الجمعة، نوفمبر 14، 2008

الـمـرأة والإسـلام وواقـع حـيـاة



بسم الله الرحمن الرحيم


الـمـرأة والإسـلام وواقـع حـيـاة


لا أحد ينكر فضل الإسلام على المرأة لحفظ كرامتها ومكانتها في الحياة .. ومن ينكر هذا فأما أنه لا يعلم شيء عن حال المرأة وتاريخها قبل الإسلام وبعده أو إنه أنبهر بما حققته المرأة في بلاد غير الإسلام بعد فترة طويلة من العيش في عصور مظلمة بالنسبة للمرأة وحتى فترة قصيرة قبل إثارة حقوق المرأة والمساواة وما شابه ذلك .

وبغض النظر عن إتفاقي مع من ينادون بالمساواة من عدمه فهذا موضوع أخر قد يكون له موضع آخر – إن شاء الله - .. ولكني الآن أردي طرح موضوع هام جدًا – بالنسبة لي على الأقل – يلح على عقلي كثيرًا ولذلك قررت مناقشته ... المرأة والإسلام وواقعنا الحالي ...

كل من يتكلمون باسم الدين ويتحدثون عن دور المرأة في الحياة يقصرون دورها في بيتها وزوجها وأبناءها وإنها " إن كانت نصف المجتمع فهي من تقوم بتربية وإخراج النصف الآخر " .. وأن للرجل العناء والتعب والسعي على الرزق وعليها هي رعاية شئون بيتها .. جميل ولا إختلاف على ذلك فأنا أرى أن عظمة المرأة الحقيقية عظمة أمومتها ولكن وفي ظل واقع الحياة الحالي وارتفاع سن الزواج هذا إن حدث في الأساس .. هل نظل على أن المرأة دورها في بيتها ؟؟

وأين بيتها هذا من الأساس حتى تؤدي دورها فيه ؟؟

الجميع يتكلم عن فئة وينسى فئة أخرى .. ومع تكرار هذا المفهوم ترسخ في الأذهان فالكل لا يجد للمرأة دور إلا زوجة وأم ويضغط المجتمع حتى أن معظم الفتيات أصبحن يصلون كل ليلة تقريبا ويدعون أن يرزقهن الله – سبحانه وتعالى – بالزوج ليستطعن ممارسة دورهن الذي خلقن من أجله – كما تم التصوير لهن - في الحياة من خلاله .

وإن لم يأتي هذا الزوج المنتظر تبدأ المشاكل النفسية والإجتماعية وهذا عائد أن الفتاة والمجتمع ككل تصرف على أن الأنثى ليس لها دور في الحياة أو هدف إلا هذا .

فهو الهدف الذي تم تعريفها عليه على الرغم أنها ليس لها أدنى دخل في تحقيقه .

ورغم ذلك تتحمل هي مسئولية عدم حدوثه وتشعر بالضياع وان حياتها بلا قيمة مع أن الله - سبحانه وتعالى – لم يخلق مخلوق مهما كان ضئيل إلا بحكمة وفائدة .. فكيف لو كان هذا المخلوق هو أكرم المخلوقات جميعها ألا وهو الإنسان سواء كان ذكرًا أو أنثى ؟!

وهذا أيضًا ينطبق إلى حد كبير لمن لم يرزقهن الله – عز وجل – بالذرية وبغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذا أو ذاك فأن هذا أمر واقع نحيا فيه ويجب معالجته .

فيجب أن يتغير الخطاب الديني للمرأة أو الفتيات اللاتي لم يتزوجن بعد فلا يعقل أن يكون الكلام الموجه للمرأة كله ينصب في جهة واحدة فقط .. لا اقول أن تتخلى المرأة عن فطرتها في ان تصبح زوجة وأم ولكن فقط ان لا نساعد الفترة أن تصبح هوس لدى الفتيات فينتج عن هذا الهوس أما بيوت عنكبوتية ضعيفة نتيجة للتسرع وسوء الاختيار فالمهم أن تصبح زوجة وأم فقط أو عقد نفسية تتولد لدى الفتيات بعد ذلك .

يجب أن يتم تغذية عقل الفتاة لتعدد أهدافها في الحياة تجعل حيز من حياتها لفطرتها سالفة الذكر فلن ننزعها ولكن أيضًا بجانب هذا يجب ان يكون لديها أهداف أخرى .. تبحث بداخلها عن مواهب وهبها الله – سبحانه وتعالى – لها وتنميها وتعمل عليها لتستغل وقتها وجهدها في عمل مفيد تستفيد هي منه ويستفيد المجتمع المحيط بها أيضًا من جهدها وتواجدها في الحياة .

وهذا لا ينطبق على الفتيات اللاتي لم يتزوجن فقط بل على من لم يوفقن في زواجهن أيضًا فالحياة لم تنتهي وعلى الزوجات والأمهات أيضًا اللاتي كبر أبناءهن وليدهن من الوقت والجهد الذي لا يعرفن كيفية استغلاله لأنها لم تعرف لها هدف سوى أبناءها .

نعم دور المرأة في بيتها عظيم لا خلاف على ذلك ..

نعم تنشأت جيل جديد برعاية الأم واهتمامها وحنانها شيء لا يمكن الاستغناء عنه أبدًا ..

ولكن للنظر إلى واقعنا الحالى وإلى فتياتنا قليلًا ..

لنولد لديهن أهداف أخرى ليعشن حياة مستقرة نفسيا وليستفيد منهم المجتمع في طرق مختلفة فهن طاقة معطلة ..

واتمنى أن لا نحصر المرأة في دور واحد فقط وهدف واحد فقط إن لم يتحقق كأننا نقول لها " لا يوجد لكِ فائدة في الحياة .!! "

فالله – سبحانه وتعالى – لم يخلقها عبثا ..

