟ هل تريد أن تضيف لسجل تهمك عندي تهمة جديدة وهي قلة الأدب والتطاول اللفظي ؟؟

قلمي :: لاحظِ أنكِ من بدء أولًا .

أنا ( بعض من الخجل والعصبية ) :: ما علينا .. أجب على سؤالي مع حذف لفظة " غبي " .

قلمي :: في ماذا أعصاكِ بالضبط ؟؟ هل ليّ ببعض التحديد ؟؟

أنا : رغم إنني لا أحب نظام رد السؤال بسؤال ، ورغم إنني على ثقة من أنك تفهم مرادي جيدًا .. ولكن لا مانع عندي من بعض الثرثرة والشرح .. أنت تعصاني فلا تكتب مابداخلي تتهرب من التعبير عني .

قلمي :: ولماذا تستخدميني أنا في التعبير عنكِ أنت ؟؟

أنا ( بشيء من الغيظ ) :: ألا تكف عن أسلوبك المستفز بإجابة السؤال بسؤال ؟؟

قلمي :: لا تأخذيه على إنه إستفزاز وأجعليه محاورة .. أليس هذا عنوان جلستنا .

أنا :: هناك فرق كبير يا عزيزي بين المحاورة والمجادلة التي لا نخرج منها بفائدة تذكر .. المحاورة تعني إنني طرحت سؤال تتفهمه جيدًا عليك أن تجيب عنه ثم إن كان لديك سؤال تطرحه لا أن نتبادل الأسئلة ونتركها بعلامات الإستفهام دون أن تجد من يحلها .

قلمي :: ليكن .. أنا لا اسمي ما أفعله معكِ عصيان وهروب بل هو أمر لصالحك .. لا أريدك أن تضيعي وقتك بلا فائدة .

أنا ( متعجبة ) :: أتسمي التعبير عن نفسي بكلمات أكتبها في أي قالب رأيت تضيع وقت بلا فائدة ؟؟

قلمي ( بهدوء أعصاب ) :: نعم هو كذلك .

أنا :: وكيف لك بهذا الحكم العبقري يا فريد عصرك ؟؟

قلمي :: أنسيتِ إنني أطلع على كل ما تكتبيه ؟؟

أنا :: لم أنسى شيئا .. ولكني أتعجب صراحة من رأيك هذا ولا أعرف أي فائدة تنتظر الفائدة المادية .. لا أظنك تنظر للأمر هذه النظر .. أم لعلك تنتظر التقدير الأدبي المعنوي على ما تخطه على الأوراق فأنت حالم يآس يا صديقي .. حالم إن ظننت أنك ستنال ما تريد بهذه البساطة وفي هذه المدة الزمنية القصيرة .. يآس لأنك قررت أن تهرب بدلًا من أن تحارب من أجل تقدير تريد الحصول عليه – إذا ما كنت تستحقه - .

قلمي :: من قال إنني أعصاك من أجل تقدير تأخر ؟؟ قد يكون لعلمي إنه لن يأتي .

أنا :: لماذا تكون كتابتك من أجل أي شيء سوى إسعادي أنا فقط ؟؟ ألا تجد في هذا سبب تطيعني من أجله ولا تهرب مني من أجل تحقيقه ؟؟

قلمي :: ألا تفكرين في الواقع ولو قليلًا وتكفي عن نظرياتك هذه التي هي أقرب منها لعالم الخيال منها للواقع .

أنا :: هذا ليس من شأنك أن عليك أن تصنع ما أمليه عليك واقع كان أو خيال ولأتحمل أنا مسئولية تفكيري وحدي .. لا وصاية لك عليّ .

قلمي :: إنني أريد حمايتك من خيالك وإعادتك إلى الواقع حتى لا تصتدمي في واقعك ثم تنهالي عليّ في النهاية بكلمات حزينة يسيل لها حبري حزنًا .

أنا ( في قمة التعجب ) :: هذا أيضًا ليس من شأنك كما أنك بهذا تزيد حالتي حزنا ولم تبعدني عنه - كما تظن - فسعادتي معك وليس في هجرك .. كما أنك عليك أن تعبر عني في كل حالتي دون وصاية وفرض حماية لم تطلب منك .

ألا تفهم أنك رفيقي في الحياة الذي أرتضيته لنفسي .. لِمَ تريدها رفقة مؤلمة ؟؟

قلمي :: أتعلمين إنني أخاف من هجرك أنت ليّ ؟؟

أنا ( بدهشة ) :: أنا أهجرك ؟!!!

قلمي :: نعم أنتِ .. تظنين الآن أنك قادرة على تلقي الصدمات وإحتمالها ولا تعلمين أنها تهدم بداخلك في كل مرة جزء .. تظلم نوره .. لا تشعرين أنتِ بهذا ولكني أتلمسه في كلمات دائمًا .. ومع مرور الوقت سينطفئ النور نهائيًا ويكون الهجر النهاية الحتمية .

أنا :: ولماذا لا تساعدني على الإبقاء على بقعة نور بداخلي بدلًا من أن تقرر هجري قبل أن أهجرك وكأنك حكمت على المستقبل ونفذت ما يرضي نفسك وتدعي أنه لصالحي ؟؟

قلمي :: أنا لا أدعي شيء .. بل أستنتج الحقيقة من واقع المعطيات أمامي .. وأحذرك من نهاية مؤلمة على نفسك ادركها وأستشعر قربها .

أنا :: هذا ليس من حقك .. دعني أعيش تجربتي .

قلمي :: ولن تندمي في النهاية ؟؟

أنا :: لن أندم – بإذن الله – على عمل قمت به لأني أحبه .

هكذا ينتهي حواري مع قلمي العزيز فنحن على ما يبدو رفقاء مشاكسين نحب بعضنا بعضًًا .. ولهذا يكون الحوار مفيد أحيانًا لتصفية الشوائب .


الأحد، فبراير 08، 2009