فهناك من خلقت لتكون أم عظيمة تخرج جيل منير متميز .. وهناك من خلقهن لأهداف أخرى .

فلنشجها لمعرفة الهدف بدلًا من فرض هدف واحد يولد اليأس بعد فترة لعدم تحقيقه .

فلا أعتقد أن هناك في الإسلام ما يمنع المرأة أن يكون لها دور فعال في الحياة بخلاف بيتها كما يتم تصوير الأمر دائمًا وبشكل مبالغ فيه بل بالعكس الإسلام يشجع كل إنسان أن يكون له عمل يفيد به الأخرين ويفيد به نفسه أيضًا .



السبت، نوفمبر 01، 2008

الـديــن والــتــديــــن



بسم الله الرحمن الرحيم


الـديــن والــتــديــــن


الدين
-
عبادة
-
تزكية النفس
-
عمارة الأرض

عبادة - ظاهر - " صلاة - صوم - حجاب " شعائر العبادات عامة

تؤدي إلى تزكية نفس تسبب نهضة وإعمار الأرض
لكن نحن وقفنا عند العبادة الظاهرة فقط ولم تصل للباطن
الصلاة --> ذكر لله بالقلب
الصوم --> تقوى
الحج --> عودة للفطرة النقية على بدايتها
الزكاة --> تطهير للنفس من البخل والشح
الحجاب -- > حياء وعفاف
أي أن كل عبادة ظاهرة لها آثر في الباطن لتزكية النفس
وعندما نصل لمرحلة من تزكية النفس سنتعرف على مراد الله منا وسيعمر كل واحد الأرض بما وهبه الله به .
ولأننا نركز بشكل كبير على العبادات بشكلها الظاهري دون محاولة توصيل الغاية منها من تزكية النفس إلى قلوبنا
نشأ مجتمع ظاهره التدين وباطنه - إلا ما رحم ربي - فساد وبعد عن معنى الدين الحقيقي كما بلغنا به الله - سبحانه وتعالى - عن طريق رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
أصبحنا نرى المصلي الذي يقوم من على سجادة الصلاة لكي يأخذ رشوة في عمله أو مهمل فيه والكذب والخيانة ووووو ...
أصبحنا نرى الصائم الذي لا يكف لسانه عن السباب طول الليل أو حتى في ساعات النهار وهو صائم والمشاجرات والمشاحنات والغضب على أتفه الأسباب وووو...
أصبحنا نرى الحاج يعود من الحج ليمارس ما كان يفعله من محرمات كما كان من قبل وكأنه شيء لم .
أصبحنا نرى المحجبات حجابهن أبعد ما يكون عن مراد الله من الحجاب لا ظاهرا ولا باطنا
-
إلا من رحم ربي - فتجد فتيات محجبات ومع ذلك ليس لديهن الغاية التي من أجلها فرض الحجاب من صيانة لنفسها وعفاف فقد تجد فتيات ظاهرهن محجبات ولكنهن لا يتحرجن من معاكسة الشباب في الشوارع بشكل منفر مستفز .

فهذا يوضح الفجوة بين إنتشار مظاهر التدين في مجتمعاتنا وبين كمية الإنهيار الأخلاقي والفساد التي نراها بشكل كبير جدًا .

وما أدى إلى التناقض العجيب هذا عدة أسباب منها بداية الإنتشار الديني والذي كان قائم في أساسه على عبادات فقط وأنا لا أقلل من شأن العبادات ولكن فقط أقول أن من خطب في الناس بضرورة إقامة عبادات الدين وشعائره لم يبين أن العبادات هذه غرضها في الأساس هو أن نطهر قلوبنا ونزكي نفوسنا لتكون على إتصال بأروحنا فنكون مع الله دائمًا في كل مواقف حياتنا بل كل ما فعلوه هم أنهم رهبوا الناس للقيام بالشعائر والعبادات فكان رد الفعل غير المعلن عنه بشكل صريح طبعا فليكن سنقوم بالشعائر لكي لا ننال عقاب الله – عز وجل – مجرد أداء ظاهري بالجسد فقط دون أن يصل الأمر للقلب – إلا من رحم ربي - .

ومن الأسباب أيضًا الحياة المادية بل الإغراق في المادية الذي نعيشه الآن فأصبح لدى الإنسان صراع بين متطلبات النفس المادية والشهوانية وبين رغبته الفطرية في القرب من الله – سبحانه وتعالى – فانقسم إلى شخصية متناقضة حريص على أداء العبادات المفروضة بشكل كبير جدا ولكن في نفس الوقت لا يتصرف بالدين والتدين الحقيقي في باقي حياته عمله معاملاته أخلاقه .. إلخ .

وهناك أمر أخر مرتبط بالدين والتدين وهو أن الكثيرين يتسائلون سؤال غير ارتفاع نسبة التدين وإنخفاض المستوى الأخلاقي والذي تحدثت عنه والخاص بالعبادة الظاهرة بدون أن تصل للباطن ألا وهو لماذا لا ينصرنا الله رغم ارتفاع نسبة التدين ؟؟

بغض النظر عن أن معظم التدين ظاهري في الأساس فلا نحقق التدين الباطن فلا نعمر الأرض وهُنا يحضرني مقولة سمعتها من قبل ولا أذكر لمن للأسف - :- " إن الله ينصر الأمة الكافر إذا كان لها مبدأ .. وتخسر الدولة المسلمة لإختفاء المبدأ " – أو شيء من هذا القبيل - .

خلاصة القول إنه لكي نصل إلى لب الدين الحقيقي ونصبح متدينين عن حق يجب أن نحقق العناصر الأساسية للدين سالفة الذكر .